صعّد القادة الإيرانيون، أمس، من حدة لهجتهم وتحديهم تجاه الغرب، حيث هددت طهران بمهاجمة أي دولة «تُستخدَم» أراضيها لمهاجمتها، وفيما تختتم اليوم المناورات التي يجريها «الحرس الثوري»، حذرت تركيا وقطر من أن الهجوم على إيران سيكون «كارثة» وحثتا الغرب على إجراء حوار لحل الخلاف النووي، فيما تظاهر المئات، أول من أمس، في 80 مدينة أميركية وكندية تلبية لدعوة من تجمع منظمات سلمية إلى «يوم تحرك جماهيري» للتحذير من حرب أميركية محتملة على إيران.
وقال نائب رئيس «الحرس الثوري» الإيراني حسين سلامي، بالتوازي مع مناورات «حماية الولاية» التي انطلقت، أول من أمس؛ إن إيران «ستهاجم أي دولة يستخدم أعداء إيران أراضيها لمهاجمة البلاد». وتابع «أي بقعة يستخدمها العدو لشن عمليات عدائية ضد إيران، ستكون معرضة لهجوم انتقامي من قواتنا المسلحة».
من جانبه، قال قائد القوة البرية لـ«الحرس» العميد محمد باكبور، إن إيران «لن تكون البادئة بالحرب أبداً، لكن رد فعلنا سوف يكون صاعقاً وهجومياً ولدينا القدرة على تنفيذ عمليات رادعة». وأشار إلى البدء بالمرحلة الأساسية من المناورات، من أجل تطوير إمكانات الوحدات لمواجهة أي تهديدات وعلى كافة الصعد.
إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي، أن بلاده «لم تستورد أي سلاح من الخارج». وإن «صناعات إيران الدفاعية تنتج جميع القطع التي تحتاجها القوات المسلحة في داخل البلاد».
وفي سياق سحب فتيل الأزمة، حثت تركيا وقطر الغرب على عدم مهاجمة إيران لحل الخلاف النووي وبذل مزيد من الجهود للتفاوض لإنهاء النزاع.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، في كلمة بمؤتمر ميونيخ الأمني، الذي اختتم، أمس، إن أي هجوم سيكون «كارثة». وإن النزاع بشأن برنامج إيران النووي يمكن حله على وجه السرعة. وأضاف «إذا توافرت الإرادة السياسية القوية والثقة المتبادلة فسيمكن حل هذه المشكلة في بضعة أيام، الخلاف الفني ليس كبيراً جداً، المشكلة هي الثقة المتبادلة والإرادة السياسية القوية».
وأضاف أوغلو، «الخيار العسكري سيحدث كارثة في منطقتنا، لذا فقبل هذه الكارثة يجب أن يتوخى الجميع الجدية في المحادثات. نأمل في أن يلتقي الطرفان قريباً من جديد، لكن هذه المرة ستكون هناك نتيجة كاملة».
من جانبه، قال وزير الدولة القطري لشؤون التعاون الدولي خالد بن محمد العطية، إن شن هجوم على إيران: «ليس حلاً، وتشديد الحظر على إيران سيجعل السيناريو أسوأ، أعتقد أنه ينبغي إجراء حوار». وأضاف «أعتقد أنه مع حلفائنا وأصدقائنا في الغرب يجب أن نفتح حواراً جاداً مع الإيرانيين للخروج من هذه المعضلة. هذا ما نشعر به في منطقتنا».
إلى ذلك، خرجت تظاهرات في 80 مدينة أميركية وكندية للتحرك ضد حرب محتملة يمكن أن تخوضها واشنطن ضد طهران، دعت إليها منظمات مدنية وناشطون.
ففي مانهاتن بقلب نيويورك، تجمع نحو 500 شخص في ساحة «تايمز سكوير»، وساروا حتى مقر البعثة الأميركية في الأمم المتحدة وقنصلية إسرائيل، وكتب على لافتة عملاقة تقدمت المسيرة: «لا للحرب، لا للعقوبات، لا للتدخل، لا للاغتيالات». كما خرجت تظاهرات في ديترويت وشيكاغو وفيلادلفيا وفلوريدا وفانكوفر وأوتاوا وغيرها من المدن في أميركا وكندا.