دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم حكومات وقادة الدول إلى ممارسة تضييق الخناق ضد تصعيد النظام السوري السفيه لمواطنيه وبذل المزيد من الجهود وجمع الكلمة لاتخاذ خطوات متقدمة تكون كفيلة بحقن الدماء ورفع القتل والظلم، مشيداً بالدول التي سحبت سفراءها ووقفت ضد الظلم والعدوان.
وأكد الشيخ الشريم في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام أن المجتمعات الجادة الواعية هي تلكم المجتمعات التي تحسن التعامل المتكامل وتتلمس مواقع الخلل لدى بنيها والمنتمين إليها لتشكر الناجح وتكرمه ولتصلح المتعثر وتقوّمه ومن ذلكم أخذها على أيدي سفهائها وإصلاح شأنهم والقضاء على مظان السفه حتى لا تغرق سفينة المجتمع الماخرة بقضها وقضيضها.
وقال فضيلته: يتفق الناس جميعا مهما اختلفت مداركهم أن العقل من أعظم نعم الله على العبد؛ به يميز الخبيث من الطيب، وهو علامة فارقة بين الآدمية والبهيمية والحجر الصلد. مضيفاً: إنه لا يعلم مقدار العقل إلا من رأى فاقده أو فاقد الاستنارة به ومن وهبه الله عقلا لا أثر له في واقع حياته فهو كمثل الحمار يحمل أسفارا.
وفي شأن السفه وهو خلاف العقل، أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن السفه ليس جنونا ولا فقدانا للعقل وإنما هو سوء استعمال له أو تهميشه عن أداء دوره الذي خلق له، مؤكداً أن مغبة السفه في أمور الدين وخيمة فهي ليست قاصرة على السفيه وحده بل تعم السفيه والعاقل والمجتمع كله فمن سفه السفيه أنه يجر الويل والهلاك لمجتمعه جراء سفه وحماقاته.
وأشار إلى أن السفيه آفة في المجتمع وعالة عليه، لأنه لا يعرف متى يجب أن يتكلم ومتى يجب أن يسكت، ويتطفل على كل شيء ويتكلم ويهرف في كل شيء وهو الرويبضة الذي يتكلم في أمر العامة وينصب نفسه ندا لذوي العلم والاختصاص ويسبق طيشه عقله وغضبه حلمه وغفلته يقظته، ضاربا المثل في ذلك بما يحدث للإخوان في سوريا الذين يواجهون أشد أنواع الجور والقتل والوحشية التي لا يرضاها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا يقرها دين و لا ملة ولا عرف.
وفي المدينة المنورة، أوصى فضيلة إمام المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير بضرورة تحلي كل من نابته نائبة أو غشيته بلية أو تسلط عليه ظالم بالتوكل على الله تعالى والتحلي بعصمة الصبر وعزيمة الاحتساب والدعاء والإنابة والرجوع إلى الله تعالى.
وقال فضيلته في خطبته اليوم: على المسلمين أن يستدفعوا أمواج البلاء بالتضرع والدعاء فليس شيء أكرم على الله عز و جل من الدعاء وأعجز الناس من عجز عن الدعاء ولا يرد القدر إلا الدعاء فأكثروا من الدعاء والمناجاة.
ودعا المسلمين إلى التوجه إلى الله بالدعاء بصدق وإنابة خاصة وهم يرون ما حل بالأمة من أحداث، وأن يتوسلوا إلى الله بألوان الطاعة أن يرحم الله إخوانهم المستضعفين والمنكوبين في كل مكان، مشددا في ختام خطبته على أنه لا مخرج من أزمات المسلمين إلا صدق اللجوء إلى الله تعالى العظيم، فمن كان مع الله في السراء والضراء والشدة والرخاء كان مؤيدًا منصورًا.