
أعلنت السلطات الأردنية، الاثنين (19 ديسمبر 2016)، انتهاء العملية الأمنية عقب الهجوم الإرهابي في الكرك، وأعلنت القضاء على جميع الإرهابيين الذين كانوا متحصنين في قلعة الكرك، في حين تشير المعلومات الأولية إلى أن الإرهابيين يحملون الجنسية الأردنية.
وارتفعت حصيلة ضحايا هجوم الكرك إلى 10 قتلى (7 من الأمن، ومواطنَيْن، وسائحة كندية)، كما أصيب 25 آخرون من رجال الأمن والمواطنين؛ بينهم إصابات خطيرة.
وقالت قوات الأمن الأردنية، إنها قتلت 4 “إرهابيين” بعد ملاحقتهم في قلعة بمدينة الكرك (جنوب البلاد)، تحصنوا بها عقب تبادل لإطلاق النار.
وأوضح بيان رسمي أن أربعة من المهاجمين قُتلوا بعدما أطلقوا النار على أهداف للشرطة في المدينة، قبل أن يتوجهوا إلى منطقة قلعة الكرك وبحوزتهم أسلحة آلية.
وأضاف البيان أن السلطات عثرت على كميات كبيرة من المتفجرات والأسلحة الأوتوماتيكية والأحزمة الناسفة في مخبأ المسلحين.
ولم يذكر البيان هوية المسلحين أو ما إذا كانوا ينتمون إلى أي جماعة متشددة؛ ما أثار تكهنات -حسب وكالة رويترز- بأنهم ربما من العشائريين الخارجين عن القانون الذين ينتقمون من الدولة، وليسوا من متشددي تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق.
وقالت مصادر أمنية إن امرأة كندية و3 مدنيين آخرين و5 ضباط شرطة، قُتلوا خلال تبادل إطلاق النار بين المسلحين وقوات الأمن، ونقل 29 آخرون على الأقل إلى المستشفى منهم إصابات خطيرة.
وكان محمد المومني (وزير الدولة الأردنية لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة) قد قال للتلفزيون الرسمي إن عملية الملاحقة الرامية إلى القضاء على المسلحين دخلت المرحلة الأخيرة. وقال المومني إن موقع الأردن جعله عرضة لامتداد دائرة العنف.
وأضاف أنه عندما تكون في منطقة تجتاحها الحرائق من كل جانب، فمن المتوقع أن تقع مثل هذه الأحداث. وقال شهود إن تبادل إطلاق النار استمر عدة ساعات بين المسلحين وقوات الأمن. وقالت الشرطة في وقت سابق إنها أنقذت 10 سياح كانوا في جولة بالموقع التاريخي عندما دخله المسلحون.
وقال سميح المعايطة (وزير سابق من مدينة الكرك) إن هناك مؤشرات على أن متشددين إسلاميين ربما يكونون وراء الهجوم. وأضاف المعايطة لقناة العربية الحدث التلفزيونية أن هذه المجموعة كانت تخطط لعمليات محددة داخل الأردن.
وأظهرت لقطات مصورة بثت على وسائل التواصل الاجتماعي عددًا من رجال الأمن يصطحبون مجموعة من السائحين الآسيويين صوب المدخل الرئيس للقلعة وسط سماع دوي إطلاق الرصاص.
وتعتبر القلعة أحد معالم الجذب السياحي الشهيرة في الأردن.
وقال رئيس الوزراء هاني الملقي، للبرلمان، إن عددًا من رجال الأمن قتلوا، وإن قوات الأمن تحاصر القلعة. وأكدت الحكومة الكندية مقتل واحدة من مواطناتها. وقالت الشرطة وشهود إن المسلحين أطلقوا النار على رجال الأمن الذين يقومون بدورية في المدينة قبل دخول القلعة الموجودة على قمة أحد التلال. واستخدم المسلحون أحد أبراج القلعة لإطلاق النار على مركز شرطة قريب.
وقالت الشرطة إن المسلحين قدموا من بلدة القطرانة الصحراوية التي تقع على بُعد 30 كيلومترًا شمال شرق مدينة الكرك، وهي منطقة صحراوية تشتهر بالتهريب ويقيم بها كثير من السكان العشائريين المدججين بالسلاح.
وأوضحت قوات الأمن أن المسلحين فروا إلى القلعة بعد تبادل إطلاق النار مع الشرطة في مبنى سكني. وخلال العام المنصرم وقعت حوادث هزت الأردن الذي لم يتأثر نسبيًّا بالانتفاضات والحروب الأهلية والتشدد الإسلامي في المنطقة منذ عام 2011.
وفي نوفمبر الماضي، قُتل ثلاثة من المدربين العسكريين الأمريكيين بالرصاص عندما لم تَنْصَعْ سيارتهم لأوامر بالتوقف عند بوابة قاعدة عسكرية؛ ما دفع أحد أفراد الجيش الأردني إلى إطلاق النار عليهم في واقعة لم تستبعد واشنطن فيها الدوافع السياسية.