
في بداية العام انخفضت أسهم شركات التعدين، المثقلة بالديون والمعرضة لهجوم عنيف من قبل صناديق التحوط، عندما اهتزت الأسواق نتيجة مخاوف تتعلق بتباطؤ النمو في الصين.
ومنذ ذلك الحين، شهد القطاع تغيرا في حظوظه، ناجم عن ارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية وزيادة الإدراك بأن عام 2017 يمكن أن يكون عام المدفوعات الوفيرة إلى حملة الأسهم.
ومن أدنى مستوى على مدى 12 عاما، في كانون الثاني (يناير)، تضاعفت تقريبا قيمة أسهم قطاع التعدين على مؤشر فاينانشيال تايمز لعموم الأسهم، وينتظر أن ينهي العام واحدا من القطاعات الأفضل أداء في أوروبا. ارتفعت قيمة “أنجلو أميركان” و”جلينكور” 280 في المائة ونحو 200 في المائة، على التوالي حتى هذا العام.
وفي العادة حين تكون أسعار السلع آخذة في الارتفاع، تزيد شركات التعدين من نشاطها الاستثماري وإبرام الصفقات. وكان عام 2016 مختلفا. فبسبب الجزع من الانكماش، لم يعمل كبار التنفيذيين في مجال التعدين على إغراق مليارات الدولارات في مشاريع جديدة. بدلا من ذلك، استمروا في تقليص النفقات الرأسمالية، وتخفيض التكاليف، وإيلاء الأرباح أهمية أكبر من الحصول على حصة في السوق.
وهذا أتاح فرصة تمرير منافع الارتفاع في أسعار السلع الأساسية مباشرة إلى الأرباح. وأعلنت جلينكور، شركة التعدين وشركة تداول السلع التي ألغت المدفوعات في عام 2015، خططا لتوزيع أرباح مقدارها مليار دولار على الأقل العام المقبل. ويتوقع أن تعيد أنجلو أميركان توزيع الأرباح في عام 2017، في الوقت الذي يمكن أن تحصل فيه ريو تينتو على ما يكفي من فائض رأس المال لتبدأ في عملية إعادة شراء ما قيمته ملياري دولار من أسهمها، إذا صمد الارتفاع في أسعار السلع الأساسية.
نيل هيوم
“سوفت بانك”
عندما استقال نيكش أرورا، الوريث المتوقع لـ “سوفت بانك”، إحدى أنجح مجموعات التكنولوجيا في اليابان، من منصبه في حزيران (يونيو)، بعد أقل من عامين قضاهما في المجموعة، اتهم المؤسس، ماسايوشي سون، بالجشع.
قال الرجل الذي يبلغ من العمر 59 عاما إنه ليس مستعدا لتسليم الشركة التي أسسها للمسؤول التنفيذي السابق لجوجل كما وعد، لأن “عليه العمل على مزيد من الأفكار المجنونة”.
لم يكن المستثمرون في حاجة للانتظار طويلا لمعرفة ما كان الرئيس التنفيذي ينوي فعله. بعد مرور شهر، وبعد أسابيع فقط على تصويت المملكة المتحدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي، وافقت سوفت بانك على الاستحواذ على شركة تصميم الرقائق البريطانية “آرم هولدينجز” Arm Holdings مقابل 32 مليار دولار. وفيما يبدو، الاختلافات في الرأي حول عملية الاستحواذ أسهمت في القضاء على العلاقة القوية بين سون وأرورا، إضافة إلى الصدام حول خطط الخلافة.
لم ينته الأمر بالنسبة لسوفت بانك عند ذلك الحد. بعد انقضاء الصيف، سافر سون إلى الرياض للقاء الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، لإطلاق صندوق للتكنولوجيا قيمته 100 مليار دولار.
وفي كانون الأول (ديسمبر)، تفاخر سون أمام الصحافيين في نيويورك بأنه تعهد في اجتماع مع الرئيس المنتخب دونالد ترمب بتقديم استثمارات بقيمة 50 مليار دولار في الشركات الأمريكية الناشئة. هذه الخطوة حفزت توقعات بأن سون يمكن أن يعيد إحياء المحادثات بشأن عملية اندماج بين شركة سبرنت، المملوكة من قبل سوفت بانك، وشركة تي موبايل الأمريكية المنافسة.
ويقول محللون إن سون يحتاج لمتابعة تنفيذ تعهده من أجل استعادة الميزانية العمومية للشركة. كانا إناجاكي
الأعمال الزراعية
كان فيرنر بومان قد تولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة باير قبل أسبوعين فقط، عندما أطلق في أيار (مايو) عرضا للاستحواذ على شركة مونسانتو الأمريكية لإنتاج البذور. وجد بومان، المدير المالي السابق في باير والشخصية الدائمة في الشركة، فرصة في تلك الصفقة لتحويل باير ـ مجموعة المواد الكيماوية التي تنتج أشياء كثيرة من الأسبرين إلى المحاصيل ـ لتكون الشركة الرائدة في السوق في مجال الأعمال الزراعية، وفي الوقت نفسه شركة كبيرة فوق الحد على نحو يجعل من الصعب على أي شركة منافسة الاستحواذ عليها بسهولة.
وعقب أربعة أشهر من المفاوضات مع مجلس إدارة مونسانتو والمساهمين لديها، نجح الرجل البالغ من العمر 54 عاما في أيلول (سبتمبر)، في إبرام اتفاق بشأن عملية الاستحواذ التي بلغت تكلفتها 66 مليار دولار، بعد أن رفع عرضا أوليا بنسبة بلغت 5 في المائة فقط.
وساعدت ثلاثة عوامل في إبرام الصفقة التي تعد واحدة من أكبر الصفقات في عام 2016. أول هذه العوامل أن شركة مونسانتو، المعرضة بالكامل لقطاع الزراعة، شهدت ضعفا بسبب هبوط في أسعار السلع الأساسية.
العامل الثاني أن رئيس مجلس إدارة مونسانتو والرئيس التنفيذي، هيو جرانت، أمضى جزءا كبيرا من السنوات الخمس الماضية وهو يحاول شراء مجموعة سينجنتا السويسرية المختصة في المواد الكيماوية للمحاصيل. تلك المحاولات الفاشلة جعلت سينجنتا عرضة لأن تستحوذ عليها شركات أخرى: بحلول شباط (فبراير) كانت شركة كيم تشاينا الصينية المملوكة للدولة، قد وافقت على عملية استحواذ ودية بمبلغ 44 مليار دولار.
أخيرا، وافقت الشركتان الأمريكيتان الرئيستان المنافستان لمونسانتو، “داو كيميكال” و”دوبونت”، على عملية دمج بمبلغ 130 مليار دولار في كانون الأول (ديسمبر) 2015 من شأنها أن تفصل الأقسام الزراعية الأخرى التابعة لهما على شكل شركة مستقلة بعد اكتمال الصفقة. وتسبب ذلك في ترك خيارات محدودة أمام مونسانتو للإفلات من قبضة باير.
الآن، يمكن أن تجعل تلك الصفقات الثلاث أكثر من 60 في المائة من قطاع صناعة الزراعة خاضعا لسيطرة ثلاث شركات – باير، وكيم تشاينا، ووحدة دوبونت وداو كيميكال. لكن هذا يمكن أن يحدث فقط إذا تمت الموافقة على تلك العمليات من قبل الجهة المنظمة.
آراش مسعودي
استثمارات «نيسان»
لم تأبه شركة نيسان بحالة الغموض التي سادت بسبب التصويت لمصلحة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حين تعهدت ببناء موديلات سيارات جديدة في المملكة المتحدة.
قالت الشركة اليابانية إن قرارها تجميع موديلين أحدهما “كاشكاي” Qashqai في مصنعها الكائن في شمال شرق إنجلترا “يأتي عقب التزام حكومة المملكة المتحدة بضمان أن يظل مصنع سندرلاند متمتعا بالقدرة التنافسية”.
ولا تزال التفاصيل المتعلقة بالضمانات التي قدمتها الحكومة لشركة نيسان غير واضحة، وقد واجه الوزراء تساؤلات متكررة من أعضاء البرلمان حول ما إذا كانت تلك الضمانات مدعومة بأي أموال من دافعي الضرائب.
بالنسبة للحكومة، كان تأمين الاستثمار من شركة نيسان أمرا حاسما، على اعتبار أنه يتعين على شركات صناعة السيارات الأخرى، بما في ذلك تويوتا وقسم فوكسهول في جنرال موتورز اتخاذ قرارات استثمارية أيضا.
وقال كارلوس غصن، الرئيس التنفيذي لشركة نيسان، إنه لا يمكنه تأخير اتخاذ القرارات الاستثمارية المتعلقة بـ “كاشكاي” الجديدة ذات الاستخدامات الرياضية إلى ما بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن أي تغييرات في الشروط التجارية ينبغي أن يتم التعويض عنها من قبل الحكومة البريطانية.