
تَنَبّأ أستاذ الجغرافيا بجامعة القصيم، الدكتور عبدالله المسند، في وقت سابق، بالحادثة المؤلمة التي وقعت أمس الخميس، وذهب ضحيتها مواطن أربعيني جراء سقوط مركبته داخل خسف أرضي عُمقه 12 متراً شرقي العويقيلة، ونشرت “سبق” تفاصيلها؛ محملاً الدفاع المدني مسؤولية الحادث.
وقال “المسند” في تحذيرات أطلقها بخصوص خطر الدحول أو ما يسمى بالخسف الأرضي: “هضبة الصلب والصمان وما حولها تعجّ بالدحول، وهي فتحات على سطح الأرض ولها امتداد داخلها؛ بسبب طبيعة أرضها الجيرية القابلة للذوبان”.
وأضاف: “هناك دحول لم تظهر على سطح الأرض بعد، وعوامل الإذابة الكيميائية -عبر مياه السيول- تنخر ببطء في الصخور الجيرية، وغالباً تتشكل الدحول في باطن الأرض، ثم تصل إلى السطح، حينها ترى النور وتولد؛ لذا فإن الدحول أحياناً وبشكل مفاجئ تظهر على سطح الأرض في لحظة، عبر منفذ صغير يبتلع مياه السيول، أو خسف وانهيار أرضي خطير.
وأردف: “تحتنا (بين الشرقية والوسطى وأجزاء من الحدود الشمالية) مئات من الدحول لم تُولد بعدُ، ولم تصل إلى سطح الأرض، ويوماً ما ستظهر على السطح بفوهة صغيرة، وأحياناً انهيار كبير خطير”.
وتابع: “من أساطير الأولين وسبّاحين المتقدمين، أن هذه الخفوس والدحول والانهيارات الأرضية، مضرب نجم (يقصدون نيزك)، وهذا غير صحيح؛ فمثلاً الرياض لو كانت تحتضن البحيرات وكثيرة الأمطار لأصبحت كولاية فلوريدا كثرة في الانهيارات الأرضية بسبب طبيعتها الجيولوجية”.
واختتم حديثه عن الدحول، قائلاً: “أهيب بالزملاء في الدفاع المدني حصر الدحول والكهوف؛ خاصة التي في الأراضي المنبسطة في الرف الرسوبي، ووضع سياج حولها؛ وذلك بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية ورواد البر.
واعتبر “المسند” أن الدحول والخفوس والقلبان القديمة المهجورة، مصائد للأرواح البريئة، وأن المسؤولية تقع في الدرجة الأولى على الدفاع المدني في حصرها ومن ثم تسييجها، وهو ما حدث، أمس شرقي محافظة العويقيلة؛ إذ ابتلعت إحدى الدحول مركبة مواطن وأدت إلى وفاته؛ حيث لم يكن في الموقع أي سياج أو لوحات تحذيرية تدل على وجود الحفر الخطرة.