
تزايدت في الآونة الأخيرة عمليات جمع التبرعات في وسائل التواصل الإجتماعي والتي تستهدف شرائح كبيرة من المجتمع السعودي عبر حاجة عدد من البلدان في أفريقيا وشرق آسيا لحفر آبار لمعاناتها من أزمة المياه الخانقة هناك مما دعي الكثير من الجمعيات مجهولة المقر لدعوة المواطنين للتبرع لحفر الآبار السطحية والارتوازية للفقراء والمحتاجين في هذه الدول، وتطلب منهم التواصل مع مندوبين لها في المملكة عبر أرقام هواتف سعودية .
و يستغل القائمون على تلك الدعوات الظروف الإنسانية التي تمر بها هذه البلدان في جمع التبرعات من المواطنين عبر رسائل الواتساب ومواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت وسيلة سريعة لبعض ضعاف النفوس ممن امتهنوا مخالفة أنظمة الدولة تجاه ضبط التبرعات النقدية والعينية، حيث نصت التعليمات على تحديد القنوات الرسمية التي تستقبل تلك التبرعات، وطرق إيصالها إلى أصحابها عبر حسابات وجهات معروفة وليس لمن هم يتخفون خلف أسماء وهمية على هذه المواقع، أو ممن يظهرون بأسمائهم الحقيقية لكنهم يفتقدون الوسيلة الصحيحة والواضحة التي سيجمعون من خلالها أموال المتبرعين، وضمان إيصالها لأصحابها أياً كانوا بطرق سليمة، سواء من المحتاجين خارج المملكة أو داخلها.
وفي احصائية عشوائية قمنا بها في مواقع وسائل التواصل الإجتماعي تويتر و فيس بوك فقد تم العثور على عدد 42 حساب يقوم بجمع التبرعات بطريقة مباشرة لجمعيات ومؤسسات تحت اسم معين ووضع حسابات للتحويل المباشر وايضاً كما تم العثور على عدد 74 حساب يسوق لحسابات تجمع التبرعات وذلك عبر نشرها وحث الناس على التوجه لها والإيداع في حساباتها .
كما تم العثور ايضاً على عدد 31 حساب لأشخاص يجمعون بطريقة فردية وغالباً يتم التواصل معهم عبر الواتس اب والتنسيق للتبرع خارج مواقع التواصل الإجتماعي ناهيك عن عشرات الحسابات المسوقة لهذه الحسابات والتي تحث المواطنين على التبرعات عبر ايراد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وصور المجاعة والفقراء بالدرل الأفريقية والشرق آسيوية .
وحذرت وزارة الداخلية في المملكة “من الحسابات البنكية المخصصة لجمع التبرعات دون تراخيص”.
وقالت الوزارة في بيان سابق: “لا يأخذك حسن ظنك بالآخرين للتجاوب مع دعوات مشبوهة للتبرع وتعريض نفسك لارتكاب جريمة تمويل الإرهاب، أو أن تكون عرضةً للنصب والاحتيال، احرص على وصول زكاة أموالك وصدقاتك وتبرعاتك إلى مستحقيها مباشرة أو عبر الجهات المرخص لها من الجهات المختصة بالمملكة”.
وأضافت: “يتم تنفيذ الأنظمة والتعليمات بحق كل من يثبت تورطه في جمع الأموال أو التبرعات العينية بطريقة غير مشروعة وإبعاد غير السعوديين إلى خارج المملكة”.
وأكدت وزارة الداخلية أنه “سيتم إيقاع الحجز التحفظي على أي حساب بنكي يتم الإعلان عنه، بأي وسيلة، لجمع الزكاة أو الصدقات أو التبرعات بدون تصريح من الجهات المختصة”.
ومن ابرز الشروط التي تم تحديدها في اللائحة الجديدة لأي عملية جمع للتبرعات سواء من الأفراد او المؤسسات هو الحصول على تصريح مسبق قبل المباشرة في جمع التبرعات المادية او العينية من الجهات المختصة كما يلزم اصدار الجهة والغرض من التبرعات واسماء الأشخاص الذين سيباشرون عملية الجمع وعناوينهم على ان يكونوا سعوديين و تحديد المصارف التي ستوع فيها التبرعات وكيفية الصرف منه .
ومن الشروط ايضاً تزويد العاملين ببطاقات تعريفية موثقة وموافاة الجهة المشرفة بحصيلة الأموال وأصحاب الصلاحية للصرف
كما تم التشديد على المطابع بعدم الطبع لاي وصولات خيرية الا بوجود فسح مرخص من الجهة المشرفة وذلك لضرورة استلام كل متبرع لإيصال التبرع من الجهة المتبرع لها .
وكان مفتي عام المملكة العربية السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، انتقد المنظمات التي تعمل في جمع أموال دون تصريح، وقال: “لا بد من ترخيص، وينبغي التأكد من المتبرّع لهم والجهة المتبرع لها والتأكد منها، وأنها لا تشكّل خطراً على الأمة أو تعين الجماعات الإرهابية”.
كما أكدت لــ”إخبارية طريف” وزارة العمل والتنمية الإجتماعية على لسان متحدثها الرسمي خالد أبا الخيل إن هذه الحملات تعود لجمعيات من خارج المملكة، مبيناً أن قيامها بالدعوة للتبرعات بداخل البلاد مخالف ما لم يكون مرخصا لها في المملكة، لافتاً إلى أن النظام يفرض عقوبات على مثل هذه المخالفات.
من جهة أخرى صرح لــ”إخبارية طريف” المدير التنفيذي لجمعية ساعد بعرعر بأنه قد انتشر خلال الفترة الماضية كثير من الحسابات الالكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تقوم بجمع التبرعات لغرض دعم بعض الدول المنكوبة او لحفر الآبار وللاسف الكثير منها قد لا يصل للمستحقين ومن طرق التاحيل الجديدة باسم الاغاثة واستغلال للعاطفة الموجودة لدي الكثير من الناس وحبهم لتقديم الدعم ولكن قد يغفلون عن الطرق الرسمية الصحيحة ، وبفضل الله دولتنا المباركة أصدرت بيانات كثيرة وتوضيح الطرق الصحيحة لتقديم المساعدات عبر الجمعيات الرسمية بالمملكة وعبر حسابات رسمية بالبنوك المحلية وكل ذلك لوصول المبالغ المتبرع بها بالشكل بالصحيح .