
ألقى خطيب جامع الراجحي ورئيس المحكمة العامة بطريف فضيلة الشيخ فيصل البغيل في صلاة الجمعة هذا اليوم خطبة اشتملت على نصائح وتوجيهات حول أيام الاختبارات ونصائح عامة للطلبة والآباء… وقد خص الخطيب المعلم برسالة حيث تحدثت عن أهمية دوره وعظم الرسالة التي أنيطت به .
هذا وقد إستهل فضيلته الخطبة بقوله ” رسالة لكل معلم… كن قدوة لأبنائك الطلبة… محفزاً لهم معيناً لهم على كل خير… فرحم الله معلماً سمحاً بطلابه يعلمهم ما ينفعهم في دنياهم وأخراهم قدوةٌ لأبنائه الطلبة في سلوكه ومخبره ومظهره … ولتعلم أيها المعلم أن ما يبديه الطلبة من محبة لمعلم متساهل في واجباته التعليمية هي محبة مؤقتة ستزول عندما ينتقل الطالب إلى مرحلة تعليمية أخرى ويكتشف أن معلمه خانه بكونه لم يحسن تأسيسه التأسيس الصحيح.
وطالب الآباء بالحرص على مصلحة أبنائهم الطلبة ولو أخذهم بالشدة أحياناً ، مستشهداً بأنه كم من معلم تُرى منه الشدة ثم بعد أن يكبر الإنسان يدعو لهذا المعلم لأنه أحسن تأسيسه وأعطاه ما يبقى معه طيلة عمره… وخص بالذكر معلمي المرحلة الابتداية… فهي المرحلة الأساس لتحديد أساس الطالب الفكري والسلوكي والتعليمي، ففي الغالب الأعم أن من كان متفوقا في الابتدائية فإنه يستمر على ذلك والعكس بالعكس لذا فإن على معلمي هذه المرحلة مسؤولية عظيمة مضاعفة.
وخاطب المعلمين بقوله : عليك أيها المعلم أن تعلن أن أبناءك الطلبة يعتبرونك قدوة لهم في كل شؤون حياتهم فكن على قدر هذه المسؤولية… واحذر من أن يسمي لك الشيطان الأشياء على غير حقيقتها فإن الشيطان عادة يُدخل الإنسان في الشر من باب الخير… لذا فإن ما يقوم به بعض المعلمين من تسريب بعض الأسئلة للطلاب للتسهيل على الطلاب أو مساعدة الضعيف منهم أو التغافل عنهم أثناء الامتحان هو حقيقة الغش وخيانة الأمانة .
واستطرد قائلاً : أستاذي الفاضل: إن وظيفة المعلم وظيفة راقية أولتها جميع الحضارات اهتماماً بالغاً بل إن بعض الدول المتقدمة جعلت أجرة المعلم كأجرة الوزير، كيف لا وهو الذي يبني الجيل القادم وهو مصنع الحضارة فإن كان محسناً خرج لنا جيل ينهض بالأمة لتكون في مصاف الدول العظمى … وإن أساء خرج لنا جيل متهالك كسول لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً…
فيا أيها المعلم … أنت تستحق الاحترام والتقدير ولا بد أن تكون أول من يقتنع بذلك حتى لا تتساهل بعظم المسؤولية التي أنيطت برقبتك…
ولتعلم أيها المعلم أن التوسط طيب فلا تكن متساهلاً مع الطلبة فيطمع بك ويزهد بعلمك ولا تكن قاسياً فينفر منك ومن المادة التي تعلمها… بل توسط بين ذا وذاك وأعط كل ذي حق حقه… وقل للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت.
ولا تكن جلاداً لا يدع متنفساً للدعابة والطرفة والترويح … ولا تكن طروباً أو ميالاً للدعة والراحة في كل وقت … بل عود أبنائك الطلبة على الجد والاجتهاد وأخلط العلم النافع بشيء مما يرغب النشأ في العلم من المرح والترويح.
وقد أكد فضيله أنه تفشى في الآونة الأخيرة ركون الطلبة إلى الراحة والدعة وحب الإجازات العرضية لأقل غبار أو مطر … بل إننا نلحظ أن الطلبة لا يحضرون للمدرسة في آخر الأيام قبل الاختبارات، بل أصبحوا يتغيبون عن بداية الدراسة وهذه ظاهرة خطيرة لا بد من معالجتها وهي ملاحظة جدا في هذه المحافظة وفق الله القائمين إلى حلها… وفي حقيقة الأمر فكلنا يحب الراحة والدعة لكن لنعلم أن الطلبة يتربون على هذا السلوك وسيخرج لنا جيل يأخذ ولا يعطي … متعود على الكسل، ولا يطيق العمل وهذا هو الخطر القادم … فللنظر مثالا إلى بعض الشباب العاطلين ممن ينفق عليه والده أو والدته وهو جالس في البيت من غير عمل ولا هداية متواكل على غيره في رزقه ولو سافر يمنة أو يسره لوجد كثيرا من الوظائف الشاغرة ولكنه آثر أن يجلس في بيت أبيه وارتضى لنفسه هذه الحال… إن هذه الأمثلة وغيرها هي نتاج الواقع المرّ لتدني مستوى التعليم والتساهل في التعليم، وتوريث الأجيال الأخيرة لحب التغيب عن المدرسة وتفريط بعض التربويين في أهمية سلوك الانضباط والله المستعان…
ثم ختم فضيلته خطبة الجمعة بالدعاء للطلبة قائلاً : اللهم وفق أبناءنا الطلبة في امتحاناتهم وافتح عليهم فتوح العارفين وافتح عليهم مغاليق العلوم وعلمهم من علمك يا عليم وزدهم من فضلك يا أرحم الراحمين.