
تنطلق الأحد القادم بداية العام الدراسي الجديد بمدارس المملكة العربية السعودية بعد أربعة أشهر من الإجازة الأمر الذي قد يؤثر سلباً على الأداء التحصيلي للطلاب حسب عدد من خبراء مجال التعليم والذين حذروا من خطورة ترك الأطفال أكثر من 100 يوم دون إعطائهم جرعات تعليمية مؤكدين أن ذلك سبب مباشر في عملية التأخر الدراسي وتعطيل القدرات الذهنية والمعرفية لدى الطلبة خاصة في المدارس التي تعتمد على الطريقة الكلاسيكية (التلقين) .
“اخبارية طريف” التقت عدد من أولياء الأمور حيث أوضح صقر الشمري أن الكثير من الدول المتقدمة لا تكتفي بفصلين دراسيين خلال العام كما هو حال النظام التعليمي في معظم البلدان العربية حيث لا يقل عدد الفصول الدراسية عن ثلاثة وبعض الدول تطبق نظام 4 فصول دراسية خلال العام والإجازة الصيفية تكون شهراً واحداً فقط وهو ما يجعل الطالب أكثر ارتباطاً بالمناهج التي يدرسها وبالتالي لا يؤثر ذلك بشكل سلبي على عقليات مهيأة في الأساس نحو مبادرات تعليمية جادة .
وأضاف حمود الرويلي طول مدة الأجازة الصيفية يؤدي إلى حدوث فجوات في عمل التحصيل الدراسي خصوصاً أن المنهج العلمي للطلاب بالمملكة يعتمد على الحفظ عن طريق التلقين بدلاً من الفهم والتحليل والبحث عن المعلومة ومما لا شك فيه أن الإجازة المدرسية ضرورة لإسترجاع الطلبة والعاملين في الميدان التربوي أنفاسهم والعودة إلى مقاعد الدراسة بدماء جديدة متحلين بالنشاط بعد فترة من الالتزام والجد فيما لا تعتبر كذلك في حال وصل عدد أيامها إلى نصف عدد أيام الدراسة خلال ذلك الفصل .
وأشار محمد حجي أن الإحتياج إلى الراحة بعيداً عن العمل أو الدراسة أمر محوري لإستعادة النشاط مرة أخرى وينبغي أن تتناسب فترات الراحة مع حجم الجهد المبذول فإذا زادت فترة الإجازات التي عادة لا يتم فيها تشغيل الفكر بالشكل المعتاد طوال العام فإن ذلك يؤدي إلى الخمول وقلة الكفاءة لذلك فإستمرار الإجازة الصيفية أكثر من 3 أشهر متواصلة بالنسبة لطلبة المدرسة له أبعاد خطيرة وغير صحية على شخصية الطفل لذلك فلابد من إعادة النظر في بنية العام الدراسي ومحاولة الحد من عدد أيام الإجازات الطويلة التي تستنزف السنة الدراسية للحد من هدر الموارد التعليمية .
وأكد عبدالله الرويلي أن العطل الدراسية إذا تم توجيهها في الإتجاه السليم فإنها تتيح الفرص للطلاب لتنمية شخصياتهم الإنسانية في أبعادها المختلفة فالطلاب والطالبات هم قبل كل شيء بشر لهم مشاعر وأحاسيس ولهم مواهب وقدرات وحب استطلاع فلابد من فتح المجال والأفق أمامهم لإشباع مختلف احتياجاتهم وممارسة رغباتهم في جو مريح والمشكلة الوحيدة التي تعترض الطلاب والطالبات خلال العطل الدراسية هو الفراغ لذلك فالمحور الأهم هو كيف يتم الاستفادة من وقت الفراغ أثناء العطل الدراسية ؟ خصوصاً أن الأندية الموسمية والصيفية رغم أنشطتها وبرامجها المتعددة لا يمكن أن تسد هذا الكم من أوقات الفراغ لدى الطلاب خلال هذه الفترات الطويلة من الإجازة .