
لعلَّ أكثر ما يستوقفك في حضرة أمير منطقة الحدود الشمالية فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز هو إيمانه العميق بقدرة الإنسان على العطاء والمشاركة في بناء الأوطان، ومن هنا جاء صوته مخاطباً “ذوي الاحتياجات الخاصة” عبر حسابه الشخصي بـ”تويتر” يصفهم بـ”ذوي الهمة”، ويقول عنهم: “إنهم قادرون على العطاء وإبهار من حولهم متى ما هُيأت لهم البيئة ليكون لديهم آمال وأحلام وأهداف يحققونها ليشاركوا بالبناء كأحد موارد الوطن البشرية في دولة -رعاها الله- تبذل الغالي والنفيس لرعايتهم وتمكينهم”.
القيمة الكبيرة
وتمثل قيمة الأمير فيصل بن خالد بن سلطان الثقافية كمواطن سعودي قدراً كبيراً؛ إذ تمتد منها إلى النواحي الإنسانية؛ حيث تبقى ثقافته الغزيرة واطلاعه الواسع منبراً لصدق علاقته بالمواطنين ومن حوله؛ فنرى في شعره ما يفصح عنهما بكل وضوح.
لا جنسية للإبداع
فإنّ ما يُحسب للأمير الشاعر فيصل بن خالد بن سلطان صمته وعدم التصريح عن أعماله في وسائل الإعلام؛ بسبب عدم رغبته في تسليط الأضواء عليه، إذ يرى أنّ الإنتاج أكثر أهميةً ويخدم المسيرة الفنية بشكل أكبر؛ حيث نجح السعودي فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، بسلاسة وبدون ضجيج في إيصال حقيقة أن الثقافة والموهبة لا علاقة لها بفقير أو أمير ولا تتأثر بماء أو نفط، فلا جنسية للإبداع ولا جواز سفر.
من القواميس للفضاء
أهم ما في الأمير الشاعر فيصل بن خالد أن شاعريته ذات جمالية غنائية رائقة بسيطة، وعذبة، فهو يعتبر ظاهرة شعرية فريدة ورائدة في بلاد الخليج العربي أضاف إلى ديوان الشعر العامي “العربي” فصلاً جديداً خاصاً به يتجاوز به قصائد النمط النبطي بما يحتويه من أغراض محددة كالغزل والفخر والحماسة إلى شعر ذاتي يخلق أغراضه في حرية رائعة تكشف عن تملكه رؤية ذاتية للعالم من حوله يعبر عنها بطريقة شديدة الخصوصية ولغة شعرية بالغة التكثيف تنحو نحو الخروج من القواميس المغرقة في محليتها إلى لغة تحلق في فضاءات كل العالم العربي واضحة جلية معبرة لتلتقيها بالترحيب والألفة مهما كانت جنسيتك العربية وسواء قربت أو نأت بك المسافات عن بلده.
شاعر العطاء
“شاعر العطاء” كما يلقّبه محبّوه في خدمة الأغنية الخليجية؛ حيث اجتاح الساحة بكثير من الروائع التي تغنى بها الكثيرون من عمالقة الفن؛ بسبب ما تحمله كلماته من إحساس ومحبة وعذوبة، من خلال أغنيات الـ”سينغل” أو الألبومات، بل امتدت إلى أوبريت “نواصي الخير” الذي عُرض ضمن “مهرجان الخالدية للفروسية”، وبذلك وسّع من دائرة جمهوره واحتضن قضاياه البعيدة والقريبة ولم يعد مجرد شاعر خليجي، وإنما تجاوز اللهجات المحلية إلى لهجة عربية يفهمها كل من وقعت عينه على هذا الشعر الذي لا يبيع المعاني للقوافي، ولا يحافظ إلا على المعنى الذي يود أن يزفه فرحاً طرباً إلينا.
ثورته الخاصة
إن هذا التجاوز (تجاوز اللهجة المحلية وتجاوزه قيد القافية الواحدة كغيره) كان ثورة “فيصل بن خالد” الخاصة التي تحقق من خلالها كشاعر، وما زال يشدو شعراً كلما أتيحت له فرصة أو فسحة استرخاء بعد أداء واجب المسؤولية والثقة الكريمة الغالية كأمير لمنطقة الحدود الشمالية، عندما رأت قيادتنا الحكيمة أن فيصل بن خالد بن سلطان من أبرز القامات القادرة على تحقيق أهداف الرؤية في جزء عزيز من أجزاء وطننا الخالد وهو منطقة الحدود الشمالية.
فرحة لا تُنسى
ولا تُنسى الفرحة العارمة التي استقبل بها أهالي الشمال الأمير فيصل بن خالد بن سلطان عند تعيينه أميراً لمنطقة الحدود الشمالية، فرحة استمدت جذورها مما يكنه هذا الشعب للأسرة الكريمة التي عرفوا عنها حب الخير والعدل والعطاء والبناء المتواصل؛ حيث كتبوا في قدومه أجمل وأصدق عبارات الترحيب.
عزيمة المسؤول
وقال إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة صالح بن عواد المغامسي عن الأمير فيصل بن خالد بن سلطان: “أحيِّي في سموه الكريم عزيمة المسؤول الصادق، وروح العطاء المستمر والرعاية الكريمة لما فيه مصالح الناس، وحرصه -وفقه الله- على استضافة أهل العلم والفكر والأدب، مما يدل على علو همته وصدق توجهه”.
والشعر يصفه
وكتب الشعراء في أميرهم الأمير فيصل بن خالد بن سلطان شعراً، يقول:
هذا حفيد العز فخر ونواميس
ريان عوده طيب فكر وسياسة
بسمة ثغر سلطان بوجه المتاعيس
ووقفة فهد لاجات حزة فراسة
وقالوا أيضاً:
أول مطاليعه إطلاق المحابيس
وآخر مشاريعه تخص الدراسة!
على معزتنا يجوب الكواليس
الله لا يحرم سموه غراسه