
أجمع المتحدثون في ندوة (الأحساء والإستثمار السياحي) التي نظمها نادي الأحساء الأدبي بالشراكة مع ملتقى “إعلاميون” في قاعة “النخيل” بفندق “مكان الأحساء – بلس” ضمن فعاليتهما “الإعلامية – الثقافية” بمناسبة اختيار منظمة الـ “إعلاميون” الأحساء ضمن قائمة التراث العالمي على أهمية تطوير وتفعيل مطار الأحساء لأنه مطلب وطني يسهم بفعالية كبير لدعم “واحة الأحساء” لتكون منطقة جذب سياحية عالمي، ويحقق أحد أهداف برنامج التحول 2020 باستقطاب 118.8 مليار ريال قيمة مضافة من قطاع السياحة والتراث الوطن، وحجم إنفاق سياحي 174.8 مليار ريال من خلال الوصول إلى 18.9 مليون سائح
واستضافت الندوة التي قدمها الزميل الأستاذ وائل رفيق عضو “إعلاميون”، كل من: الأستاذ عبد الله النشوان الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية بالأحساء، الدكتورة صباح العرفج وكيلة كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع في جامعه الملك فيصل، والزميل الأستاذ علي آل ظاهر رئيس قسم الإقتصاد في صحيفة اليوم، وادارتها الزميلة الأستاذة لبنى عبدالعزيز التي استهلتها قائلة ادراج الـ “يونسكو” الأحساء ضمن قائمة التراث العالمي كونها وجهة واعدة للإستثمار السياحي وفيها فرص استثماريه مجديه نحتاج إلى تربيه سياحيه ووعي سياحي مجتمعي وتعليم مهني واحترافي للإستثمار للنهوض بقطاع الإستثمار في السياحة.
وفِي البداية، أكد عبدالله النشوان الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية بالأحساء أهمية السياحة في الأحساء وأهمية استثمارها بشكل فاعل لأن ذلك يساهم في خلق الكثير من الوظائف، ومدرة للدخل الممتاز، والأهم من هذا كلة أنها تحافظ بل وتطور الأماكن المميزة في أي بلد، قائلاً: يعد قطاع السياحة والسفر خامس أكبر قطاع صناعة في العالم بعد الطاقة والأتصالات والمواصلات والتقنية، كما يجب الاستفادة من مطار الأحساء والإمكانات المتاحة للاستفادة منه كونه أحد الأذرع المهمة حتى تكون الأحساء وجه سياحية للعالم.
من جهتها، ذكرت الدكتورة صباح العرفج صباح العرفج أن قطاع السياحة قطاع متنامي داعم للتنمية وهو واحداً من أكبر القوى الاقتصادية التي تعتبر مصدر للدخل الوطني، وأبانت “يعد قطاع السياحة المولد لكثير من فرص العمل للشباب والشابات حين ينظر إليه على أنه مسؤوليه تتضافر حولها الجهود من عدة جهات سواء على مستوى القطاع الحكومي والخاص والقطاع المدني وما يندرج تحتها من مؤسسات تعليميه وتدريبيه متخصصه في السياحه ووسائل إعلام بل وتعتبر الأسرة أو التنشئة الإجتماعيه الأساس في غرس قيم حب الوطن وتعريفهم بثقافة وطنهم وتاريخهم المشرف فالمواطن السعودي قبل أي شيء لابد أن يعرف بلاده كي يوظف وطينته على أرض الواقع.
وتابعت: في دراسه للهيئة العامه للسياحه والتراث الوطني وغرفة الشرقيه كانت النتائج قلة الأيدي العاملة الوطنية في قطاعات السياحة وحاجته الماسة للكوادر الوطنية المؤهلة لإدارة القطاع وتشغيله، عدم كفاية مرافق وموارد وبرامج التعليم والتدريب السياحي والافتقار للغات الأجنبية قلة عدد الكليات والمعاهد المتخصصة في التدريب السياحي والفندقي، قلة البرامج التعليمية والتدريبية المتخصصة التي تقدمها المؤسسات التعليمية، وعدم كفاية وفاعلية وسائل الإعلام في استقطاب الشباب السعودي للعمل في المجال السياحي.
واستطردت الدكتورة صباح “وفي الدراسات التربوية المتعلقة بالمناهج هناك إشاره إلى قصور للدور التربوي والتعليمي حيث أن قضية الوعي السياحي ما زالت بعيدة عن المناهج الدراسية ولم تأخذ حقها من الإهتمام والتركيز، فكيف ننهض بهذا القطاع المتنامي ولمن نوجه جهودنا التعليمية والتدريبية؟ وكيف ننهض من خلال التعليم بمشاريع الإستثمار بالتركيز على العنصر البشري؟ لإن صناعة السياحة تحتاج إلى تأهيل وتدريب المواطنين لضمان نجاح خطط التنمية السياحية وتقليل الإعتماد على العمادة الوافدة، وهنا يأتي دور التعليم والتدريب، تعليم وتدريب يضع في اعتباره المواطن السعودي أيا كان عمره وطالب التعليم العام والتعليم الجامعي الذين يمثلون القاعدة المستقبلية للعدد الكبير من الوظائف التي سيوفرها القطاع، والخريج الباحث عن العمل والمستثمر او القطاع الخاص والعاملين في مجال السياحة أو من هم على راس العمل بهدف، وربط مخرجات التدريب والتعليم مع سوق العمل بما يساهم في تحقيق تنمية مستدامة للسياحة، ويجب أن يكون تأهيل وبتعليم احترافي منهجي، ولذلك أطلقت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني برئاسة سمو رئيس الهيئة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان مركز يسمى (تكامل) تهدف إلى إيجاد جهاز متخصص يـُعْنى بتنمية وتطوير الموارد البشرية السياحية وفق أحدث النظم وأجود المعايير المهنية، إضافة لدور السياحة الإلكترونية فنحن نعيش عصر الثورة الصناعية الإلكترونية من خلال تطبيقات على الهواتف الذكيه وتعليم وتدريب خاصه بالإعلام السياحي.
وختمت العرفج: يعتبر برنامج “تمكين” مبادرة استراتيجية طويلة الأجل أطلقتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مؤخراً لدعم قدرات الشركاء في المناطق (الجهات الحكومية والخاصة، والمؤسسات التعليمية والمجتمعات المحلية وغيرها) بهدف تمكينهم من قيادة عملية التنمية السياحية والاستفادة منها.
من جهته، أكد علي بن ظاهر رئيس قسم الإقتصاد في صحيفة اليوم، أن الأحساء تعد من أهم مناطق المملكة السياحية ليس لكونها غنية بمخزونها التراثي والحضاري فقط، بل بسبب الإنسان الأحسائي هذا النموذج الفريد من نوعه الذي يحب التعايش والتواصل ويقبل الغريب لتكون هذه المنطقة وجهة سياحية فاعلة ترتقي بالقطاع السياحي عموما على مستوى المملكة وعلى مستوى المنطقة الشرقية خصوصا، وأضاف: في كل دول العالم الطلب على السياحة خارجي لذا فهو مكلف ويحتاج إلى عمل وجهد أما في الأحساء فالطلب العالي داخلي من أهل نفس المنطقة وهي مؤشر نجاح جاذب ومحفز للإستثمار وهنا دور القطاع الخاص وتحويلة إلى شريك فعلي.
وذكر بن ظاهر أن صناعة السياحة صناعة حكومية في المقام الأول، وهي التي تضخ الأموال في تجهيز البنية التحتية لهذه الصناعة وبناء المشاريع ثم بيعها على القطاع الخاص، فحجم قطاع السياحة والسفر يمثل 10 % من الناتج المحلي للعالم، ويوظف أكثر من 313 مليون شخص، و10 % من سكان العالم يعملون في هذا القطاع، وحجم الإستثمار في القطاع العام الماضي 2017 بلغ قرابة التريليون دولار، حماية وتأهيل وتنمية وتوعية بمواقع التراث الوطني، وتشجيع القطاع الخاص بالاستثمار فيها وتشغيلها، فهناك 241 متحف عام وخاص، 155 موقع أثري قابل للزيارة، و17 مركز ابداعي حرفي، 10 مواقع أراض عالمي مسجل، 28 قرية أو بلدة كتراث عمراني زيادة وتطوير فعاليات مهرجانات سياحية جاذبة لمختلف فئات المجتمع.
واستطرد رئيس القسم الاقتصادي في صحيفة اليوم: ويستهدف برنامج التحول 2020 تحقيق 118.8 مليار ريال قيمة مضافة من قطاع السياحة والتراث الوطن، وحجم إنفاق سياحي 174.8 مليار ريال من خلال الوصول إلى 18.9 مليون سائح عبر 500 مهرجان وفعالية، ورفع نسبة إسهام قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 3.1 في المائة، وزيادة وتطوير مرافق الضيافة والخدمات السياحية لـ 621.6 ألف غرفة وشقة فندقية، واستحداث وتشغيل 77.74 ألف منشأة سياحية.
وتلا ذلك، فتح باب المداخلات للجنسين، والتي بداها رئيس نادي الأحساء الأدبي سعادة الدكتور ظافر الشهري الذي شدد على ضرورة اتباع ما جاء في الندوة من مطالب وتوصيات لأنها ملامسة للواقع ومثيرة لقضية مهمة يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار وهو دور السياحة في تغير واجه البلد واستغلال كل المنافذ وتهيئة المطارات لاستقطاب العدد من السياح لتحقيق أهداف برنامج التحول 2020 و”رؤية 2030″.
وفي ختام الندوة سلم رئيس نادي الأحساء الأدبي سعادة الدكتور ظافر الشهري، ورئيس “إعلاميون” الأستاذ عبد العزيز العيد، الدروع التكريمية للضيوف ثم التقطت الصور التذكارية.