
يقود أبناء شمال المملكة ثورة الغاز الصخري السعودي التي حباها الله للمملكة في أولى تدفقاته بطاقة تقدر بنحو 55 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا والتي تأتي ضمن تطوير أول منظومة في المملكة وفي المنطقة العربية لإنتاج وتوريد الغاز غير التقليدي، وقد وضع أبناء شمال المملكة علامة فارقة في إستراتيجية أرامكو السعودية بعيدة المدى لزيادة إمدادات الغاز التي تُسهم في دعم برنامج التنوّع الاقتصادي بالمملكة ورفع معدلات نمو القطاعات المختلفة، في وقت يفخر الوطن بقيادة أبنائه لجميع مرافق منظومة غاز وعد الشمال التي يتم تشغيلها وصيانتها بكفاءات سعودية 100 %، وغالبيتها من أبناء المنطقة. فيما سيتم خلال الأشهر المقبلة في 2019م إضافة أربعة معامل ليرتفع الإنتاج تدريجيًا إلى أكثر من 190 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم.
ويستخدم الغاز بشكل أساسي في مشروع وعد الشمال لتوليد الكهرباء، كما سيتم استخدام حصة من الإمدادات المستقبلية وفقًا للترتيبات مع وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية كلقيم للصناعات التحويلية في مدينة وعد الشمال الصناعية، في وقت تساهم مشروعات وعد الشمال بتحقيق زيادة في إجمالي الناتج المحلي من القطاعات غير النفطية تصل إلى 24 مليار ريال سنويًا، ما يعادل 3 % في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة. ومن المتوقع توليد حوالي 30 ألف فرصة عمل للشباب السعودي، وخاصة من أبناء المنطقة.
وتمضي مدينة وعد الشمال الصناعية والتي تبعد 30 كم غرب مدينة طريف بأبنائها نحو غداً صناعي مشرق لتصبح مركزًا لقطاع التعدين على مساحة 440 كم وتضم حاليًا مرافق لمعالجة الفوسفات التي تمثل نواة لمشروعات عملاقة من شأنها أن تُسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي والصناعي في المنطقة النائية شمال المملكة وذلك من خلال تطوير أعمال جديدة في قطاع التعدين والمعادن وإنشاء صناعات تكرير ومعالجة ذات قيمة مضافة، كصناعة الزجاج والمواد البلاستيكية.
ويقود أبناء شمال المملكة طاقة الغاز غير التقليدي التي حباها الله للمملكة لتتدفق للمرة الأولى على نطاق تجاري في وقت يتميز مشروع تطوير منظومة الغاز غير التقليدي لوعد الشمال بكونه أول مشروع للغاز في المملكة يتم فيه استخدام كامل أنابيب خطوط الجريان بطول 300 كم من مواد غير معدنية التي تمتاز بالاستدامة وخفض تكاليف الإنشاء والصيانة. وتتم أعمال التحكم والسيطرة لمنظومة إنتاج الغاز عبر تقنيات التطور الرقمي وتشمل شبكة تتضمن 50 بئرًا ومرافق إنتاج ومعالجة تنتشر على أبعاد تتراوح بين 70 إلى 120 كم من مجمع وعد الشمال. وتم إنجاز المشروع قبل الجدول الزمني وبأقل من التكاليف المتوقعة وبمعايير مميزة.
ونجحت شركة أرامكو السعودية في شمال المملكة في تسويق إمدادات الغاز لدعم مشروعات وعد الشمال الصناعية وتعويض الزيادة في حرق السوائل لتوليد الطاقة الكهربائية في المنطقة حيث تمكنت دائرة الموارد غير التقليدية من إنجاز عدد من الآبار، وبناء مرافق سطحية للمعالجة بالإضافة إلى البنية التحتية الخاصة به، في وقت يمثل إنجاز المشروع نجاحاً كبيراً لاستراتيجية أرامكو في هذا المضمار التي تعتمد على ثلاث ركائز أساسية تشمل تجنب المخاطر، وخلق نماذج أعمال ذات أهداف محددة، وبناء قدرات الأفراد والإمكانات التقنية.
وتمتلك أرامكو السعودية تجربة فريدة في مجال الغاز غير التقليدي في شمال المملكة، حيث استطاعت أن تسخّر التقنية مراعاةً للبيئة المحلية هناك، فيما ساعد نموذج الأعمال في التعاطي مع الجانب المهم للتعاون بين مختلف دوائر الشركة وإداراتها. وبفضل التقنيات الحديثة والرائدة عالميًا، أصبح بإمكان أرامكو السعودية زيادة فرصها في اكتشاف الغاز، وتقليل أعمال الحفر، والوقت، والتكلفة بنسبة 70 %.
واستهدفت أرامكو إنتاج الغاز غير التقليدي بالقرب من مدينة طريف ليكون بديلًا لحرق المواد الهيدروكربونية لأغراض توليد الطاقة الكهربائية حيث سيؤدي ذلك إلى خفض الانبعاثات الكربونية وتوفير مخزونًا من المواد الهيدروكربونية للتصدير بهدف تحقيق قيمة مضافة أكبر. فيما تستفيد فرق تطوير الموارد غير التقليدية الأخرى في المملكة، ومنها حقلي جنوب الغوار والجافورة، من أفضل الممارسات والخبرات المطبقة في هذا المشروع، وستسهم هذه المساعي في زيادة إنتاج المملكة من الغاز الطبيعي، تماشيًا مع رؤية السعودية 2030.