
ذكر الشيخ ثامر عودة الرويلي إمام وخطيب جامع الراجحي في محافظة طريف في خطبة الجمعه اليوم 11/ 7 / 1441 أنه في النوازل العامة التي تنزل بالدول يحار الجميع ولكن فِي الشريعة إرشاد في التعامل مع ذلك، وفي السنة النبوية بيان لكيفية التعامل مع الوباء إذا نزل بالناس.
إذ وقع مثل ذلك فِي عهد الصحابة -رضي الله عنهم-، وها هو عمر -رضي الله عنه-، فاستشار مشيخة قريش من أهل الفتح، فاجتمعت كلمتهم على أن يعود عمر بالناس، ولا يلقي بهم في الوباء فأخذ بقولهم لحكمتهم ومعرفتهم وتجربتهم، فقد قال رسول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه، قال: فحمد الله عمر ثم انصرف”(متفق عليه).
وفي هذا الحديث العظيم: أن الوباء إذا حل بأرض لم يخرج منها أحد كان فيها فراراً منه؛ لئلاّ يكون حاملاً للوباء فينشره في الناس. ولا يقدم عليها أحد ممن هم خارجها؛ حفظاً للنفس من أسباب التهلكة، وأن هذا من فعل الأسباب المأمور باتخاذها، وهو لا يعارض قدر الله -تعالى-.
وما تفعله الدول من الحجر الصحي فِي المدن الموبوءة، أو لمن هم قادمون منها للتأكد من خلوهم من الوباء موافق للإرشاد النبوي، ولفعل عمر -رضي الله عنه- محاصرة للوباء، ومنعاً لانتشاره في الناس، وجاء في حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون، قلت: يا رسول الله،، هذا الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟ قال: غدة كغدة البعير، المقيم بها كالشهيد، والفار منها كالفار من الزحف“(رواه أحمد).
فسبحان من ينزل الداء ويأذن بالعدوى إذا شاء امتحانًا واختبارًا وتذكيرًا وتخويفًا فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره والتجئوا إليه واطلبوا الحماية والوقاية منه وحافظوا على الأذكار والأدعية المأثورة فليس أنفع للوباء من الدعاء وصدق الالتجاء.
فلنعلق قلوبنا به -عز وجل- إيماناً به، ويقينا بقدرته، وتوكلاً عليه، وتضرعاً إليه؛ فلا يدفع الضر سواه، ولا يرفع الوباء غيره -سبحانه-. ونسأله -تعالى- العفو والعافية والمعافاة الدائمة لنا ولجميع المسلمين، إنه سميع مجيب.