
ألقى الدكتور عماد بن صادق المحمد اليوم كلمة الأهالي في حفل اليوم الوطني ٩٢ للمملكة العربية السعودية والذي أقيم اليوم بمحافظة طريف برعاية سعادة محافظ طريف الاستاذ بدر بن نجر الصقر وقد جاء فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
لكل زمانٍ دولةٌ ورجال :
أما الزمانُ : فهو عالمُ اليومِ الذي يعيشُ تنافسيةً شرسةً وسباقاً محموماً للظفرِ بالمقاعدِ المتقدمةِ في هيكلةِ موازينِ القوى والتوازناتِ الدوليةِ والتجاذباتِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والعسكريةِ لتعلوا فيه دولٌ وتتراجعُ فيه دولٌ وتنهارُ فيه دولٌ .
هذا هو الزمان أما الدولة : فالمملكةُ العربيةُ السعوديةُ التي ـ رُغمَ ماحيكَ لها ويُحاك , ورُغمَ ما أُريدَ بها ويُراد ـ أبت إلا أن تكونَ الدولةَ التي تعلوا برايةِ لا تُنكس وحمىً لا يُدنس ومكانةَ لا تُنتقص وهيبةً لا تُستباح , وأشهدت بذلك على نفسها العالمَ بأسرهِ فشهدوا لها على أنفسهم وكان الواقعُ خيرَ شاهدٍ يُستشهد به
لقد أصبحتِ المملكةُ العربيةُ السعوديةُ بشهادةِ كلِ شاهدٍ دولةً اقتصاديةً متقدمةً ، تنمو وتتطورُ بوتيرةٍ سريعةٍ تغيرت معها موازينُ القوى ومراكزُ الدول فحققت بذلكَ المرتبةَ الرابعةَ والعشرينَ في تقريرِ التنافسيةِ العالميةِ في المجال الاقتصادي من بين الدولِ الثلاثةِ والستينَ الأكثرِ تنافسيةً في العالمِ , والمرتبةَ الـعشرينَ في محورِ الأداءِ الاقتصادي على مستوى العالمِ , والمرتبةَ الـتاسعةَ عشر في كفاءةِ الأعمالِ الاقتصاديةِ عالمياً , وتطوراً هائلاً في رقمنةِ جميعِ القطاعاتِ التنمويةِ والخدماتِ الماليةِ الرقميةِ والتطبيقاتِ الإلكترونيةِ الهائلةِ لتصبحَ جميعُ الإجرآءاتِ وتنفيذُها غايةَ في السهولةِ مع اختصارٍ كبيرٍ في الجهدِ والوقتِ إلى غيرِ ذلكَ كثير في مسيرةٍ وهاجةٍ ـ النَفَسُ فيها طويلٌ , والطُموحُ فيها لا يَكَادُ يُرى لغايتِهِ نهاية ـ .
هذا هو الزمان وهذه هي الدولة أما الرجالُ : فمولايَ خادمَ الحرمينِ الشريفينِ الملكَ سلمانَ بنَ عبدالعزيزِ صاحبَ الانجازاتِ والنهضةِ الحديثةِ قليلٌ ما يقالُ في حقه , وكثيرٌ مايقالُ في فِعلهِ : كلُ انجازٍ منسوبٌ إليه , عملاقُ السياسةِ والاقتصادِ ورجلُ المرحلةِ والأزماتِ وسيبقى العالمُ يحتفظُ له بمواقفَ يصعبُ تجاوزُها أونسيانُها .
فحين اضطربت اقتصادياتُ العالمِ واكتنفَها هواجيسُ العجزِ والضعفِ الاقتصاديِ والماليِ وَجهَ هذا الملكُ العظيمُ بإطلاقِ برنامجِ التحولِ الوطنيِ 2020 الذي حققَ التوازنَ الماليَ بين العامينِ 2017م و2020م بنموٍ ماليٍ عُدَ هو الأكبرُ في تاريخِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ , وكانَ عظيماً هذا الملكُ حينَ وَجهَ بالتركيزِ على تنميةِ الإيراداتِ الغيرِ النفطيةِ لترتفعَ في العامِ 2020م إلى 369 مليار ريال مع تحقيقِ الاستدامةِ الماليةِ لمرحلةِ ما بعدَ النفطِ لدولةٍ عظيمةٍ تستحقُ البقاءَ بعظمةٍ .
وحينَ اضطربَ العالمُ بجائحةِ كُورُونا واضطربَ معها كلُ شيءٍ كانت المملكةُ بتوجيهاتِ ملكها الحكيم هي الأعلى رتبةً في احتواءِ المرضِ وتقديمِ العلاجِ , والأعلى رتبةً في تحملِ الأعباءِ الماليةِ وقتَ انقطاعِ الأعمالِ والحظر , والأعلى رتبةً في تجربةِ التعليمِ عن بعدٍ الذي تجاوزَ عددُ الدروسِ فيهِ إلى أكثرِ من مِليونِ درسٍ الكترونيٍ افتراضيٍ يومياً .
ثم إن التاريخَ سيحفظُ لخادمِ الحرمينِ الشريفينِ أنهُ أمرَ بإقامةِ الحجِ في العامِ 2020م ورعايةِ الحجيجِ بأعلى درجاتِ الرعايةِ رُغمَ جميعِ التحدياتِ والركودِ والحظرِ الذي سادَ جميعَ دولِ العالمِ بسببِ أزمةِ كُورُونا إلى غيرِ ذلكَ من الانجازاتِ الاجتماعيةِ والتعليميةِ والصحيةِ والاقتصاديةِ والسياسيةِ والعسكريةِ وغيرِها مما لا يُحصى ذِكرُه .
وعلى خُطى خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمانَ بنَ عبدالعزيز يَسيرُ سيدي وليَ عهدهِ الأمين الأمير محمد بن سلمان يمينُ الوطنِ وحِزامُه ودرعُه قِبل أعدائِه ـ صاحبُ برنامجِ التحولِ الوطنيِ الشاملِ وعرابُ رؤيةِ 2030 وراعيها التي تستهدفُ خُططاً إصلاحيةً وتنمويةً في جميعِ القطاعاتِ مع التركيزِ بشكلٍ أساسيٍ على المواردِ الغيرِ النفطيةِ وتنميتها لضمانِ مستقبلِ الأجيالِ القادمةِ واستدامةِ مواردِ الدولةِ لمرحلةِ ما بعدَ النفط .
وفي يومِ الوطنِ لن ينسى الوطنُ رجالَهُ المخلصينَ أبناءَ هذا الوطنِ الشامخِ والعرينِ المَهيبِ لن ينسى جُنودهُ البواسلَ في حَدِهِ الجَنوبي الذين يَحمون بصدورهم مُقدراتِ وطنهمُ العظيم من المقدساتِ والدينِ والعِرضِ والمال , كما لن ينسى الوطنُ أبناءَه العُظماءَ من الأمراءِ والوزراءِ والعلماءِ وجميعَ العاملينَ في بِنائهِ ورِفعةِ شأنِهِ وحمايتهِ من عسكريينَ ومدنيين .
دولةٌ عظيمةٌ ورجالٌ عظماءٌ ولا عَجَبَ فهذهِ هي دولةُ الملكِ عبدالعزيزِ طيبَ اللهُ ثراهُ وغفرَ لهُ الدولةُ التي أسسها في مثلِ هذا اليومِ من القرنِ الماضي بعدَ أن وحدَ أجزاءَ هذهِ الجزيرةِ المتراميةِ الأطرافِ تحتَ لواءٍ واحدٍ ورايةٍ واحدةٍ لتمثلَ نموذجاً في النماءِ والتطورِ ومثالاً للتقدمِ والازدهارِ وهؤلاءِ هم أبناؤه ورجالُه الذينَ عَقَدَ فيهم الأملَ والآمالَ وهاهم قد ساروا على أثرهِ فرادوا في زمانهم كما أرادَ هو لهم .
رحم اللهُ الملكَ عبدَالعزيزِ وغفر لهُ وأسكنَهُ فسيحَ جناتهِ , وأطالَ اللهُ في عمرِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمان بن عبدالعزيز ووليَ عهدهِ الأمين الأمير محمد بن سلمان وجعلَ لهما من لَدنهُ ولياً ونصيراً .
حمى اللهُ وطننا العظيمَ من كلِ شرٍ , وأتمَ علينا نعمةَ الأمنِ والإيمانِ ودوامَ التطورِ والازدهار ,,,,
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ,,,,
لمشاهدة الفيديو
https://youtu.be/KHrYzRrtLBc