
يُعدّ مشروع “حفظ النعمة” بمنطقة الحدود الشمالية نموذجًا رائدًا في تعزيز مبادئ التكافل الاجتماعي، والحد من الهدر الغذائي، وذلك بإشراف جمعية خير لحفظ النعمة في المنطقة، حيث نجح منذ انطلاقه قبل نحو عام ونصف في توزيع أكثر من 40 ألف وجبة غذائية على الأسر المستحقة، محققًا أثرًا ملموسًا في دعم الأمن الغذائي، وتعزيز القيم المجتمعية المرتبطة بحفظ النعمة وإيصالها إلى مستحقيها.
ويعمل المشروع من خلال منظومة تشغيل متكاملة، تشمل غرف تبريد وتسخين لحفظ الأطعمة وفق أعلى المعايير الصحية، إلى جانب عدد من السيارات المتنقلة لجمع فائض الطعام من المناسبات، وقاعات الأفراح، والمطاعم، والفنادق، ويُعاد فرز الطعام الصالح للاستهلاك وتغليفه بطريقة مناسبة لضمان سلامته، قبل توزيعه بشكل منظم على المستفيدين المسجلين ضمن قواعد بيانات الجمعيات الخيرية الشريكة.
ويُشرف على تنفيذ المشروع أكثر من 100 متطوع ومتطوعة من أبناء المنطقة، يُسهمون في جمع وتجهيز وتوصيل الوجبات، بما يُجسّد روح التعاون والعطاء، ويُعزّز ثقافة المسؤولية المجتمعية والعمل التطوعي، لا سيما في أوساط الشباب.
ويهدف المشروع إلى الحد من الهدر الغذائي، وتحويل فائض الطعام إلى مصدر دعم للأسر المتعففة، ضمن جهود وطنية لتحقيق الاستدامة الاجتماعية، وتنمية الوعي بأهمية حفظ النعمة واحترامها، بما ينسجم مع القيم الإسلامية، ويسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تنمية القطاع غير الربحي، وتطوير المبادرات المجتمعية.
وفي جولة ميدانية قامت بها “واس” على مرافق المشروع، اُطلع على مراحل إعداد الوجبات، بدءًا من استلام الطعام، ثم فرزه وتغليفه وتوزيعه، حيث أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية زيد بن مطلق العنزي، أن المشروع يُنفذ بطريقة تراعي خصوصية المستفيدين، لافتًا إلى التفاعل المجتمعي الكبير، وتزايد عدد المتبرعين والمتواصلين مع الجمعية لتسليم فائض الطعام، مشيرًا إلى خطة مستقبلية لتوسيع نطاق المشروع ليشمل محافظات رفحاء وطريف.
ويُعد مشروع “حفظ النعمة” أحد النماذج المجتمعية الناجحة التي تعكس وعي المجتمع المحلي، وقدرته على تحويل التحديات إلى فرص من خلال عمل منظم ومستدام، يُسهم في حماية الموارد، ودعم الفئات الأكثر احتياجًا، والارتقاء بجودة الحياة في المنطقة.