اخبارية طريف – متابعات
نشرت صحيفة مؤخراً تقريراً يتناول روايات لموظفات أمن في السعودية والجدل الذي يثيره عملهن في المجتمع المملكة المحافظ كما تناول أمور تحدث في العيد مثل “التحرشات والمشاجرات والسرقات”.
وبدأت الصحيفة الإلكترونية تقريرها حول فكرة “المرأة الشرطية أو حارسة الأمن” التي تثير الجدل بين مؤيد ومعارض ولا تزال تتجاذبها أطياف كثيرة داخل المجتمع السعودي المحافظ.
ووفقاً لتقارير، تعد النساء السعوديات الأقل توظيفاً في العالم. كما تسجل بطالتهن أرقاماً قياسية، في ظل معارضة بعض شيوخ الدين لعمل المرأة السعودية وكان تنفيذ قرار الرياض قبل أشهر بالسماح للمرأة بالعمل في متاجر المستلزمات النسائية قد أثار جدلاً في المجتمع السعودي المحافظ. فرجال الدين وعلى رأسهم مفتي المملكة يدعون لعدم تطبيقه في وجه المدافعين عنه الذين يرون فيه ضرورة لمواكبة حاجات تغير المجتمع وتطوره بالإفساح لمزيد من الحرية للنساء.
وقالت صحيفة “سبق” إنه على الرغم من أن فكرة “المرأة الشرطية أو حارسة الأمن” بدأت تطبق على أرض الواقع في كثير من المراكز والمحال التجارية في المملكة، إلا أنه لا تزال هناك بعض علامات الاستفهام عن دورها.
وتوضح الصحيفة إنها انتقلت إلى المراكز التجارية لتتعرف على مشاكل موظفات الأمن في الأعياد والمناسبات، والعوائق التي تواجههن في التعامل مع النساء.
نظرات مريبة
انتقدت رزان عبد الله مسؤولة أمن بأحد المراكز التجارية سلوكيات المراهقات في الأعياد وأوقات الازدحام، قائلة “نشاهد فتيات (بويات) يرتدين ملابس للشباب وتحركاتهن مريبة”، قائلة إنه في إحدى المرات أخبرتها عاملة بغرفة القياس إنها “شاهدت فتاتين تدخلان الغرفة نظراتهما مريبة ولا يحملن ملابس للقياس واتصلت على الفور بموظفة الأمن التي سارعت بضبطهما”.
مشاجرات الفتيات
وقالت عواطف الظاهري مسؤولة أمن بإحدى المراكز التجارية إنه في الصيف والأعياد والمناسبات يزدحم المركز بالفتيات المراهقات، وهن دائماً يختلقن المشكلات لأتفه الأسباب، مستعرضة حادثة وقعت العام الماضي في العيد، عندما تشاجرت فتاتان في دورة المياه لأن إحداهن سخرت من الأخرى، وقد تطور الأمر للتشابك بالأيدي، وتشويه كل فتاة لماكياج الأخرى.
وأضافت “الظاهري” إن معظم هذه المشكلات تنتهي على المستوى العائلي بعد معرفة المتسبب في حدوث هذه المشكلة، منتقدة الفتيات اللاتي يرتدين ملابس مثيرة، فيعاكسهن الشباب، ثم تشكو الفتاة بعد ذلك وتستدعي الأمن بالرغم من أنها السبب في هذه المعاكسة.
سرقات الصيف
وقالت مريم خليفة مسؤولة أمن بأحد محلات الملابس فاشتكت من سرقات النساء، خاصة في موسم التخفيضات إن بعض النساء يستغلن موسم التخفيضات و”تسرق الإكسسوارات الخفيفة، وأيضاً بعضهن يكسرن مستلزمات المحل دون قصد ويهربن دون سداد قيمتها”، وقالت إنها رأت شاباً يبحث عن فتاة وعندما سألته تهرب من الإجابة، وقد شاهد المدير خلال الكاميرا سلوكيات غير منضبطة بين الشاب والفتاة، بيد أنه تركهما ينصرفان حيث لا سلطة لهم لاتخاذ أي إجراء ضدهما.
وأبدت “خليفة” أسفها لعدم تقدير بعض النساء لدورها الحقيقي، قائلة إن بعض النساء يتجاوزن في الحديث، وتتهكم عليها، لعدم معرفتهم بطبيعة عملها، متمنية تقدير النساء والمجتمع لدور موظفة الأمن الذي بات ملحاً مع مرور الأيام.
كشف جرائم النساء
أشاد “عسير البارقي” مدير الأمن بأحد المجمعات التجارية بدور مسؤولة الأمن في معالجة مشكلات النساء في المراكز التجارية، مبدياً حماسه لهن منذ البداية، خاصة أنهم أول من بادروا بتطبيق الفكرة في مركزهم، وأكد على إقبال الفتيات على وظيفة مسؤولة الأمن.
ورأى مدير أسواق الحجاز محمد مدخلي أن مسؤولات الأمن يعالجن المشكلات التي تواجههن مع النساء بحكمة وصبر وقدرة على امتصاص غضبهن، موضحاً مدى مساهمتهن في انخفاض معدل جرائم النساء في المركز من خلال مراقبة مسؤولة الأمن وملاحظتها الدقيقة، وتفتيش المرأة أحياناً إذا استدعى الأمر، وأعرب عن أمله أن يحترم المجتمع مهنة مسؤولة الأمن نظراً لدورها الخطير في كشف جرائم النساء والتعامل مع المخالفات منهن.
خطوة واثقة
وأيدت الكاتبة السعودية “بسمة السيوفي” عمل المرأة في المجال الأمني بما يتماشى مع عادات المجتمع وتقاليده معتبرة أن القطاعات الأمنية المختلفة بحاجة لمشاركة المرأة.
وقالت إنه لا بد أن يتم اختيار موظفة الأمن وفقاً لمعايير وأسس علمية، منها تحديد العمر المناسب، المؤهل العلمي، ارتفاع المستوى الثقافي، وكيفية التعامل الجيد مع الجمهور، وهذا بدوره يسهم في انخفاض نسبة البطالة الذي أضحى شبحاً يهدد خريجات الجامعة، ودعت إلى تقديم المحفزات المادية والاجتماعية التي تضمن إقبال الفتيات على هذه المهنة بما يحقق لهن مستوى اجتماعي واقتصادي آمن.
وبالفعل تعاني السعودية، أكبر مصدر للخام في العالم، من أزمة بطالة متفاقمة وصلت وفقاً لإحصاءات رسمية إلى 10.5 بالمائة في 2009 ارتفاعاً من 10 بالمئة في 2008، وتؤكد تقارير أن 78 بالمئة من حاملات الشهادة الجامعية عاطلات عن العمل في السعودية كما أظهرت آخر دراسة رسمية ارتفاع نسبة بطالة السعوديات إلى 28.4 بالمئة في 2009 مقارنة مع 26.9 بالمئة في 2008.
وأيدت “السيوفي” فكرة تدريس رياضة الدفاع عن النفس للفتيات التي ستساهم في تعزيز اللياقة البدنية لمسؤولة الأمن، حتى تصبح أكثر قدرة على القيام بواجباتها في هذا القطاع الهام من قطاعات الحكومة، مشددة في الوقت ذاته على أهمية تمهيد المجال للمرأة لخوض جميع ميادين العمل وفق توجيهات الدولة ورأي المجتمع.
وطالبت السيوفي بعدم فسح المجال لـ “آراء الأقلية التي تعرقل مسيرة عمل المرأة”، مطالبة المجتمع بتغيير “الأفكار البائدة في أذهان البعض والتي من شأنها وأد أي فكر جديد يدعو إلى التطوير”.
الشريعة متجددة
ويؤكد الباحث في الشؤون الإسلامية خالد الرميح أن الأصل في الشريعة أنها جاءت لتحقيق مصالح البشر باختلاف أنواعهم، وأي شيء جديد يطابق ذلك ويدفع مفسدة فهو جيد ولا غرابة فيه، مشيراً إلى أنه من ضمن المصالح الخمس التي حث الدين على الحفاظ عليها، هي الحفاظ على النفس، والشرطة النسائية ستؤدي هذا الدور لفئة تمثل نصف المجتمع، ألا وهم النساء، ولذا بات من الضروري وجود شرطة نسائية أو أمن نسائي مدرب على الإنقاذ وفك الاشتباك.
وأضاف إن الشريعة متجددة لكل زمان ومكان وأي شيء يستجد لحفظ النفس والعرض فهو واجب ويعد مطلباً شرعياً طالما أن المرأة تؤدي عملها باحترام ووفق القواعد والضوابط الشرعية المذكورة والمتفق عليها.