في ليلة أدبية ثقافية جميلة أجتمع فيها اﻷدب بالثقافة والسخرية بالكتابة أفتتح مقهى الشباب الثقافي بنادي الحدود الشمالية جلسته الجديدة تحت عنوان ….. وذلك يوم …. بحضور نخبة من المثقفين ، و اﻷدباء و المهتمين بالشأن الثقافي كما حضرها عدد من المثقفين الكويتيين المتواجدين في المنطقة
حيث بدأت الأمسية بكلمة لرئيس النادي الأدبي الأستاذ ماجد صلال المطلق رحب فيها بالدكتور أحمد العرفج وشكره على استجابته كما شكر الحضور الكبير لهذه الفعالية ،
ثم كلمة لشباب المقهى الشبابي الثقافي بالنادي ألقاها الأستاذ طارق الحمراني حيث رحب بالدكتور والحضور ثم تحدث باختصار عن فكرة انشاء المقهى الثقافي بمرور عام على تدشينه ، ثم ترك المجال للضيف للتحدث .
بدأ الدكتور أحمد العرفج حديثه بقوله سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته ومرضاته أما قبل :
يا عرعر الشوق .. هذا الشوق مندفق
أتى يناجيك معه الحب والألق
يا عرعر الشعر …. صبي النثر في لغتي
أحتاج نفح المنى إن عضني الأرق
يا عرعر الذوق …. يا حلما يراودني
أتى من الأمس وهو الآن ينبثق
يا عرعر الشمس … يا رملاً يجاذبني
صوت الأماني هنا يشدو وينطلق
نحن اجتمعنا هنا والحب ثالثنا
الآن يطفو على الدنيا ويأتلق
يا عرعر الشعر … هل في الكون متسع
لعرفج كله بالعذر ينطلق
يا عرعر الحسن ..ابق في محاجرنا
كحلا يزيننا إن طالنا الألق
شمالية شمالية …
أحبك يا الشمالية
شمالية وفي عرعر
حروف القلب فضيه
شمالية يا ويل القلب
إذا قلنا وداعية
شمالية تسر العين
وتسعد صافي النية
شمالية ولا يكذب
من سماك ورديه
شماليه وفي عرعر
شماليه على النيه
شماليه تحب الحب
وذي خصله شمالية
أيها الأصدقاء يا هذه الوجوه المسفرة الكرام البررة جئتكم .. أجر مراكب الحب وأدف مواكب الشوق ، كيف لا وقلبي من بياضه .. يوصف أنه شمالي .. وصدري من سعته يقال أنه كمنحة أرض طبقت على تراب عرعر .
أيها الناس إن البوصلة دائما باتجاه الشمال .. فالقلب شمالي والصدر شمالي والكأس كان مجراها الشمال ،
أيها الأصدقاء لقد جئتكم صديقا ورفيقا لا كاتبا مشاكسا صفيقاً .
ففي عرعر تتحول أسلحة الكلمات إلى حقول ورد وزهرات ..
وفي عرعر نغمس لقمة المودة في صحن أطياب الكلام والسلام ..
أيها الأصدقاء يقولون ( لا عطر بعد عروس ) ونحن في عروس الشمال عرعر .. فدعونا نشم عطرها الذي يتطاير هنا وهناك من الشيخ والقيصوم والعرعر والعرفج.
أيها الأصدقاء الشعر أنتم .. والنثر أنتم .. فاسمحوا لطالب طموح مثلي أن يطرح نفسه مائدة لكم ليتم تشريحه في هذه الورشة ولكن اتقوا الله فأنا غريب ومسافر ومن عادتكم الكرم .
أيها النادي الأدبي الجليل
لقد كنت اعتبر نفسي في حالة قطيعة من الأندية الأدبية …حتى جائتني دعوتكم الكريم فتحولت من همزة قطع إلى همزة وصل .
أيها الناس أيها الأصدقاء لولا الإصرار ثم الإصرار ثم الإصرار ما أتيت في هذا المساء .
أيها الأصدقاء أنا بين يديكم فارحموني واعرفوا للمسافر حقه واعرفوا للغريب مستحقه وإن كنت متأكد بأنكم كرام أبناء كرام ولن تعاملوني إلا بشيم الكرام .
أيها الأصدقاء انني بينكم الليلة أنا وأنتم نشكل جملة اسمية فأنتم المبتدأ وأنا الخبر
وأنا المبتدأ وأنتم الخبر لا فرق .
أيها الأصدقاء في هذه الليلة سأتشرف بالاستماع إليكم وسماع نقدكم الجميل حول الكتابة الساخرة وحول آخر الدنيا وأول الدنيا .
أيها الأصدقاء أتيتكم ضيفا عزيز فاتحا صدري ولكن لن أباريكم في سعة الصدر فأنتم أهل الصدور الشمالية ، وخسران من يتحداكم في سعة الصدر .
أيها الأصدقاء من عادتي أن أكرم ضيوفي ، فهم في قلبي لذلك ليس لي إلا طلب واحد بماذا تريدون أن أحدثكم ، تريدونها عاميه أو فصحى أو لغة بيضاء أطلبوا واختاروا فلدي ( السليق والجريش والبوفيه المفتوح ) وشكرا .
ثم بدأت محاور الأمسية وكان أولها بداية تاريخ الكتابة الساخرة :
فأجاب الضيف بقوله الحقيقة الكتابة الساخرة الأب الروحي لها شيخنا الكبير ومولانا الجليل أبو بكر عثمان الجاحظ وهو رائد الكتابة الساخرة في الثقافة العربية ثم لم تتوفق الثقافة العربية بكتاب ساخرين بعد الجاحظ حتى جاءنا مارون عبود ذلك اللبناني المتصالح مع نفسه المسيحي الذي سمى إبنه محمد ، ومحمد توفي قبل سنتين وكان أيضا معروفا .
الشعب المصري بحكم أنه شعب نكته وشعب يميل إلى الا بتسامه والضحك هو رواد للأسف للثقافة الساخرة في الوطن العربي لا أقول مع الاسف انتقاصا لمصر ، واقصد بلدان أخرى لم تواكب .
وأنت بمصر أمامك عشرات الكتاب مثل المازني ومحمود السعدي .
في لبنان مارون العباد ….
وفي سوريا محمد الماروني ، وفي كل بلد تجد واحد ، أنا لا أريد أن أحرق كتابي الذي يصدر هذا العام عن الكتابة الساخرة .
وفي السعودية الحقيقة الكتابة الساخرة لم تتكون مازالت طفل خداج ، طفل يحبوا أعتقد أن مسألة الصرامة في كل شيء .وهناك مثل يقول ( أكل بوجهك وأرخ يدك )
دائما الإنسان العربي متجهم لذلك الإسلام قال ( تبسمك بوجه أخيك صدقة ) .
وإن كنت اقول أن بعد أحداث 11 سبتمبر السعودية بدأ كثير من السعوديين في استقبال الكتابة الساخرة . وساعد على انتشارها شركات الاتصالات عن طريق الرسائل .
الشعب البريطاني عشت فيه 7 سنوات وأحد الأسباب بنظري أن أعصابهم بارده هو وجود الكاتب الساخر جورج برناردشو ، كان يمزح مع الحكام وعامة الناس ، رجل قبيح الوجه ، جاءته امرأة جميلة وقالت إذا تزوجنا أنا وأنت ولدنا راح يكون أذكى وأجمل ولد في الدنيا ، يأخذ جماله من أمه والذكاء من أبوه فقال لها جورج : ماذا لو حصل العكس أخذ القبح من أبوه والغباء من أمه .
وفي أحد الأيام أحتفل بعيد ميلاده 80 فجاءته أمرأه فقالت له كم عمرك فقال لها أن عمري 20 سنة مكرر أربع مرات .
أعتقد أن تأخر الكتابة الساخرة في السعودية هو خلط الناس بين السخرية والاستهزاء ، نحن نعرف أن النص الديني واضح ( لا يسخر قوم من قوم ) والكتابة الساخرة لا تصب في هذا المجال ، بل هي تعليقات لطيفة على شيء معين .
والكتابة الساخرة بدأت تأخذ طريقها وكان الله بعون المبتدئين في هذا الحقل لأنهم هم الذين يتحملون عبء الناس . والكاتب الساخر مرفوع عنه القلم
ثم بدأت مداخلات الحضور حول هذا المحور الأول .
وذكر العرفج يقصد بأحداث 11 سبتمبر أنه بدأت في تحول الكتابة الساخرة في السعودية ليست كمؤثر بل كزمن قريب ( تاريخ زمني ) حيث بدأت تغيير المناهج والخطب في السعودية خاصة . وكنا سابقا نستورد النكتة من بعض الدول العربية والآن أصبحت تطبخ بالمطبخ السعودي وبالذات بعد معركة أبو سروال وفانيلة والركب السود ، وأعتقد أنه عندما نصل لقبول النقد وقبول السخرية ليست المؤذية بل الإيجابية التي تأتي كمفعول السحر ..
وتحدث الكاتب أحمد العرفج عن الفرق بين الأدب الساخر أو الفن الساخر والسخرية ومعاناة من يكتب هذا النوع من كلام الناس والتعليقات
وذكر مع الأسف أنها عاهة عربية سعودية تفسر الأشياء بشكل تآمري دائما ودائما حسن الظن نتركه ونذهب للجانب السلبي وذكر مثال كتابة مقال بعنوان ( الفئة الضالة ونادي النصر كلهم مغرر بهم ) .
وأصبح لدينا أنه الأصل في الإنسان الإساءة وسوء الظن مع أن الأصل هو البراءة وحسن الخلق . فالكاتب الساخر يمشي في حديقة بها أشواك .
وتحدث عن نشأت الكتابة الساخرة لديه حيث كانت بدايته كاتب جاد وكان حساس جدا في تقبل الرأي الآخر وخاصة النقد وكانت أول قصيدة كتبها عام 1405 وكان الأستاذ الناقد محمد الدبيسي كتب عني نقد في جريدة الجزيرة أحزنني ثلاث أيام ورجعت لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم وحاولت أن أتحمل كل شيء عن طريق الذهاب لصحراء المدينة المنورة وأجلس في حفرة لمدة أسبوعين وقت الظهيرة أقاسي شدة الحر وأقيس تحملي .
فالكتابة الساخرة أرقى أنواع الكتابة وبالأخير هي استعداد نفسي وتقبل للنقد .
واضرب لكم مثال كان ابن المقفع يعاني من الاضطهاد السياسي فأصبح يكتب عن الحيوانات وتحاك القصص على ألسنتها .
وتحدث الدكتور العرفج في المحور الثاني عن وجود أزمة في الكتابة الساخرة وسببها :
الأول اجتماعي والتباس الناس بين الأدب الساخر والاستهزاء وذكر الضيف بعض الأمثلة بين الفرق بين الأدب الساخر والاستهزاء .وفي السعودية لا يوجد سوى كاتبين أو ثلاثة .
والكتابة الساخرة جريئة لأبعد حد ، وأكثر من جرأة كتابة النقد ولا يفهمها إلا الراسخون في العلم .
وذكر أنه يحاول أن يستبدل كلمة كاتب ساخر الدارجة بين الناس بكلمة ” عالم المعرفة ” فهو اسم محبب لي .
المحور الثالث دواعي الكتابة الساخرة
وذكر العرفج أنه دائما كتاباتي إيصال رسالة حيث أنه دائما مجالسنا تجد مجموعي تشتكي من كل شيء وهناك مثل بريطاني يقول الأخبار السئية لها أجنحة وتطير بسرعة , وهناك فرق بين الكاتب والمستمع وفي كتابي ذكرت أحد الصور التي تسألك عن أشياء أو أحدث مؤلمة أو حزينة .
وأعتقد أن الكتابة بالنسبة لي هي ترفيه حيث أكتب عن نفسي ووالدتي وأخواتي وقصصي وحيواناتي ولا أحب أن أخطأ على أحد وهي محاولة إفصاح .
ومحفز الأدب الساخر هو إيصال رسالة . وعن عدم كتابتي عن قضايا المجتمع فلدينا أكثر من 400 كاتب في الشأن العام خلونا نكتب ونضحك الناس وإذا لم تستطع أن تقول للمسيء أسأت فدعونا نقول للمحسن أحسنت وهذا ليس إستقلال من الشأن العام حيث أن الأمور لا تحل بالمقالات بل تحل بالدراسات والاستراتيجيات فهي منظومة كاملة .
الكتابة الساخرة متنفس حيث ألفت كتاب كامل أثناء تأخر رحله الخطوط فالكتابة فرض كفاية إذا كتب البعض سقط عن البعض الآخر فصحافتنا ليست سلطة رابعة وأيضا هي خط داعم للإصلاح الاجتماعي .
المحور الرابع هو الأدب السعودي والكتابة الساخرة
ذكر احمد العرفج أن الأدب الساخر غير مرحب به في السعودية وعليه تحمل جميع الردود حتى ينجح كاتبه ويستمر .
وصرح العرفج انه يكتب لسببين هي والدته والمال ، حيث ان الكلمة 4 ريال داخليا و3 دولار خارجيا .
ونفى انتماءه لأي تيار سواء ليبرالي أو إسلامي أو قومي أو حداثي وكل تيار له كتابته الساخرة على الطرف الآخر .
وعن تشبيهه المرأة بالبقرة ذكر العرفج أن لديه 49 أخت وتكلمت عن الرجل الثور أيضا ولا توجد لدي مشكله مع المرأة
وعن سبب تسميه كتابي بالمنتدي المنتظر وأقصد به نفسي حيث أني عشت في دار الايتام فترة وعند خالي فترة ووحيدا فترة فاعتبرت نفسي مندي تتنازعه الأكله هذا أقرب شيء وهي نظرية في البلاغة النص الغائب وأنا الوحيد الذي اشتغل عليه .
وفي ختام الأمسية دعا الأستاذ ماجد المطلق رئيس نادي الحدود الشمالية الأدبي الدكتور محمد الشريف للمشاركة بتكريم الضيف وتسليمه درع تذكاري للدكتور أحمد العرفج ومدير الأمسية الأستاذ أحمد الرباعي .
2 pings