رفض عضو شرف نادي الاتحاد والمحلل الرياضي الدكتور مدني رحيمي بعض ما يقوم به إعلاميو «العميد» تجاه إدارة المهندس محمد بن فايز، مبيناً أن بعض الإعلاميين يريد بتدخلاته «إدارة النادي»، مشيراً في السياق ذاته إلى أنه على الإدارة ألا تكون «لعبةً» بيد الإعلام.
وأوضح رحيمي أن اللجنة الفنية قدّمت للمدرب الإسباني بينات قائمة تضم أكثر من 10 لاعبين محترفين من الأجانب، لاختيار الأفضل منهم، لدعم الفريق في الموسم المقبل، رافضاً أن يكون أعضاء اللجنة قد أملوا باسم مدرب بعينه.
الشرفي الاتحادي الخبير في شؤون ناديه، فند مشكلات «العميد» المالية، وقدّم ورشة العلاج، إلى جانب رأيه في القرارات الأخيرة في شأن «تسريح» بعض «النجوم»، الدكتور مدني رحيمي أوضح أموراً اتحاديةً عدةً، منها الحديث عن البطولة الأخيرة التي حققها الفريق، وقرارات الإدارة باستبعاد النجوم، وعن حال التوتر بين الإدارة والإعلام الاتحادي، وذلك في حواره الآتي،حسب مصادر صحفية، فإلى نصه:
> يتردد أن الدكتور مدني رحيمي كان يمارس أدواراً خفيةً مع إدارة المهندس محمد فايز في الموسم المنصرم، ما هذه الأدوار؟
– دائماً وأبداً مع نادي الاتحاد، وليس مع هذه الإدارة تحديداً، وإنما دائماً أحضرُ مع كل إدارة، وآرائي معروفة وواضحة، سواء كانت فنية أم إدارية، ومع كل إدارة أتواصل معها، وأحدد لها مكامن المشكلات، وأحذرهم إذا كانوا في خطر، ولا يهمني الاتحاد إذا كان محمد فايز أو محمد علي رئيسه، بل يهمني اتحاد الجميع.
> هل كانت الإدارة تستشيرك في تعاقداتها مع اللاعبين؟
– لقد كلفتني الإدارة مع الدكتور خالد المرزوقي وعبدالله بكر على الانضمام إلى اللجنة الفنية، إضافة إلى نائب رئيس النادي عادل جمجوم، وعضو مجلس الإدارة سمير باجنيد، واجتمعنا مع المدرب بينات في نهاية الموسم المنصرم، وقدمنا له قائمة أسماء لاعبين عدة، مع معلوماتهم الفنية، ومقاطع لمبارياتهم، بواقع ثلاثة أو أربع لاعبين في كل خانة، حتى يقوم المدرب بدرسها، واختيار الأفضل منها.
> اللاعبون، هل هم محليون أو أجانب؟
– الفريق لا يحتاج إلى أي لاعب محلي، لأن اللاعبين الحاليين والصاعدين من الشباب والأولمبي سدوا حاجة الفريق إلى أعوام مقبلة، ومن هؤلاء اللاعبين الشبان ابن اللاعب السابق محمد فريج الذي سيكون أحد أبرز اللاعبين في الفريق الأول، إذ يمثل حالياً منتخب الناشئين، فهذا اللاعب نراهن عليه مع بعض اللاعبين الآخرين.
> إذاً اللجنة الفنية حددت اللاعبين الأجانب؟
– نعم، جميعهم محترفون أجانب، فنحن لم نطلب من المدرب اختيار لاعب معين، بل قدمنا له القائمة، وهو من يختار وفق رؤيته الفنية، لما فيه مصلحة الفريق.
> تحقيق كأس الملك للأندية الأبطال، هل توقعته؟
– سأكون مكابراً لو قلت لك أننا كنا نتوقع أن يحقق الفريق كأس الأندية الأبطال، وبصراحة كنا نريد أن يقدم اللاعبون ما لديهم، على رغم أن البطولة كانت أمنية، لكن ما أثبت هذه الأمنية إلا اللاعبون بإدارتهم وإصرارهم وطموحهم، فحققوا اللقب، خصوصاً أن الفريق الاتحادي لم يلعب أمام فرق ضعيفة في البطولة، واللاعبون وإدارة النادي استطاعوا التخلص من الخوف، والله وفقهم.
> البطولات التي سبقت كأس الأبطال، الفريق كان غائباً عنها، ما السبب؟
– الأسباب كافة تتمحور في أن إدارة المهندس محمد فايز جاءت ووجدت أمامها تراكمات أعوام طويلة، فالإدارة تولت المهمة متأخرة، وكان بعدها بيومين مطالبة بسداد المديونيات، لتتمكن من تسجيل اللاعبين المحترفين، بالتأكيد أن هذه المعوقات ليست بالسهولة تجاوزها، وأنت تعرف أن أول مباراة لعبها الاتحاد خاضها من دون لاعبين أجانب أو حتى محليين منتقلين من أندية أخرى، وبعد أن تجاوزت الإدارة هذه العقبة، حاول الفريق أن يجمع قواه، لكن لم يستطع، وعلى رغم تلك التراكمات، فالوقت لم يسعف الإدارة أيضاً، وبطولة الملك كانت الأخيرة، وهو فرصة لاستجماع القوة وعودة الفريق إلى وضعه الطبيعي.
> وماذا عن القرارات المهمة التي اتخذتها الإدارة بإبعاد عدد من نجوم الفريق قبل نهاية الموسم، يقال إنك كنت من أشد المطالبين بالاستغناء عن اللاعبين؟
– أنا لم أقل سرحوا اللاعبين الكبار، كنت أقول يجب أن تمنح الفرصة لغيرهم من الشبان، فدائماً كنت أصف مستوى مشعل السعيد بأنه «شارع مفتوح» في الفريق الاتحادي، وقلت هذا الأمر للإدارة، وكما قلت إن محمد نور لا يستطيع أن يُعطي داخل الملعب أكثر من 20 دقيقة، وفي معظم العالم عندما يكبر اللاعب يقل عطاؤه، ويصل ذلك اللاعب إلى 27 أو 28 عاماً، ومن ثم تبدأ عملية إحلال في مركزه.
> يبدو أنك كنت مؤيداً للقرارات، لكنك اعترضت على التوقيت؟
– طالما الإدارة اتخذت القرارات، فهي من تحدد فاعليتها، لأنها هي من تعمل، وتعرف الأمور الداخلية، ونحن الذين نتحدث عن القرارات خارج اللعبة، فالإدارة هي من تعرف عن مشكلات ناديها جيداً، أما عن التوقيت، فربما تأتي القرارات متأخرة، ويحدث نفس ما حدث، وبأية طريقة تم اتخاذها، فسيتحدث الآخرون عنها بأنها طريقة خاطئة، لأنه من المستحيل أن تُتخذ هكذا، وتجد الجميع يتفق معك، والآن، بعدما حصل الفريق على البطولة، تراجعت معظم الأصوات المعارضة.
> الأزمة المالية ما زالت تحاصر الإدارة، هل تتوقع استمراريتها في الموسم المقبل؟
– المفروض والمطلوب بأن تستمر الإدارة في فترة الرئاسة كاملة، وبقي منها ثلاثة أعوام، والأزمات المالية سببها استقالات الإدارات المتعاقبة، فكل إدارة تتولى المهمة لمدة عام ثم تستقيل، وهذا الذي يدفع ثمنه النادي الآن، فضلاً عن توقف دعم العضو الداعم عبدالمحسن آل الشيخ عن الدعم خلال العامين الماضيين.
> برأيك، ما الذي يحتاجه الفريق في الموسم المقبل؟
– يحتاج إلى المال، ولو أن كل اتحادي سواء كان مشجعاً أم عضو شرف، اشترك في بطاقة النادي بـ240 ريالاً، فإن خزانة النادي ستتلقى دعماً مالياً كبيراً، فالمال سيعالج الكثير من المشكلات القائمة.
> المجلس الشرفي يضم نخبة من رجال المال والأعمال، ما دورهم؟
– مجلس الشرف يبذل جهوداً كبيرةً، لكن عقبة «مسألة الوقت» تواجههم، فالوقت قصير منذ أن تولوا المهمة.
> يشهد الاتحاد بين إعلامه وإدارة النادي «حالاً من التوتر»، في رأيك، كيف سيجتازها الطرفان؟
– بعضُ الإعلاميين يريد أن يدير النادي، وهذا هو المعروف منذ أعوام عدة، لكنه ليس مقبولاً نهائياً، وليس من مصلحة إدارة النادي أن تفتح على نفسها باباً من المشكلات الجديد مع الإعلاميين الاتحاديين، وفي الوقت ذاته، ليس معقولاً أن تكون هذه الإدارة لعبةً بيد إعلامٍ من حقه أن يظهر نقداً حقيقياً صحيحاً، وعليها أن تتقبله، وأن تصحح وتقوّم خطأها، ولكن لا أحد يقبلُ أن يرتكبَ خطأً، لأن الإعلام يُريد ذلك.