نيابة عن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود افتتح وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجه عصر اليوم الثلاثاء 26/3/1432هـ معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يستمر أحد عشر يوماً ، بحضور عدد من المسؤوليين في الدولة ورجال الأعمال ، وعدد من المثقفين والمفكرين والإعلاميين. وبمشاركة 950 دار نشر محلية ودولية، وأكثر من 300 ألف عنوان.
وفي كلمته التي ألقاها الوزير عبدالعزيز خوجه استبشر بمستقبل الثقافة في المملكة مؤكداً بأنه في غاية الأمل والتفاؤل لمستقبل الثقافة في المملكة ، وقال: أنا جدٌ مستبشر بحالةِ القراءة بين أبنائنا وبناتنا ونمو الوعي بينهم، فهم يقرأون كما لم نقرأ ، ويفكرون كما لم نفكر. لافتاً إلى أنه في مجتمع الكتاب والمعرفة “لا موضع للخوف من الأفكار” وأنّ من “يسمح للخوف من الكتاب والأفكار أن يرين على فؤاده فما عرف الكتاب ، وما استنشق من سطوره ثقافة الاختلاف”.
وأكّد على أن الشباب هم أكثر اتصالاً بالحياة وإيقاعاتها وتحولاتها ، وأنهم يقرأون ويفكرون ويتخذون من الوسائل الحديثة ما يؤسس في أذهانهم وعياً جديداً في صفحاتٍ افتراضية يقدمها لهم عالم الحداثة الجديد في الاتصال والمعلومات. وكأنه يشير إلى ما أحدثته وسائل الإعلام الجديدة (فيس بوك ، تويتر ، وغيرها) من تأثيرات غيّرت ملامح بعض البلدان العربية .
وذكر خوجه أنّ الكتاب يُغير وجه العالم ، ويبدل الحياة ، موضحاً أننا “حين نفكر فثمت كتاب في البال يرشد ، وكتاب يوجه ، وحين نقع على كتاب جديد فلحن جديد يغشى حياتنا ، وحق للمعرفة والثقافة أن تكون كذلك “. وهو يرجو في ذات الوقت أرجو أن نجد في المعرض ما يدعونا إلى ثقافة انسانية بانية.
واعتبر المعرض “عكاظاً جديداً” ، وأنّه أصبح علامة مميزة في الحياة الثقافية العربية ، وعكس تطور الحياة الثقافية في المملكة العربية السعودية. مرحباً بقوله: “هنيئاً لكم صحبة الكتاب ، وأياماً ولياليٍ سعيدة أرجوها لكم في أروقة وردهات معرض الرياض الدولي للكتاب”
وأضاف: “بالكتاب نعيد تشكيل أنفسنا ، ونتعلم القدرة على التفكير والموضوعية وبالكتاب يتشكل وعينا وينمو رويداً رويداً ، وبالكتاب لا مساحة تضيق على أحد ، ولا مكان ينبو بقاصديه. فالكتاب أوسع من أفكارنا وأرحب مدى من خيالنا”.
وقد كرّم المعرض 4 من رواد الثقافة والأدب الراحلين في لمسة وفاءٍ واضحة ، وهم: الدكتور غازي القصيبي ، الدكتور محمد عبده يماني ، الدكتور عبدالله الجفري ، والدكتور أحمد علي المبارك. كما قدّم الوزير خوجه هدية تذكارية لضيف شرف المعرض (جمهورية الهند) تسلمها السفير الهندي لدى المملكة تلميذ أحمد. كما كرّم دور النشر المشاركة.
ويقدّم معرض “الإسلام اليوم” كتاباً جديداً يطرح لأول مرة ، هو “طفولة قلب.. دون التذكر فوق النسيان” وهي مجموعة مقالات قُصد بها أن تكون سيرةً ذاتيةً كتبها الشيخ سلمان العودة بعناية ويقع الكتاب في نحو 600 صفحة.
يشار إلى أن المعرض يقع خلف مركز الأمير سلمان الاجتماعي على طريق الملك عبدالله للمتجهين شرقاً ، ورغم أن المعرض لم يشهد في افتتاحه حضوراً لافتاً إلا أنّه من المتوقع أن يشهد حضوراً كثيفاً ابتدءاً من يوم غدٍ الأربعاء الذي يوافق عطلة نهاية الأسبوع في السعودية.