بالأمس القريب فقدت مدينة طريف إِحْدى سيداتها الفاضلات اللواتي أفنين حياتهن في اجتماع الأسرة على المحبة والإخاء والإصلاح والتسامح واحتضانهن واحتوائهن تربية ومتابعة أحوال الأيتام منهم والأخذ بأيديهم إلى بر الأمان
حيث اتسمت يرحمها الله بالحكمة وحسن المشورة والرأي السديد وبعد أن تقدم بها العمر وأنهكها المرض اصطحبها أبنائها البررة إلى العاصمة الرياض لكي تكون قريبة منهم لمتابعة مراجعاتها للمستشفيات المتقدمة في العاصمة وأثناء وجودها في الرياض لم تتوانى في بذل عمل الخير حيث أن زملاء أبنائها يأتون للدراسة في الجامعات والكليات الدراسية آنذاك فتحتويهم وتعطف عليهم وتأخذ بأيديهم وتشجعهم على الجد والاجتهاد في طلب العلم والتفوق إلى أن تخرجوا وتعينوا في مختلف مناطق المملكة ,
وحينما انتقلت إلى الرفيق الأعلى بعد معاناة مع المرض لسنوات يرحمها الله, وبينما كنت في المقبرة إذ شعرت بشخص بين الجموع يمسك بكتفي من الخلف وبعدما إلتفت إليه لم أعرفه لارتدائه كمام بسبب جائحة كورونا , قال لي هل عرفتني وبعد سماع صوته ميزت شخصيته , وقال أنا قدمت الآن من المطار إلى المقبرة لمشاركتكم في عزاء والدتي وليست والدتكم وحدكم ، فقد كانت تقول ياولدي أنا أمك في الرياض طيلة دراستي إلى ان تخرجت وتعينت كما ترى , ضابط في إحدى القطاعات العسكرية , فرحم الله الوالدة الفاضلة سارة بنت منير والدة منصور نجر , بحق أقل مايقال عنها بأنها مربية الأجيال ومخرجة الرجال , نسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يجعل مثواها الجنة وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ابنها : ناصر بن سعود / طريف الحدود الشمالية