
أكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري أنه خلال الأشهر المقبلة، سيستضيف إقليم شرق المتوسط عددًا من الأحداث المهمة التي تستدعي التجمعات الحاشدة؛ منها العمرة والحج في المملكة العربية السعودية، وكأس العالم لكرة القدم في قطر، بالتعاون مع المقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية وشركائها، ونعمل مع السلطات في هذين البلدين؛ للتأكد من وجود أنظمة قائمة لحماية ملايين المسافرين من جميع أنحاء العالم، ولمنع استمرار انتقال مرض كوفيد-19 وغيره من الأمراض المُعدية المُستجدة.
وأضاف الدكتور “المنظري” أنه وفي إطار ولاية المنظمة المتمثلة في تعزيز الصحة والعافية، نعمل أيضًا مع كلٍّ من الاتحاد الدولي لكرة القدم وقطر لاستغلال هذا الحدث العالمي الذي يُعد فرصة لنشر الوعي بشأن أنماط الحياة الصحية لجميع الفئات العمرية في جميع أنحاء العالم، كذلك نواصل رصد التحوُّرات المُنتشرة من فيروس كورونا-سارس-2 المثيرة للقلق عن كثب، وتشجيع جميع البلدان على مواصلة وتوسيع كلٍّ من جهود الترصُّد، والفحوص المختبرية، والقدرة على إجراء تسلسل الجينوم لتحديد هذه التحوُّرات في وقت مبكر.
وأشار “المنظري” إلى أن إقليم شرق المتوسط شهد نحو 21.7 مليون حالة إصابة مؤكدة بمرض كوفيد-19، وما يقرب من 342 ألف حالة وفاة، مقارنةً بالأسبوع الماضي، فقد شهد هذا الأسبوع انخفاضًا بنسبة 21% في عدد حالات الإصابة المُبلَغ عنها حديثًا، وانخفاضًا بنسبة 24% في عدد الوفيات المُبلَغ عنها حديثًا، مبينًا أنه على الرغم من أن هذه الاتجاهات قد تبدو مُشجعة، فمن المهم الإشارة إلى أننا شهدنا زيادة في حالات الإصابة الجديدة في بلديْنِ، وزيادة في الوفيات في ستة بلدان.
وأضاف في مؤتمر صحفي عُقد اليوم الأربعاء أنه على الرغم من أن الوفيات تشهد انخفاضًا يصل إلى بعض من أقل الأعداد التي سُجلت منذ بدء الجائحة، فلا يزال سريان المرض مرتفعًا، ولا تزال التغطية بالتطعيم مُنخفضة في العديد من البلدان، ويُلاحَظ أيضًا استمرار التخفيف من تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية على نطاق واسع، وهو ما يسمح باستمرار سريان المرض وانتقاله وخطر ظهور تحورات جديدة.
وقال “المنظري” أنه حتى تاريخه، أُبلغ 20 بلدًا من بلدان الإقليم عن وجود تحوُّر “دلتا” المثير للقلق، بينما أبلغ 17 بلدًا كذلك رسميًّا عن وجود تحوُّر “أوميكرون” المثير للقلق، ولا يزال أوميكرون هو التحوُّر السائد المُنتشر إقليميًّا وعالميًّا، وتواصل منظمة الصحة العالمية رصد العديد من السلالات الفرعية المُنحدرة من هذا التحوُّر، التي أبلغت عنها عدة بلدان، منها الولايات المتحدة الأمريكية، وجنوب إفريقيا، وبعض البلدان في أنحاء أوروبا، ويمتلك سبعة عشر بلدًا في الإقليم حاليًّا قدرات محلية لإجراء تسلسل الجينوم من أجل اكتشاف التحوُّرات المثيرة للقلق، وتتلقى البُلدان الخمسة المتبقية دعم المنظمة لإجراء تسلسل الجينوم على عينات داخل المختبرات المرجعية الإقليمية لمتواليات الجينوم، وقد شرعت المنظمة في عملية إنشاء شبكة إقليمية قوية لترصُّد الجينوم بالتعاون مع الدول الأعضاء والشركاء، وهو الأمر الذي من شأنه أن يُسهم في الجهود الإقليمية لتعزيز وتوسيع نطاق القدرات الخاصة بإجراء تسلسل المُمرضات الشديدة الخطورة.
وبين المدير الإقليمي أنه لا يزال اللقاح والالتزام بتدابير النظافة الشخصية (مثل استخدام الكمامات، ونظافة الأيدي، والتباعد البدني) هما أفضل الطرق لمنع الفيروس من الانتشار والتسبب في العدوى أو الوفاة. كما أن الحصول على جرعة مُنشِّطة من لقاح كوفيد-19 يزيد الحماية ضد جميع النتائج، لكن من المهم أن نشير هنا إلى أن الاستخدام المُكثف لجرعات مُنشطة مُتعددة في عدد قليل من البلدان لن يُنهي الجائحة، فالأولوية العالمية والإقليمية تتمثَّل في تحقيق الحماية الكاملة للمجموعات ذات الأولوية القصوى في جميع البلدان من خلال التلقيح الكامل وتلقِّي جرعة مُعزِّزة أولًا، ثم التقدم نحو المجموعات ذات الأولوية الأقل، بناءً على توفر اللقاحات وقدرات النظام الصحي.