ارتبطت زيارة عيادات الأسنان في أذهان الكثير منا بالألم والقلق والتوجس والخوف أحيانا لارتباطها بالألم الدافع لزيارة تلك العيادات والعمليات المصاحبة لها من حفر وتنظيف وتقطيع أعصاب والكثير من الإجراءات التي بمجرد ان تقرأها او تسمعها من طبيبك عند شرحة لخطة علاجك تصاب بالهلع لاسيما من لديه فوبيا طبيب الأسنان من الأطفال وغيرهم ممن ترعرع على ذلك الخوف غير المبرر في مجمله .
وكما قيل في المثل الدارج ( لا وجع إلا وجع الضرس ولا هم إلا هم العرس ).
كانت تجاربي مع أطباء الأسنان في العيادات الخاصة مليئة بالكثير من الألم والاخفاقات وفشلي في أن أحافظ على أسناني طيلة السنوات الماضية من عمري فتساقطت تلك الأسنان دون هوادة حتى حصلت على تلك الابتسامة المخيفة وكل ذلك بسبب إخفاقي في ان أكون صديقا للفرشاة والاجتهادات الخاطئة لتلك العيادات التي تبحث عن التهام بقايا فتات مالي دون رحمة بتدخلات علاجية وجراحية أثبتت فشلها معي وربما مع الكثير منا .
كل هذا الكم الكبير من الفشل والتوجس ذهبت به إلى مركز الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود التخصصي في طب الأسنان في عرعر لأعرض عليهم حالتي (السنية ) لعلي أجد عندهم ماينقذ مابقي لي من أسنان.
وبمجرد اقترابي من أسوار المركز هالني الكم الكبير من سيارات المراجعين فانتابني شعور طاغي بأني على موعد مع الطوابير الفوضوية وساعات انتظار مملة ومواعيد مهولة تصل لسنوات ضوئية قادمة وهيأت نفسي لما هو أسوأ .
قلت بسم الله وقدمت قدمي اليمنى وقرأت ماتيسر لي من أدعية وأذكار وبمجرد ان دخلت قاعة الاستقبال انتابي الذهول والفرح معا فكل توجساتي لم تكن حقيقية أبدا.
موظفي الاستقبال ببشاشتهم وسرعة الخدمة جعلت من وقوف المراجعين ظاهرة لايمكن أن تشاهدها عندهم فالإنجاز عالي , والانتظام في دخول العيادات سلس ووفق فترات انتظار مقبولة خاصة إذا علمت بأن هناك أكثر من 800 مراجع للمركز يتوافدون أسبوعيا وهو معدل كبير نسبيا ,
من أجمل المشاهد التي رأيتها في نهاية دوام العمل قيام إحدى الممرضات السعوديات بتعقيم جميع مكونات غرفة الكشف حتى المقاعد ومسكات الباب والإضاءة المتحركة وجميع المكونات الأخرى وهو مايثبت إخلاصها واطأن هناك بروتوكول علاجي وتعقيمي فائق الجودة تجعلنا نشعر بأن قائد هذا الكيان الدكتور عبدالرزاق موافق قد أضفى بصماته الواضحة في انتظام العمل وفق درجات عالية من الأداء أهلت المركز للحصول على شهادة سباهي ( لجنة اعتماد المنشئات الصحية) قبل فترة وجيزة .
ومن الإنجازات التي يجب أن تذكر لهذا المركز المتميز افتتاح وحدة زراعة الأسنان خلال عام ٢٠٢٤م ووجود برنامج تدريبي في البورد السعودي لتخصص علاج الجذور خرج نخبة من الاستشاريين في السنوات السابقة وهناك خطط لافتتاح برامج تدريبية في جميع التخصصات في البورد السعودي.
وجود مراكز تخصصية في طب الاسنان يسهم في التخفيف على المواطنين من الأعباء المالية الهائلة التي لايستطيعها الكثير منا بسبب الكلفة العالية لزراعة الأسنان والخامات غير الجيدة في الكثير من عيادات الأسنان الخاصة إضافة لضعف أداء الكثير من أطباء تلك القطاعات .
أتمنى التوسع في افتتاح العديد من تلك المراكز المتخصصة في محافظني رفحاء وطريف لتباعد المسافات بينهما وعرعر .
800 مراجع إسبوعيا يشكل ضغط كبير على المركز أحسست به من عدم وجود فترات إستراحة كافية للأطباء والممرضين .
أتمنى أن يتم التوسع في التوظيف وافتتاح المزيد من العيادات لكي يتمكن المركز من امتصاص تلك الأعداد وتقليل فترات المواعيد بشكل يخدم الجميع .