[B][SIZE=5]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:

إن المسلم السعودي ليفتخر ويعتز،وتعتريه أساليب الحمد والشكر لله تعالى بأن جعل ولي أمره وواليه حكاما" وقادة مثل آل سعود حفظهم الله تعالى.
أحبتي: كم كنت أتسائل مالسر في هذه البلاد وحكامها .. فخيرات هذه البلاد كثيرة متنوعة لاتحتاج منا إلا الشكر والحمد لله تعالى لتدوم ويحصل فيها البركة...
وماتلك الأعطيات من التي حضينا بها إلا دليل خير وبركة هذه البلاد وقاداتها..
ولعل البعض يسأل أليس ماأمر به الملك من نفقات كانت كثيرة جدا"؟

إليك جوابا" على هذا السؤال ولكن إجابة قالها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حينما قيل له: لماذا تعطي كثيرا" لو اقتصدت في ذلك؟
فكان رده عليهم قاسيا"ولكنه ردا" منبعه طهارة قلبه وحبه لشعبه حيث قال:
[إن الله عودني عادة أن يتفضل علي، وعودت عبادة عادة أن أوسع عليهم ،فأخاف أن أقطع عادتي فيقطع الله عادته عني]. ولذلك فتح الله عليه وعلى ملكه الخيرات ورزقه من حيث لايحتسب.

ودعني أجاوبك على هذا السؤال بذكر قصة للمؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حيث كانت عجائز الرياض آنذاك لاتفتر ألسنتهم في الدعاء له وذات يوم سمع مجموعة منهن يقلن: (اللهم افتح عليه خزائن الأرض) فكان يضحك ويقول: من اللي يدفن ماله بالأرض...
فيقول -رحمه الله- عرفت معنى تلك الخزائن حينما رزقنا بالبترول ففهمت ماهي خزائن الأرض..
ولذلك كان يعطي وهو لايخشى الفاقه...
فأنفق وأعطى لله فأعطاه الله مالم يطلبه ويتمناه فحلت بركة الله عليه وعلى ماله وولده وبلده.

وللذلك سأذكر لكم قصة أول عشرة آلاف حصل عليها عندما كان في مسيرته لتوحيد البلاد ففي معركته في الأحساء التي انتصر فيها جاءه أحد حراسه ماسكا" برجل فتوجه الحارس للملك وهو ممتطي فرسه فقال له: هذا محمد فندي اللي عنده ماليه الأحساء فسلم فندي على الملك عبدالعزيز وقال له : أبشر فيه عشرة آلاف ريال (فرنسي) فقال له الملك : أذهب أنت وخذ معاك بعض الرجال واحرسوا المال حتى ماينهب. فلما ذهبوا نزل رحمه الله من على فرسه وسجد سجود شكر لله تعالى. ولذلك أصبحت هذه العشرة ألاف بفضل الله عشرات المليارات.
وأخيرا" أقول : إن الملك سلمان حفظه الله لهو نتاج لتلك التربية التي نهل منها من أبيه..
ولذلك أحب أن أطلق على الملك سلمان لقبا" وصف فيه أبوه وهو :(موكب الرحمة) حيث أن موكب الملك عبدالعزيز يسمى بذلك ...فذات يوم يسير في موكبه فناداه أحد رجال البادية وقال له : ياعبدالعزيز أنا مظلوم . وماإن سمع هذه الكلمة أمر يالوقوف والسماع لشكوى المظلوم فجاءه الرجل وقال له يهمس في أذنيه أنه يريد مالا" ودواءا" وكساءا" فأمر - رحمه الله- بأن يعطى ماطلب.
وهاهو الملك سلمان يعطي من طلب فأنت ياسلمان
(ملك الرحمة).

اللهم احفظ أئمتنا وولاة أمورنا واجعل لهم البطانة الصالحة الناصحة التي تدلهم على الخير وترشدهم إليه إنك عليم حكيم.

كتبه:
عبدالعزيز سالم شامان الرويلي[/SIZE][/B]