[SIZE=5][B]نحتفل هذا العام بالذكرى الثالثة والثمانون لتوحيد بلادنا الغالية، المملكة العربية السعودية، وهو احتفال بيوم خالد من أيام الوطن، ونقطة تحول في تاريخه المعاصر، حيث قاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - يرحمه الله - بعد أن تمكن من دخول الرياض في عام 1319ه/1902م ملحمة توحيد هذا الكيان الذي كانت تمزقه الصراعات القبلية والفكرية تحت نظام حكم يقوم على مبادئ القرآن الكريم وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. فبكل فخرٍ واعتزاز بدأت المسيرة، وعُقِد العزم، بهمة عالية وعزيمة صادقة، وبقيادة حكيمة مستنيرة، تحدت الصعاب وقطعت فيافي الصحراء، لتجمع شتات الأهل، وتوحدهم تحت كلمة الحق، ليصبح أبناء المجتمع أسرة واحدة مترابطة، متأصلة الجذور والمنابت، بطيب أخلاقهم وكريم أفعالهم وصدق نواياهم، سعياً نحو مستقبل مشرق مزدهر بالخير والعطاء، والعلم، والنماء. مسيرة مباركة، قادها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله - ومضت الأمة على نهجه وخطاه لتخلد ذكراه، وأبناؤه الملوك من بعده في عيد يومنا الوطني الثالث والثمانين لعام 1434هـ الموافق 2013م. ففي هذا اليوم نستعيد مسيرة عملنا الوطني بعد ملحمة التوحيد، ونستذكر فيه محطات المجد والبناء، وشموع العز والعلياء، التي أرستها القيادة الرشيدة على مدى السنين، لتظهر إنجازاتها بهذا المشروع الحضاري العظيم ( المملكة العربية السعودية) والتي تسطع كالشمس في جزيرة العرب لتكون نبراساً يسترشد به السائلون ويطمح إليه الساعون إلى طلب الرزق من مختلف أصقاع العالم، ينهلون من خيراتها، وينعمون بأمنها وأمانها وعيشها الكريم. ويحمل اليوم راية المجد والبناء حادي الركب، وراعي المسيرة، ووالد الأسرة، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ابن عبد العزيز-يحفظه الله- بخير برهان في قوله :أنا خادم لكم وللشعب السعودي، فأنا بدونكم لا شيء"، وتؤتي المسيرة أكلها كل عام، فها هي جامعات تؤسس، ومستشفيات تُشيد، ومشاريع اقتصادية عملاقة تُنجز، وشبكات مواصلات غاية في الإتقان وحسن البنيان تُبنى هنا وهناك، ومنشآت شتى كلما اختلفت في أهداف بنائها زادت تنوعاً في مستوى خدماتها، صحية كانت أو تعليمية أو اقتصادية أو اجتماعية في مختلف القطاعات. وقيادتنا الرشيدة تدرك تمام الإدراك أن عملية التنمية البشرية، باعتبارها حجر الزاوية في التنمية المستدامة وأساس النهضة والتطور الاقتصادي والاجتماعي والحضاري، من أهم التحديات التي يجب أن تنال جل اهتمامنا في الوقت الراهن، كما أن الاستثمار فـي رأس المال البشري، وبالذات في التعليم ومن هذا المنطلق، فإن التعليم هو حجر الزاوية، والركيزة الأساس التي تبنى عليها حضارة الأمم وتقدمها وتطورها، كما أن نهضة الأمم وتقدمها ماهي إلا ثمار لتعليم ناجح. فلقد بلغت أهمية التعليم في نهضة الأمم وارتقائها مبلغاً هائلاً، ولقد كان التعليم ولا يزال بمؤسساته ومناهجه الملاذ الذي يتم اللجوء إليه للبحث عن الحلول الناجعة لمختلف الأزمات الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والسلوكية التي تواجه الأمم وتقف في طريق تقدمها وتطورها ورقيها. ولذلك فان التعليم بشكل عام والتعليم العالي على وجه الخصوص، يحظى بدعم ورعاية خاصة من قبل خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - حيث يتصدر التعليم بمؤسساته ومناهجه المكانة الأعلى والمنزلة الأسمى على مستوى الميزانيات التي ترصد له، وعلى مستوى التقدير والاهتمام الذي يناط به. ففي العام الماضي وحده، دعمت حكومتنا الرشيدة قطاع التعليم بربع ميزانية الدولة، من أجل تحقيق نهضة تعليمية شاملة. وخير دليل على ذلك حجم المشروعات والانجازات والتطورات التي تتم على أرض جامعتنا الحديثة الواعدة(جامعة الحدود الشمالية ) ومدنها الجامعية في مدينة عرعر ومحافظتي رفحاء وطريف ، والتي هي واحدة من المنجزات الحضارية والثقافية ومؤسسات
الدولة التي يقع على عاتقها مسؤولية عظيمة في هذا الجزء الغالي من بلادنا، كمصنع من مصانع القوى البشرية وبناء جيل المستقبل على هدي من الكتاب والسنة، والتي ستصبح درة الجامعات السعودية بفضل الله ثم رعاية مولاي خادم الحرمين الشريفين وبسواعد منسوبيها وأبنائها الطلبة والطالبات. وفي هذه المناسبة الطيبة والعزيزة على قلوبنا نرفع أكف الضراعة للمولى عز وجل أن يحفظ لنا حكومتنا الرشيدة، في ظل قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، حفظهم الله لنا ذخراً، وأعزهم بنصره وتأييده، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء، وبالله التوفيق.
مدير جامعة الحدود الشمالية
أ. د. سعيد بن عمر آل عمر[/B][/SIZE]