[SIZE=6]قرأت للزميل فهد الشقيران في جريدة الشرق الأوسط مقالاً بعنوان: «نيلسون مانديلا.. انغلاق زمن الأساطير» بتاريخ الرابع من الشهر الهجري الحالي. هذا المقال كان استفزازياً لمحبي مانديلا ليس لأنه ذكر حقائق مخزية عن الرجل لا يعرفها الناس وكان يتمنى مريدوه لو أن الشقيران ستر عليه. لا ليس لهذا، بل لأن ما أفضى إليه الشقيران من معلومات لم تكن صحيحة وما توصل له تحليلات لم تكن سليمة في مجملها.
يقول الشقيران: «أخذت شخصية مانديلا بعداً نضالياً إلى درجة جعلت منه مرجعاً في عالم الإصرار على السجن». والسؤال: هل كان فعلاً مانديلا مصراً على أن يسجن لحوالي ثمانية وعشرين عاماً، بمعنى أنه سجن لأنه كان يحب أن يسجن، أم سجن لأنه كان يجب أن يسجن حسب حكومة جنوب إفريقيا العنصرية في ذلك الوقت؟! حاولت مراراً أن أجد معنى آخر لهذه العبارة فلم أجد سوى هذا المضمون. ومن منطلق هذه الفكرة التي تتعرض لشخصية مانديلا النضالية بطريقة سلبية، يرى الكاتب أن مذكرات مانديلا «انتشرت وبكثافة في أوساط الأصوليين الإسلاميين في الخليج والعالم باعتبارها قصة ضخمة لشخص لم يبع مبادئ حزبه وأصر على الوصول إلى النهاية، وبخاصة أن الخاتمة في مسيرة نضال مانديلا تعجب الأصوليين إذ انتهت بالخروج من السجن إلى «العرش».
ببساطة لا أعرف أين المشكلة في أن ينال مانديلا إعجاب ما تسميهم بالأصوليين في الخليج؟! فما المحبوب بمسؤول عمن يحبه. هذا طبعاً إن كان يرى الشقيران في حب الإسلاميين لمانديلا نقيصة له أو لهم! هذا أمر، أما الأمر الآخر. فإن خاتمة مانديلا لا تعجب الإسلاميين فقط، بل أعجبت ملايين البشر على الكرة الأرضية. ويتمنى كثيرون أن يحذو حذوه حذو النعل بالنعل. وكل أسباب الإعجاب موجودة، فقضية مانديلا عادلة وأساليبه كانت مشروعة حتى ولو دعا لاستخدام السلاح، لأن شعبه كان يمتلك حق الدفاع عن نفسه. وأجمل ما في قصته أنها انتهت كنهاية أفلام هوليوود الرائعة، أي بنهاية سعيدة. فقد انتقل من السجن إلى العرش، كيوسف عليه السلام مع فارق التشبيه طبعاً. وذكر النهايات، ينقلنا للحديث عن المهاتما غاندي الذي رأى فيه الكاتب أنه ليس كمانديلا، وهذا صحيح. فلكل واحد تجربته لكن الأخير كان تلميذاً نجيباً للأول. وكان بشكل قاطع من دعاة النضال السلمي. أو كان من الواجب عليه أن يُقتل في سبيل نضاله حتى يرى فيه الشقيران أنه يرتقي لمستوى غاندي! إذ كان الشقيران يحب أن تكون نهاية النضالات السياسية حزينة كنهاية الأفلام الهندية، فهذا خيار شخصي لا يرقى أن يكون معياراً لنهاية كل مناضل. عدا ذلك، ما الخطأ أن يتمنى الإسلاميون أن يكون نهاية نضالهم نهاية سعيدة كنهاية مانديلا؟!
ثم يقدم الشقيران مانديلا على أنه: «شخصية سياسية لها إيجابياتها وسلبياتها، أبدع في موضوع مقاومة العنصرية ضد السود، ومن ثم انتقل لمنازعة إسرائيل على المواقف ضد الفلسطينيين، وتدخل لإنهاء أكثر من نزاع، ولهذا يمكن اعتباره أنه من الشخصيات السياسية الإشكالية التي يجب أن تناقش مواقفها بهدوء بعيداً عن منطق الحق المطلق، والتقديس التام» وطبعاً تقييم مواقف مانديلا السياسية أمر مطلوب ومحمود علمياً، إلا أنه يستدرك بأن هناك «ثمة علامات سلبية في تاريخه النضالي، بالإضافة إلى المشروعية الأخلاقية لمطالبه فيما يتعلق بالعنصرية» ليته هنا أوقفنا على حقيقة مانديلا التي يعرفها ولم يعرفنا بها، بدلاً من أن يقول عبارة مرسلة بأن هناك جوانب سلبية وغير مشروعة أخلاقياً في تاريخه السياسي. يعني هل تريدنا يا شقيران أن نكره مانديلا؟! لا بأس بيد أني لا أعتقد أنك تريدنا كقراء أن نكون مع الخيل يا شقيران حتى يتبين لنا الصحيح من القول.
ويعيب الشقيران على مانديلا وقوفه مع القضايا الخاسرة، فهو في نظره «يدعم أحيانا بعض القضايا لا لمشروعيتها وإنما لضعف أصحابها. من هنا تكوّنت الشعبية العارمة له في مجاهل إفريقيا والشرق الأوسط..» أيضاً هنا، ليته بين لنا القضايا غير المشروعة التي دعمها مانديلا. وهل يريدنا أن نفهم عندما يقول إنه انتقل لمنازعة إسرائيل على المواقف ضد الفلسطينيين، ثم يقول إنه يدعم أحياناً بعض القضايا لا لمشروعيتها وإنما لضعف أصحابها، هل يريد أن نفهم بطريقة مبطنة وغير مباشرة بأن قضية فلسطين قضية غير مشروعة؟!
لكن ورغم أن الشقيران بعد ذلك يقر بمواقف مانديلا الداعمة لـ «حق» المجتمعات العربية ومن بينها الشعب الفلسطيني بالعيش الكريم، إلا أنه يعيب هذا التأييد بأنه لم يأت ضمن رؤية «لا عنفية»، فهو حسب نظره يدعم حركة حماس. وعليه فإنه يصل بنا إلى نتيجة أن مانديلا لا يصح أن نطلق عليه غاندي إفريقيا. فهو «مناضل شرس وعنيد، أراد أن يحقق ما يريد ولو بالسجن والقوة أحياناً». لا أعلم أين العنف في سلوك مانديلا خصوصاً أنه أمضى معظم نضاله السياسي وهو مسلوب الإرادة، وراء القضبان؟!.
الانطباع الذي خرجت به من المقال أنه لوي بطريقة معينة لزج الإسلاميين من أجل سبهم وانتقاصهم. إضافة إلى تقليل الشقيران من التاريخ النضالي لمانديلا دون مبررات ملموسة. فضلاً عن ذلك فإن التبشير بنهاية الزعامات التاريخية هو أمر غير صحيح في نظري وذلك حسب ما يمليه منطق صيرورة التاريخ. إذ إن المجتمعات في نضالها وفي سياساتها وفي بقائها في حاجة لزعامات تقودها وتحركها. ولهذا رأى المفكر هنتنجتون بأن غياب قيادات مؤمنة بالديمقراطية هي أحد أهم المعوقات في التحول الديمقراطي في العالم.[/SIZE]
- 30/04/2025 بالفيديو والصور .. حصة نموذجية لمادة لغتي للصف الأول الابتدائي بمدارس الوعد بطريف
- 30/04/2025 بالفيديو والصور .. نشاطًا لمادة التربية الفنية لطلاب المرحلة الابتدائية بمدارس الوعد بطريف
- 30/04/2025 أمير الحدود الشمالية يترأس اجتماعًا لاستعراض تقرير الميزة التنافسية للمنطقة
- 30/04/2025 بالصور “الوردة” يقف ميدانياً على أعمال سفلتة “حي المنتزة” وأعمال إزالة المخلفات في الساحات
- 30/04/2025 بالفيديو والصور .. مدارس الوعد تقيم رحلة ترفيهية إلى أرض المساحات ( سبيس لاند ) بطريف
- 30/04/2025 أمير الحدود الشمالية يستقبل مدير جوازات المنطقة المعيّن حديثًا
- 30/04/2025 بالفيديو والصور .. حصة نموذجية لمادة الدراسات الاجتماعية للصف الأول المتوسط بمدارس الوعد بطريف
- 30/04/2025 بالفيديو والصور .. مدارس الوعد النموذجية بطريف تقيم حصة نموذجية لمادة اللغة الانجليزية لفصل أول ثانوى
- 30/04/2025 محمد معازر مرجي الرويلي يحتفل بزواجه.. مساء غدٍ الخميس
- 29/04/2025 الأمير فيصل بن خالد بن سلطان يشهد توقيع اتفاقيات تعاون بحثية وثقافية وبيئية بحضور محافظ هيئة التطوير الدفاعي
المقالات > حتى في وفاة مانديلا يشتمون الإسلاميين!
حتى في وفاة مانديلا يشتمون الإسلاميين!


وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.turaif1.com/articles/3252.html