أعتقد بأن الجميع يتفق معي بأن الشيخة أو المشيخة كانت محصورة في شخص واحد يمتلك من المميزات مايعطيه الحق لإكتساب هذه المشيخة فتصبح صفة حصرية لايتمتع بها الآخرين ويختلف البقية فيما بينهم في فروقات فردية فمنهم الفارس وهم قلة ومنهم الكرماء وهم كذلك قلة ومنهم عدد قليل من الشعراء ثم تأتي البقية وهم الأغلبية الساحقة تدريجياً الى أن نصل الى السقيطة الذي يمثل عدداً يكاد لا يذكر.
اما الْيَوْمَ فقد إختلط الحابل بالنابل فلم تعد الأمور كما يجب فتجد للقبيلة اكثر من الف شيخ وأكثر من مليون كريم سخي وأكثر من عشرة آلاف شاعر نبغ مع التغيرات الجديدة للقبيلة فأصبح لكل شيخ مزعوم الف شاعر وسبعة آلاف مطبل ينفخون في هذا الشيخ حتى قارب على الإنفجار .
لم يعد للشيخة طعم ولم يعد للكرم شأن ولَم يعد للشعر نكهة وبالتالي اصبح الوضع الإجتماعي مضحكاً لحد الهستيريا وبالعودة الى الشيخ الذي تترجم شيختة أفعاله في جميع الإتجاهات فإنه ربما يعيش حالة من الإغماء المقصود لعدم قدرته على التأقلم مع الحالة الاجتماعية الجديدة ( الهياط) تلك الحالة التي جعلت من المجتمع قنابل ربما تنفجر في أي وقت وتتناثر شظاياها يمنة ويسره لتملأ هذا المجتمع بما تختزنه من قاذورات وتقتله من شدة العفن الذي تمتلك بين جنباتها .
انا هنا أتحدث عن حالة اجتماعية حاولت كثير السكوت عنها وغيرت كثيراً من بعض عاداتي ومبادئي للتماشي معها ولكنني فشلت في ذلك فشلاً ذريعاً في وقت استطاع الأغلبية هضمها فالكل منا في هذا المجتمع يتحدث بمثالية وبما قال الله سبحانه وتعالى وقاله رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم لدرجة اننا نشعر ونُشعر من حولنا بأنه لا مكان للسيئون بيننا وعوداً الى عنواني أعلاه فنحن نعيش أزمة "عويندية" من العيار الثقيل نتيجة لبحثنا جميعاً عن شيخة هنا او هناك ونتنافس تنافساً شديداً للقبض على بيرق هذه المشيخة الذي أصبح سهلاً وفِي متناول الجميع فالفرص سانحة لأي كان لحمله والعوامل المساعدة في ذلك متوفرة بتوفر المطبلين الذين يتقنون هذا الفن بجدارة عالية والله من وراء القصد.
كتبه عريف بن حسيان الرويلي
1 ping