لا أدري ماهو مصدر الهلع المبالغ فيه بسبب فيروس كورونا الذي أرعب العالم مؤخرا ، إن كان الخوف من الموت فنحن جميعا أموات لامحاله
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الأسباب والموت واحد
فالحافظ هو الله وحده .. ولن يصيبنا إلا ماكتبه الله لنا ، عنْ أَبي سَعيدٍ وأَبي هُرَيْرة رضيَ اللَّه عَنْهُمَا عن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: ((مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه ))متفقٌ عَلَيهِ
غير ذلك هناك الكثير من الأمراض عجز الطب في العالم عن علاجها على سبيل المثال لا الحصر السكر والفشل الكلوي وعرق النساء والشلل بأنواعه النصفي والكلي وشلل الاطفال
وشلل الوجه (أبو وجه) وقد تكون هذه الأمراض أخطر بكثير من كوفيد19 إلى حد ما
وقد قرأت مؤخراً حول موضوع الطاعون الجارف أقوى وباء في تاريخ البشرية والذي حصد أكثر من ٢٠ مليون إنسان وامتد من الصين إلى أسبانيا
فأمر الله نافذ لامحاله نسأل الله السلامة والعافية للجميع
ففي عام 18 للهجرة دب طاعون عمواس في الشام وكان أبو عبيدة رضي الله عنه أمير الجند هناك ، فخشي عليه أمير المؤمنين عمر من الطاعون ، فكتب إليه يريد أن يخلصه منه قائلا : (إذا وصلك خطابي في المساء فقد عزمت عليك ألا تصبح إلا متوجها إلي ، وإذا وصلك في الصباح ألا تمسي إلا متوجها إلي ، فإن لي حاجة إليك )، وفَهِمَ أبو عبيدة المؤمن الذكي قصد عمر وأنه يريد أن ينقذه من الطاعون ، فكتب إلى عمر رضي الله عنه متأدباً معتذراً عن عدم الحضور إليه وقال : ( لقد وصلني خطابك يا أمير المؤمنين وعرفت قصدك ، وإنما أنا في جند من المسلمين يصيبني ما أصابهم ، فحللني من عزمتك يا أمير المؤمنين ) ولما وصل الخطاب إلى عمر بكى ، فسأله من حوله : (هل مات أبو عبيدة ؟) فقال : (كأن قد) ، والمعنى : أنه إذا لم يكن قد مات بعد ، وإلا فهو صائر إلى الموت لا محالة ، إذ لا خلاص من الطاعون
وكان أبو عبيـدة _ رضي الله عنه _ في ستة وثلاثيـن ألفاً من الجُند ، فلم يبق إلاّ ستـة آلاف رجـل والآخرون ماتوا . ومات أبو عبيـدة _ رضي الله عنه _ سنة ثماني عشرة للهجرة في طاعون عمواس ، وقيل أن قبره في غور الأردن
قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم (من قال هلك الناس فهو أهلكم)
ولعل هذه الجائحة امتحان ليمحص الله الخبيث من الطيب
فحري بالمسلم أن يتسلح بالإيمان ويتحصن بالأذكار والأدعية ويتوكل على الله سبحانه
﴿قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون﴾