هل تعلم عزيزي الشاب يامن يتراوح عمرك بين العشرون والخمس وعشرون أنه قبل عام 1426 هـ كان في محمية حرة الحرة التابعة الأن لهيئة محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية كان يجوبها أكثر من عشرة آلاف غزال ولكن للأسف الصيد الجائر والعقول الأنانية والجهل المفرط عثو فساداً في كل ما يمثل لنا حلم و فخر و إنسانية في المشاركة كمجتمع حضاري محيط بالمحمية ، نساهم في دورنا المأمول منا في التعاون المثمر في الحفاظ على الحياة الفطرية ، فقد أولى الإسلام أهمية بالغة للعناية بالبيئة بكل اشكالها ومنع التعدي عليها، ويظهر ذلك في قوله سبحانه وتعالى {كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين}، كان من المتوقع وبعد تكاثر تلك الغزلان انه في عام 1430 هـ سوف تنعم أخي الشاب بمتعة الصيد المستدام في وطنك وبمحيط البيئة التي تعيشها دون الذهاب الى البلدان البعيد وتكبد مشاق السفر ومخاطر المغامرات الغير أمنه هناك ،نعم انت تدفع الأن ثمن أخطاء وتصرفات لا مسئوله لأشخاص وأدوا أحلام كانت تبني لمستقبل مشرق لجيلك والأجيال القادمة ولكن كل ذلك لم يُثني العقلاء في إعادة الجهود الحثيثة وبدعم عالي المستوى من ولاة أمرنا في تسخير كافة الأجهزة المعنية واستحداث هيئات متطورة لبدأ الحلم من جديد هم الأن يعملون المستحيل لنضاهي أرقى شعوب المعمورة في إنماء البيئة السليمة من حولنا بجميع مقوماتها البيئية ، فقط هم يريدون منك التعاون التام في المساهمة في تحقيق الهدف المنشود في التقيّد بالتعليمات الصادرة منهم للعمل المثالي المنشود ، فقط يريدون منك تحمل مسئولياتك كمواطن عضو فاعل في الخطة القادمة لإصلاح ما يمكن إصلاحه من العبث في محيطنا البيئي الذي نعيش فيه ، ليست مهمتنا نحن المواطنين ( معالجة ما خربه الاخرين ولكن يعول علينا نحن وابنائنا والمحيط الذي نعيش فيه بالامتناع عن التخريب ) ، فانه معروف أن البيئة تعالج نفسها بنفسها ، فقط دعونا نمنحها إمكانية معالجة نفسها ، في أشجارها في تضاريسها في حيواناتها في كل ما فيها من جمال تتوق أنفسنا إلى تنميته من جديد.
أعجبني كثيراً ما اطلعت عليه في محمية (( برقع )) التي تبعد عنا 150 ك فقط ، في البادية الشمالية الشرقية للمملكة الأردنية الهاشمية وتتبع هذه المحمية (للجمعية الملكية لحماية الطبيعة ) وقد أصبح الركيزة الأساسية لحمايتها هم المجتمع المحلي عباره عن شباب صقارين من أبناء القرى القريبة من المحمية تعاهدوا على التعاون مع الجمعية لحمايتها واستشعارهم بالمردود الكبير الذي سوف يعود عليهم بالنفع في ممارسة هوايتهم بكل اريحيه ووفق الأنظمة والقوانين ، وهاهم الأن يمارسون الصيد بالصقور لطائر الحبارى وغيرها من الطرائد عبر تصاريح مسهله ووفق فترات معينه من السنه ، لم يأتي هذا التكاثر البيئي من فراغ لولا توفيق الله ثم تضافر الجهود من الجميع ، هي تعد تجربة صغيرة عن ما سوف يكون فيه حال المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية إن شاء الله والهيئات الطبيعية لدينا كما شاهدت يخطون بخطى موزونه ومدروسة إلى الوصول إلى أهداف وطموحات تصب في نهايتها بما يعود على المواطنين بالنفع ليس أصحاب هواية القنص فقط بل جميع أطياف المجتمع سوف تستفيد الأسر المنتجة وأصحاب الحرف وسوف يستفيد أصحاب الفنادق والشقق المفروشة ، سوف يستفيدون من مرتادي تلك المحميات في المستقبل القريب إن شاء الله ، حيث من أهدافهم أن تكون محميات مفتوحة للجميع بما في ذلك السائحين من الخارج ، الذين يعشقون تجربة أنماط سياحية مغايره عن ما عهدوه في أسفارهم ولدينا الإمكانيات في السعودية مع تعاون المجتمعات المحيطة أن نذهلهم بما سوف يجدون إن شاء الله في المستقبل ، فطبيعة محمياتنا في فصل الربيع قادره على جذب العاشقين لها من المناطق المجاورة ودول الخليج لجعلها الوجهة الأبرز لسياحتهم الربيعية ،
ختاماً أقول :-
عندي رسالة حُب من قلب صافي
همسة وفاء للي بعيد ٍ مراميه
صيد الحمئ لاشك قتله أجحافي
لاصار به ناس ٍ للأجيال تحميه
والحر عن درب المهونه يعافي
مادام ربي من الرزق مغنيه
عبدالرحمن بن سعود العتيبي
(عضو المجلس الاستشاري لتطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية )