توقف لحظة… وانظر حولك.
كم شخصًا يجلس بقربك الآن؟ وكم واحد منهم حاضر معك فعلًا… لا مع هاتفه؟
الحقيقة الصادمة: لسنا مجتمعًا حيًا… نحن جثث مضاءة بشاشات.
تضحك عيوننا أمام الكاميرات، بينما قلوبنا تحترق في الداخل. نكتب مئات الرسائل، لكننا عاجزون عن قول جملة صادقة لوجهٍ أمامنا. نشارك صور الضحك، بينما أرواحنا تبكي بصمت.
أي عار هذا أن يجلس الأب مع أبنائه بجلسة غداء أو عشاء واحدة، فلا يسمع منهم كلمة لأن كل واحد غارق في شاشة؟! أي عار أن تبحث أم عن حضن من أولادها، فتجدهم جميعًا "متصل الآن" لكن "غير موجودين"؟
نحن لا نعيش "وحدة رقمية" فقط… نحن نعيش خيانة جماعية للعاطفة.
خيانة حين نستبدل دفء الحضور ببرود الإشعارات. خيانة حين نترك من نحب ينتحر صامتًا بجوارنا، بينما ننشغل بضحكة مصطنعة على مقطع عابر.
حتى ذكر الله أشغلتنا عنه الشاشات !
توقفوا عن الكذب على أنفسكم!
الأصدقاء على السوشيال ميديا " التيك توك وإخوانه" ليسوا أصدقاء.
القلوب الحمراء ليست حبًا. التعليقات الدافئة ليست دفئًا. أنتم تعرفون ذلك، لكنكم تختبئون في الزيف لأنه أسهل من مواجهة الحقيقة: نحن مجتمع وحيد، يزداد ازدحامًا كل يوم.
وستأتي لحظة — صدقني — لحظة تسقط فيها الشاشة من يدك، وتبحث بيأس عن يد حقيقية تمسك بك… ولن تجد.
فهل نجرؤ أن نغلق الهاتف لنفتح قلوبنا؟ أم سنظل نمثل دور الأحياء… بينما الحقيقة أننا أموات بشواحن ممتلئة؟
________________
*الهيئة العامة لتنظيم الاعلام الداخلي 497438