“إن الله لا يُعدّ القيمة… بل يعدّ الرحمة التي أودعتها يدك في يد المحتاج.”
إذا ضاق عليك أمر فتصدق ولو بريال
هكذا ببساطة
وكأن هذا الريال ليس قطعة معدنية ضاعت بين جيوبك
بل مفتاح
يفتح باباً يحرك القدر بأمر الله
ويتسلل منه نوراً
ويضرب الظلمة صفعة قوية تقول:
“قفي… هنا عبد كريم يرجو رباً أكرم!”
قال الله تعالى:
﴿فأما من أعطى واتقى وصدّق بالحسنى * فسنيسره لليسرى﴾
أي معادلة أعظم من هذه؟
أنت تعطي
والله يتولّى قيادتك نحو اليسر
نحو الأمان
إلى الباب الصحيح دون أن تتوه
ويشهد ابن القيم -رحمه الله- على سرٍّ يعرفه المؤمنون:
(للصدقة تأثير عجيب في دفع البلاء ولو كانت من فاجر أو كافر)
يا الله…
الرحمة أوسع من ظنوننا
وأرحب من حساباتنا الصغيرة
الصدقة ليست فلسفة دينية فقط
إنها عبادة تزرع البركة
ولطيفة إلهية تسري في تفاصيل الحياة
الله الغني الحميد
نحن الفقراء إليه
نعطي بإذنه
فيُعطينا بفضله
الكرم لا يقاس بالمبالغ
بل بالنية التي تُحرك اليد
وبالقلب الذي يوقن أن الله يرى
ويسمع
ويجازي
وقال النبي ﷺ:
«من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة»
وعدٌ صادق
من نبي صادق
لأقوام يخففون عن قلوب الناس
وهنا
دعني أحكي لك قصة حقيقية هزّت القلوب:
امرأة في المدينة المنورة
كانت موظفة بسيطة
راتبها لا يكفي حاجاتها
وفي إحدى الليالي
اقتربت منها جارَتها تستعير مبلغًا يسيرًا لأجل دواء لابنها
فتحت محفظتها
لم تجد فيها إلا 20 ريالاً
هي ما بقي لوجبة الغد لابنتها الصغيرة
ترددت قليلاً
ثم قالت في نفسها:
"الله أرحم بابنتي مني"
وأعطتها المبلغ بابتسامة مترددة
ثم أغلقت الباب وهي تحس أنها فعلت شيئاً فوق طاقتها
في الفجر
رنّ هاتفها
موافقة رسمية على إعانةٍ كانت تطلبها منذ عام
وبأثر رجعي
ومضاعفة في راتبها
ووظيفة لزوجها أيضًا
كلها جاءت دفعة واحدة
كأن السماء فتحت بوابة انتظارها الطويل
قالت المرأة بعد أشهر:
"والله ما علمت أن باب اليسر قريب… إلا حين دفعت باب الصدقة بيدي"
الله لا يضيع شيئاً
كُلُّه يعود
لكنّه يعود كما يريد هو
لا كما نحسب نحن
نحن اليوم نشكو الضيق
القلق
التعطّل
والغصات
ومفتاح اليسرى أمامنا
مهمل على الطاولة
مكتوب عليه:
“ريال واحد يكفي”
ارمِ صدقة في يد فقير
أو ضعها خفية في صندوق مسجد
أو أرسلها في ليلة لا يراك فيها إلا الله
ثم نم
راقب
كيف تتغير خارطة حياتك
كيف تتساقط المشكلات من حولك كالورق اليابس
فالله لا ينظر إلى صفر الريال
بل إلى حرارة النية
وهذه الحرارة تحرق البلاء قبل أن يقترب
أكبر فقر نصاب به
ليس فقر المال
بل فقر الرحمة
نحن قوم ينفقون في الترف آلافاً
ويستثقلون ريالاً على محتاج
مد يدك
ولا تجعل المال سيدك
أنت تعطي بدافع إنساني
وربٌ عادل يتولى جزاءك
من خزائنه التي لا تنفد
الصدقة حربٌ على البلاء
وفلسفة الذين فهموا الحياة
والطريق الأقصر للجنة
مرصوف بالدعوات التي تأتيك من أفواه لا تعرف أسماءها
لكن الله يعرف أناتها
فإذا ضاق عليك أمر
تصدق
حتى لو كان ما في جيبك يخجل أن يسمى مالاً
فالذي يرزق من فوق سبع سماوات
بيده مفاتيح الرزق كله
حين تعطي
فأنت في الحقيقة
تأخذ
لأن ما يخرج من يدك الآن
يعود إليك غداً
أجمل
وأكبر
وأبهى
وأسرع مما تتخيل
فامنح واسترح
وتصدق
ودع قدر الله يحتفي بك
فهذا فيلمك
وقد صنعت مشهده الأجمل بعملة صغيرة!
● والآن أبتسم..فهناك من يحبك ويكتب لأجلك...!
✍ راضي غربي العنزي – كاتب سعودي
*الهيئة العامة لتنظيم الاعلام الداخلي 497438
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
Radi1444@hotmail.com




























(
(
