«إنّ الله إذا أراد بعبدٍ نورًا… كسرَ له أبواب الظلال، ودفعه دفعًا نحو حياةٍ لا يشبهها شيء.»
الحياة قصيرة… أقصر من أن تُهدر بين من يستنزفك، ويأخذ من قلبك أكثر مما يعطيك الناس الذين لا يزيدونك حياة لا يستحقون أن يكونوا جزءًا من تفاصيلك ومن يراك تتساءل كل يوم، ويتركك بلا جواب، لا يليق بقربك أصلًا فالقلب الذي خلقه الله لتطمئن به، لا يجوز أن يُرهن عند من يستهلكه.
ولأن الله رؤوفٌ بعباده، حكيمٌ في أقداره، فإنه يُبعد عنك من يؤذيك، حتى لو كنت تظنه خيرًا لك وقد قال تعالى: ﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾
وهذه الآية وحدها كفيلة بأن تُذكّرك أن كل ضيقٍ يرافقه فتحٌ من الله، فلن يغلب عسر يسرين!!
وكل فقدٍ تُخفي خلفه قدرة الرحمن لطفًا أعظم مما نظن.
وفي الحديث الصحيح، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضًا» متفق عليه.
فالعلاقة التي لا تشدّك… تهدمك. والتي لا تقيمك… تُسقطك تلك حكمة النبوة التي تكشف لك بوضوحٍ من يستحق قربك، ومن لا يزيدك إلا تعبًا.
وقد تساءل أحد الحكماء القدماء ذات يوم: «كيف يهنأ المرء بمن يرهقه؟» ثم أجاب: «ابتعد… فبعض البُعد يقيم ما لا يقيمه القرب». وهو قول يختصر فلسفة العمر: لا تُجامل ألمك، ولا تُساوم على هدوءك. فمن لا يفتح لك بابًا… يفتح الله لك أبوابًا أوسع.
وفي عالمٍ يمتلئ بالخيبات الصغيرة، نحن بحاجة إلى من يُسهّل خطواتنا، لا من يعقّدها. إلى من يُضيء نهارنا، لا من يزيد ليلنا سوادًا. والله —جل في علاه— لا يترك عبدًا يطلب السلام ويمنحه أذى؛ بل يبدّله خيرًا، ويصرف عنه الشرّ بلطفٍ لا يُمكن إدراكه إلا بعد حين.
ولك أن تتأمل ما حدث لتلك الفتاة التي أنهكتها علاقة طويلة، تسلبها طاقتها يومًا بعد يوم. وحين خرجت منها —وكأن يدًا رحيمة دفعتها— تبدلت حياتها : فرصة عمل جديدة، دراسة كانت مؤجلة، ملامح سكينة تُشرق على وجهها. كانت تقول: «لقد أخرجني الله مما كنتُ أظنه نعمة… لأرى نعمة أكبر لم أكن أتخيلها». وهكذا يفعل الله حين يفتح لك بابًا كنت تجهل أنه الباب الوحيد المناسب لقلبك.
ومن جميل ما قال ابن حزم: «من أحبك لخيرٍ فيك زادك الله خيرًا، ومن أحبك لشرّ كفّاك الله شرّه». فالحياة لا تقوم إلا على تمييز الناس… والتمييز نعمة، ولو كان مؤلمًا. وكلما ازددت قربًا من الله، ازددت بُعدًا عن من لا يليق بك.
استبدل الاضطراب بالطمأنينة واحفظ قلبك مما يبدده لا تمنح روحك لمن لا يحسن حملها ومن لا يُيسّر حياتك… يسّر الله عنه طريقًا، رحمةً بك وإن لم تفهم فورًا.
«إنّ الله يُهيّئ للعبد نورًا لا ينطفئ… إذا ترك ما يؤذيه، وأقبل على ما يحفظه.»
●ابتسم ...فهناك من يحبك ...ويكتب لأجلك ....
*الهيئة العامة لتنظيم الاعلام الداخلي 479438
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
Radi1444@hotmail.com



























(
(
