[COLOR=#090908][B]
[SIZE=5]أن الاعتداء الغاشم على غزة الحبيبة ، وأداة الحرب المدمرة ، وجرائم القتل والتدمير والترويع لأهلها لهو التعدي الواضح على حق الإسلام والأوطان والإنسان ، بل هو الارهاب الحقيقي للشعوب ، فإخواننا في غزة عاشوا أحداث عصيبة ، تحت وطأة النار ، وقصف الطيران ولا سبيل لهم إلا الصمود ومقاومة هذا العدوان الجائر بكل ما يملكون من قوة .
والأمر ليس بمستغرب من فئة لعنهم الله في كتابه الكريم ، فاليهود منذ وعد بلفور المشؤوم عام ١٩17م ، بل وقبل ذلك عندما بدأت الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين عام ١٨٣٧م على يد اليهودي البريطاني موشي مونتفيري لم يكن لأجل الزيارة والسياحة ؛ بل جاءوا لاغتصاب أرض فلسطين من العرب والمسلمين ، وإقامة دولة لليهود ، وقد يمتد هذه الاغتصاب للبقية الباقية من أراضي المسلمين .
في المقابل عاش عالمنا العربي تراشقاً إعلامياً , وصراعاً داخلياً واكب هذه الأحداث والمآسي أدى إلى اختلاف وجهات النظر في عدة محاور :
المحور الأول :
دول حملت الهم والجرح الفلسطيني على مدار تاريخ القضية الفلسطينية ، وموقفها ثابت وقيادي لا يتزعزع ، وفي مقدمتها بلادنا العزيزة المملكة العربية السعودية التي لا تألوا جهداً في سبيل تحقيق السلام للشعب الفلسطيني .
المحور الثاني :
الدور المصري الفعال والناجح في الوصول إلى هدنة حقنت بها دماء المسلمين ، فالدور المصري لم يكن وليد هذه الأحداث بل له الدور البارز عبر تاريخ القضية الفلسطينية في المفاوضات المباشرة مع إطراف النزاع ، ومساندة القرارات الدولية التي تخدم الشعب الفلسطيني .
المحور الثالث :
دول أخذت دور المنقذ للقضية الفلسطينية ، ولكن انفرادها عن الاطار العربي والإسلامي ، ورفع الشعارات البراقة ، وإثارة الإعلام هل هو كافي لتحقيق النصر والتمكين للقضية الفلسطينية؟
فهذا حزب الشيطان في لبنان يرفع الشعارات للقضية الفلسطينية ، ويقتل المسلمين في الشام ، وفي ما مضى من الزمن ثار إعلامنا عندما هاجمت اسرائيل جنوب لبنان عام ٢٠٠6م ، وأخذ يصفقون لهذا الحزب وكأنه المنقذ للقضية الفلسطينية ، واتضح لهم في ما بعد حقيقة هذا الحزب ، بعد أن غطى إعلامنا في سبات عميق .
المحور الرابع :
التأنيب لمنظمة حماس لخوضها معركة غير متكافئة عسكريا لا تحقق أهداف المقاومة والصمود ، ولا أعتقد من لَامَ حماس على المخاطرة يعتبر في صف اليهود ، ولكن لا يصل التأنيب إلى مرحلة التعنيف ، فالشعب الفلسطيني عانى الأمرين على مدار سنوات الاحتلال .
المحور الخامس :
إثارة مسألة هامة بوجود من يفرح من أبناء المسلمين بالهجوم على غزة بسبب حزبية حماس ، قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ " فإننا لا نخرج حماس من دائرة الإسلام ، فالمسلم يتألم لما يقع على إخوانه المسلمين من ظلم وجور وقتل وتشريد .
المحور السادس :
هذه التفرقة والتنافر بين العرب والمسلمين ، أظهر جواً ملبداً بالشحناءِ والبغضاءِ ، وإثارة الفتن من الجهال وضعاف النفوس ، أضعف شوكة المسلمين بل زادهم ضعفاً فوق ضعفهم ، فالواجب إذابة الاختلاف والخلاف بين الدول العربية والإسلامية ، وتوحيد الصف ، والنظر في تحقيق المصلحة العامة للمسلمين ، في استعادة الأرض وطرد المحتل ، ورفع شعار لا اله إلا الله في القدس الشريف .
وختاما أسال الله بمنه وكرمه أن يثلج صدورنا بتحرير القدس الشريف من عبث اليهود الغاصبون .
[/SIZE][/B][/COLOR]