هذا هو الاسم الذي عرف به أهل منطقة الحدود الشمالية أميرهم الراحل، صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته!
وفي هذا المقال أحببت أن أسطر بعض ما عرفته عن الأمير من قيم إدارية، رغم مرور فترة على رحيله إيماناً بأن مآثر الرجال لا تفنى برحيلهم، كما أنها لا يمكن أن تستحدث من العدم فالكل يعرف ويشاهد، والناس يظلون شهود الله في الأرض، وهنيئاً لمن شهدوا له بما يشرفه.
كان والدي منذ صغري يحدثني عن ابن مساعد الذي عمل معه لفترة قصيرة باحترام وتقدير عالٍ، وأنه كان مثالاً للتواضع والجدية حتى أنك تستطيع أن تضبط وقت ساعتك على مواعيده، وأنه لا يحب الظلم!
وحدثني الصحفيون الشماليون عن أب، يغضب منهم ويعتب عليهم ولكنه يقربهم ويحرص على زيارتهم في بيوتهم! الأهم الصدق والبعد عن المبالغة!
وقال لي مدير النادي الأدبي في منطقة الحدود الشمالية الأستاذ ماجد الصلال عندما أردنا زيارة الأمير ابن مساعد أثناء وجودي في عرعر: أميرنا لا يحتاج إلى مواعيد! متى ما أتيت أدخلك ورحب بك! وقد حدث ما قاله!
وعندما دخلت عليه، وقف مرحباً رغم كبر سنه، وخرج من خلف مكتبه للسلام على رجل كبير في السن قائلاً: أريد أن اسلم على (اللحية الغانمة)!
ثم استأذن بلباقة لإكمال بعض الأوراق الرسمية التي تراكمت -كما قال- بسبب حضوره حفل تأخر بغير إرادته، وبعد أن انتهى منها التفت إلينا واستمع إلي بإصغاء وسألني عن عائلتي وقال بعد أن انتهيت: أرجو أن تحذّر الصحفيين من الكذب! هذا أهم شيء!
وقال لرجل أمامي يظهر أنه يشتكي من آخرين: لا تظلمهم! حتى لا يظلموك! لا تتعد عليهم حتى لا يتعدوا عليك!
كتبت حتى يعلم من يقدم لوطنه شيئاً أن رجال الوطن لن ينسوا له ما قدمه، متمنياً أن يسير شبابنا وفق قيم آبائهم العالية والنقية.
رحم الله الفقيد، ووفق شمالنا العزيز لرجال يقدمون له ما يستحقه، فهو -ورجاله- يستحق الكثير!