وصلني من داخل أروقة أكثر من مجلس بلدي حصول تهالك على منصب الرئيس ونائبه من بين الأعضاء، فقد وصلت الأمور إلى "حب الخشوم" والشفاعات مع محاولة صنع تكتلات، بل ان بعض المجالس البلدية أجلت اختيار الرئيس، لكون كل عضو من الأعضاء يريد أن يكون هو الرئيس!.
وبما أنه يقال "إذا كانت البدايات محرقة فالنهايات مشرقة" فمن الممكن القول أيضاً "إذا كانت البدايات طلب كراسي فالنهايات فضائح ومآسٍ"، وبالتالي يجب أن يكون فيما حدث جرس تنبيه للمجتمع بأكمله أن عليه أن يعيد النظر في طرق اختياره لمن يتكلمون باسمه، ويكتفي من اللدغ من الجحر الواحد كل أربع سنوات.
قد يهوّن البعض الموضوع ويرى أن القضية لا تستحق، ولكنه لو سمع شكوى بعض الأعضاء الذين أتوا للعمل مما رأوه في الجلسة الأولى وما قبلها من ممثلي المجتمع، وأدرك أن من لديه الاستعداد لتقديم التنازلات من أجل الحصول على كرسي شرفي يأخذ من خلاله سيارة، فإن واقعه سيكون مخيفاً في الأمور التي فوائدها أكثر وضوحاً وسيولة، لما اعترض بل رأى أن من واجبنا السعي لإصلاح واقع ممثلينا كي لا تنحدر الأمور لما هو أسوأ!
كنا نتمنى أن نرى في الجلسة الأولى لكل مجلس بلدي خطة عمل للنهوض بالواقع البلدي لمدينته من كل عضو منتخب أو معين، ينافس بها زملاءه ويطمئن بها مجتمعه، ويزيد بها فرص نجاحه في الانتخابات القادمة، وقد كتبت سابقاً (في 2 / 3 / 1437) (كيف تفوز في انتخابات المجلس البلدي القادم؟) ومما ورد في المقال أن على كل عضو "وضع خطة واضحة، تتسم بالواقعية (وفق الصلاحيات) والمرونة للعمل وفقها خلال الأربع السنوات، فالناس أذكى من أن تندفع وراء أصحاب الصوت العالي بلا أثر حقيقي على الواقع، كما أنها تعرف من يحضر الجلسات جسداً بلا روح، أما أصحاب العلاقات المشبوهة مع ذوي المصالح فستظهر روائحهم التي تزكم الأنوف" بالإضافة إلى صنع فريقه الشاب وفتح الباب لمواطنيه ووضوح العلاقة مع مدير البلدية، بلا بحث عن الخصومات ولا تقديم للتنازلات.
نتمنى ألا يكون ما ظهر من الروائح التي تزكم الأنوف، وأن يتم تدارك الأمر من بقية الأعضاء لمصلحتهم ومصلحة المجتمع بأكمله!.