جاء قرار وزارة التعليم في استحداث مدارس رياض أطفال في السنوات الأخيرة في كافة مناطق ومحافظات ومراكز وقرى وهجر الوطن الغالي بقبول وإشادة من جميع فئات المجتمع وقد بارك الجميع هذه الخطوة الرائعة والتي تصب في صالح الوطن والمواطن وتربية الناشئة حسب تعاليم ديننا الحنيف بالإضافة للعلم والمعرفة بطرق علمية عصرية حديثة ومناهج تربوية من واقع مجتمع مسلم محافظ ..
لكن مع كل أسف لم تنفذ الاستراتيجة الكاملة التي كانت منطلق إنشاء رياض الأطفال في أغلب مناطق ومحافظات المملكة حيث كانت العشوائية عنوانا في التطبيق في أكثر إدارات التعليم من حيث المباني المستأجرة والتي تفتقد للمكان الصحي والأرضية الصلبة التي ينطلق منها الطفل الى عالم العلم والمعرفة .. كما أن المعلمة المتخصصة في تدريس الأطفال والتي تشكل المحور الرئيسي في تنفيذ الاستراتيجية التعليمية في مدارس رياض الأطفال قد لا يكون لها تواجد في أغلب مدارس رياض الاطفال المنتشرة في أنحاء وطني الغالي والسبب أن إدارات التعليم استغلت هذا النقص الكبير في نقل معلمات من مدارسها في مختلف التخصصات إلى رياض الأطفال وفتحت الباب على مصراعيه لاستعراض الواسطات حيث ساعات عمل أقل .. وعدد الحصص أقل .. ونجحت الواسطة .. وسقط الأطفال مع حكاية الجدات وأخذهم النعاس مع دفء فناء مشمس في فصل شتاء ممطر بعيدا عن فصول دراسية قد يكون جزءا كبيرا منها يفتقد للوسائل التعليمية الحديثة التي لا تستطيع معلمة تجاوزت خدمتها الثلاثين عاما أن تواكب التجديد والتطوير حيث أن تخصصها ليس بكالوريوس رياض أطفال لكن ساعات العمل الأقل .. وعدد الأطفال الأقل هو من جعلها تبحث عن مكان يساعدها في إنهاء خدمتها العملية مع استعراضها للأطفال مع حكاية ( كان ياما كان ) .. ؟!!
ياساده ياكرام .. هذه حكاية الجدات في الروضات رغم أن الجامعات السعودية المنتشرة في مناطق ومحافظات الوطن الغالي قد خرجت آلاف الطالبات في تخصص رياض الأطفال في السنوات الأربع الماضية و قد يكون هو عمر استحداث مدارس رياض الأطفال في مختلف مناطق ومحافظات المملكة .. لكن أين هذة الطالبات اللاتي يحملن تخصص في تدريس رياض الأطفال من العمل في مدارس رياض الأطفال .. إلى متى ياوزارة التعليم وأنتم تعدون الاستراتيجيات التعليمية ولا تعملون فيها .. إلى متى وأنتم تزيدون من المساحة لمن يريد أن يخلق الفوضى لرغباته الشخصية .. إلى متى والجامعات السعودية تخرج طالباتها إلى عالم البطالة .. إلى متى ياوزارة التعليم ..؟!!
منصور الأشجعي