«رعد الشمال» اسم لا رعب فيه، بل فيه عرب ومسلمون، وفيه أفق من أجل فعل ما طال انتظاره كثيرا، مشروع عربي إسلامي ضد الظلم والتبعية والخوف والإرهاب والطائفية، ومع المستقبل والحلم والأمل والخلاص من الألم، اقترحته المملكة العربية السعودية وتقوده كما قادت الأمة في كل المحطات المفصلية عبر التاريخ المعاصر، وكانت تحرص على عدم التدخل في شؤون الآخرين خصوصاً الجيران، لكن الجيران وغيرهم يتدخلون بكثرة ووقاحة لا تحتمل، والشعوب العربية كانت تنتظر الرد لكنه لا يأتي، فتقول: ما أطول بال المملكة وما أقدرها على الاحتمال، نعم هي ذات نفس طويل، هكذا عُرفت على المستوى العربي والإسلامي والعالمي، لكن ما جرى ويجري يفوق الاحتمال ويفقد أي كان قدراته على الصبر وطول النفس، ويتطلب الأمر حزماً وحسماً وهجوماً، وهو ما قامت به أخيراً المملكة، وتدرجت بمشروعها، إلى أن توج عسكرياً بمناورات رعد الشمال، الذي تعتبر الأضخم بالعالم، من حيث حجم المشاركة والعدد والعدة، فمن له ملاحظة على رعد الشمال وفكرته فليأت بغيره، فكل الجيران لديهم مشروعات، أما نحن فلا، فهذا مشروعنا الإستراتيجي الذي كنا ننتظر.
دوماً لدينا حسرة كبيرة أو تبريرات بأن كل الدول في العالم بشكل عام وفي المنطقة بشكل خاص لديها مشروعها واستراتيجياتها وتشتغل عليها بكل جدية والتزام واحتراف وتحقيق مصالحها، تركيا لديها مشروعها، وإيران لديها مشروعها، حتى الكيان الصهيوني لديه مشروعه، أما نحن فلا مشروع أو برنامج لدينا على أي صعيد، لماذا؟
اليوم مع التحالف العربي الإسلامي ومع مناورات رعد الشمال ودور ومكانة السعودية في كل ذلك، ألا يمكن القول بأنه أصبح لدينا مشروعنا العربي، فلماذا لا نهرول باتجاه المشاركة والانخراط فيه، أم أننا عاجزون عن فعل شيء.
في السابق كنا نقول نريد أن يكون لنا مشروعنا الخاص، ونريد أن نترك بصمة واضحة في المشهد الإقليمي والعالمي، لكننا نفتقد لذلك، فما بالنا اليوم وقد صار لدينا مشروع كامل عسكري وسياسي وأمني واقتصادي، لماذا لا ننخرط فيه.
بكل وضوح وصراحة وقوة، يجب أن نكون جميعنا جزءاً منه، وكل من يمتلك أي إضافة أو تعديل أو ملاحظة يمكنه أن يطرحها من الداخل، ويتم العمل عليها إن كان فيها مصلحة وفائدة للأمة يتم اعتمادها، وإن لم تكن كذلك نستغني عنها، ونبحث معاً بكل جدية عن أفضل السبل والوسائل والآليات التي تعمل على تمتين وتقوية المشروع الذي يحمي الأمة ويجنبها المخاطر، ويساهم في استمرار حضورها وبقائها في المشهد الكوني.
اليوم بعد التحالف العربي الإسلامي وما يقوم به من خطوات وإجراءات تؤكد على قوتنا والسعي الحثيث لتحقيق أحلامنا، لا عذر لأحد، وكل من يقف ضد هذا المشروع بالمعنى السلبي يكون قد وقف في خندق الأعداء والخصوم الذين لا يريدون الخير لأمتنا.
رعد الشمال أيها العرب والمسلمون التي بادرت المملكة إلى طرحها بمشاركة قوات عربية وإسلامية ليست نزهة او فكرة بسيطة، هي قلب وجوهر مشروع الامة والولوج على المستقبل بقوة وثقة وعزم لا يلين، فالمملكة تمتلك من الإمكانيات العملية والمادية والعسكرية والتقنية واللوجستية ما يؤلها لأن تطرح هذه الخطوة بقوة وتعمل عليها مع الأشقاء بإخلاص، خصوصاً أن لديها ولدى الشقيقة الإمارات من الأسلحة المتطورة والحديثة، ومن العنصر والكادر البشري المؤهل والمجهز ما يمكن الثقة به بشكل مطلق، وكل مقومات النصر والنجاح حاضرة فيها، ولا ينقص هذا المشهد إلا الالتحاق به من قبل الجميع لأنه لنا جميعاً. فتعالوا إلى كلمة سواء بيننا، كي نعمل معاً وننتصر معاً ونبني مستقبل الأمة معاً في هذا المشروع العربي الإسلامي العملاق.