إخبارية طريف : يطبق لطفي الصبياني المقولة الشعبية «مهنة أبوك لا يغلبوك»، من خلال عمله في بيع الكباب في أحد الأحياء الشمالية في العاصمة المقدسة، بعد أن تشرب المهنة من والده شفاه الله، والجميل في الأمر أن «لطفي» توجه لهذا المجال بعد أن تقاعد من شركة الاتصالات التي عمل فيها أكثر من 23 عاما. وبين لطفي وفقا لصحيفة عكاظ أنه كان يساعد والده حين كان صبيا، وتعلم منه أساسيات العمل ومنهجيته في التعامل مع الزبائن، لافتا إلى أنه بعد أن تقاعد من عمله شعر أنه لايزال قادرا على العطاء، ففكر في مزاولة العديد من الوظائف، وبعد تأثر والده بأعراض الشيخوخة، أغلق المطعم، خصوصا بعد أن نفذت أعمال الإزالة لتوسعة الحرم المكي في حارة النقا، فطرأت فكرة في ذهن أبو لطفي لافتتاح مطعم في موقع آخر، يحفظ من خلاله إرث العائلة في طهي الكباب المبشور منذ 60 عاما، فشجعه والده على مشروعه.
وبين الصبياني أن برنامجه اليومي يبدأ بصلاة الفجر في المسجد الحرام ثم التوجه إلى حلقة الكعكية جنوبي مكة المكرمة، لشراء اللحوم الطازجة والخضار ولوازم الشواء، ويعتمد على نفسه في هذه المهمة ويشرف على تقطيع اللحم ووضع البهارات عليه بنفسه.
وأشار إلى أنه دائما ما يتذكر وصايا والده له في العمل، منه قوله له «خلي يدك رطبة مع الزبون»، بمعنى أكرم الزبون دون أن يطلب منك الزيادة، إضافة إلى التحلي بالصبر ومساعدة الضعفاء والمحتاجين، وعدم جرح مشاعرهم. وكشف الصبياني أنه يدعم الأسر المنتجة من بعض الأرامل بشراء ما ينتجن من المقبلات المنزلية كالمكدوس والمخلل والباذنجان الحراق وغيرها، مبينا أن شغلهن بيتي نظيف.
وذكر أن سياسته في إدارة المطعم هي التواجد الدائم لأجل الاطلاع على كل صغيرة وكبيرة، ملمحا إلى أن الشباب السعوديين طموحون ومثابرون ولكن بعضهم يستعجل الرزق.. وقال: «بدأت بهدوء.. وشئيا فشئيا تطور نشاطي وبات دخلي ولله الحمد يعادل راتب وزير»، مؤكدا أنه سيورث هذه المهنة لابنه لطفي كما ورثها من والده، شفاه الله، ملمحا إلى أنه يستعد حاليا لافتتاح فرعين في الشوقية وضاحية الشرائع.