وقال الكرملين إن «بوتين عبر لنظيره الأميركي عن قلقه من تدفق متطرفين يرتكبون دون عقاب أعمال ترهيب ضد سكان مسالمين وضد هيئات السلطة وقوات الأمن في عدد من المناطق وفي كييف». وتحدث أيضا عن الوضع في ترانسدينستريا المنطقة الناطقة بالروسية في مولدافيا الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة بين أوكرانيا ورومانيا والتي تقوم بعملية تقارب مع الاتحاد الأوروبي.
ويأتي ذلك بعد أسابيع من التصعيد أعقبت الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش من جانب المؤيدين لأوروبا وضم القرم إلى روسيا، ما أسفر عن مواجهة غير مسبوقة منذ الحرب الباردة بين موسكو والغربيين وتبني عقوبات أميركية وأوروبية استهدفت مسؤولين روسا كبارا.
وأول من أمس، وجه أوباما انتقادا شديدا إلى بوتين وحضه على سحب قواته المنتشرة على الحدود الأوكرانية وخصوصا في ظل مخاوف كييف من تدخل عسكري روسي في الشطر الشرقي من أوكرانيا ذي الغالبية الناطقة بالروسية والذي شهد في الأسابيع الأخيرة تظاهرات لانفصاليين. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أول من أمس أنه تلقى ضمانات من بوتين بأنه لا توجد لديه نية لتنفيذ أي عملية عسكرية في أوكرانيا.
وأمس، نفى سيرغي لافروف بشدة أي خطة في هذا المعنى ولمح إلى «مبادرة مشتركة» مطروحة على الأوكرانيين. وقال لافروف للتلفزيون الروسي العام «ليس لدينا أي نية أو مصلحة في عبور الحدود مع أوكرانيا»، طالبا في المقابل القيام بـ«عمل مشترك» للخروج من الأزمة و«وقف التجاوزات» من جانب المعارضة السابقة التي أطاحت بيانوكوفيتش. وشدد على أن «وجهات نظرنا تتقارب».
وعن ملامح التسوية الدولية تحدث لافروف عن إمكانية إقامة نظام فيدرالي في أوكرانيا «تطالب به مناطق الجنوب والشرق». وفكرة اللامركزية سبق أن طرحها بعض الدبلوماسيين الغربيين وقد أيدتها فرنسا بغية تهدئة التوتر الذي يسود هذه المناطق القريبة ثقافيا واقتصاديا من روسيا.
لكن سيناريو مماثلا قد لا يجد آذانا صاغية في كييف بعد الإذلال الذي تعرضت له في القرم ومع ازدياد وتيرة معركة الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 مايو (أيار) المقبل. وأمام المرشحين حتى مساء اليوم الأحد لتقديم ترشيحاتهم لدى اللجنة الانتخابية فيما تجتمع الأحزاب الرئيسة السبت لتحديد مرشحيها. وأعلن النائب والملياردير بيترو بوروشنكو ترشحه مساء أول من أمس واعدا بـ«جيش جديد حديث وفاعل يدافع عن سيادة الدولة ووحدة أراضيها»، علما بأنه الأوفر حظا في استطلاعات الرأي. وأمس، حظي بوروشكنو بدعم بطل الملاكمة السابق فيتالي كليتشكو الذي أعلن انسحابه من المعركة الرئاسية للتفرغ لبلدية كييف. وقال بوروشنكو وهو رجل الأعمال الوحيد الذي أعلن تأييده للمعارضة الموالية لأوروبا التي نجحت في الإطاحة بيانوكوفيتش، إن «البلاد في حالة حرب وإن قسما من أراضيها محتل. في وضع كهذا، تحتاج أوكرانيا إلى الوحدة وهذا ما أظهرناه اليوم». ويبدو بوروشنكو مرشح تسوية، وكان وزيرا للخارجية بين 2009 و2010 إبان رئاسة فيكتور يوتشنكو الموالي لأوروبا ثم وزيرا للاقتصاد بين مارس (آذار) ونوفمبر (تشرين الثاني) 2010 إبان رئاسة يانوكوفيتش.
وتبدو المعركة الرئاسية قاسية مع ترشح رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو (53 عاما) التي قررت الثأر لخسارتها أمام يانوكوفيتش، خصمها اللدود منذ الثورة البرتقالية عام 2004. وقالت تيموشنكو أمس خلال مؤتمر لحزبها (الوطن) في الهواء الطلق وسط العاصمة الأوكرانية «إذا منحتموني ثقتكم كرئيسة لأوكرانيا، لن أدع فرصة للمعتدي ليستولي على سنتيمتر واحد من أرضنا الأوكرانية من دون قتال». من جهته، سيؤيد حزب المناطق الحاكم السابق لخاركيف الموالي لروسيا ميخايلو دوبكين الذي قالت صحيفة «دزركالو تينيا» إنه يحظى بدعم أغنى رجل في أوكرانيا رينات أحمدوف.