ولم يحدد نتنياهو على الفور التحرك الذي ربما يقدم عليه بعدما وقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس 15 اتفاقا دوليا معظمها عبر الأمم المتحدة. وتخشى إسرائيل من أن تعزز مثل هذه الخطوة من موقف الفلسطينيين أمامها.
وكانت مساعي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الرامية لإعادة محادثات السلام إلى مسارها وتمديدها لما بعد مهلة تنتهي يوم 29 ابريل نيسان تعثرت الأسبوع الماضي بسبب خطوة عباس المفاجئة.
وقال الفلسطينيون إن عباس اتخذ الخطوة ردا على عدم التزام إسرائيل بتعهدها بإطلاق سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين. وقالت إسرائيل إنها تريد التزاما فلسطينيا باستمرار المفاوضات بعد نهاية الشهر الجاري.
وقال نتنياهو أثناء الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية “لن يحقق (الفلسطينيون) دولة إلا عبر المفاوضات المباشرة وليس من خلال الاعلانات الجوفاء أو الخطوات من جانب واحد التي ستطيح باتفاق السلام بعيدا.
“سيتم الرد على خطواتهم المنفردة بخطوات خاصة بنا من جانب واحد. نرغب في مواصلة المفاوضات ولكن ليس بأي ثمن.”
وفي مقابلة مع راديو الجيش الإسرائيلي عبر صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين عن استيائه من دعوات وزراء في الحكومة الإسرائيلية إلى فرض عقوبات اقتصادية على السلطة الفلسطينية برئاسة عباس.
وتساءل عريقات عن السبب الذي يدفع الإسرائيليين إلى تهديد الفلسطينيين وكأنهم يرسلون الانتحاريين إلى تل أبيب.
وفي مدينة رام الله بالضفة الغربية قالت صفاء ناصر الدين وزيرة الاتصالات الفلسطينية إن إسرائيل أبلغت شركة الوطنية موبايل أنها لن تسمح لها بعد ذلك بإدخال معدات إلى قطاع غزة الذي تخطط لتشغيل شبكة للهواتف المحمولة فيه.
وأضافت الوزيرة لرويترز “الشركة الوطنية أبلغتنا أن الجانب الإسرائيلي أبلغهم بوقف ادخال المعدات الى قطاع غزة.. هذا قرار مجحف بحق فلسطين وبحق المواطن الفلسطيني لأنه تهديد بوقف التعاون مع الجانب الفلسطيني.”
ولم يعلق متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية على الفور.
وكانت إسرائيل التي تفرض قيودا صارمة على مرور الناس والبضائع عبر حدود غزة قد سمحت للشركة بإدخال أجهزة إلى القطاع الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد استئناف محادثات السلام مع عباس في يوليو تموز.
والوطنية موبايل ملك لصندوق الاستثمار الفلسطيني والشركة الوطنية للاتصالات المتنقلة في الكويت.
وقال نبيل أبو ردينة وهو متحدث باسم عباس “إسرائيل هي من تقوم بخطوات أحادية من خلال مواصلة عمليات الاستيطان وعدم الالتزام بإطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى.
“نحن ملتزمون بأسس عملية السلام.”
وبعد الانتكاسة الدبلوماسية التي حدثت بينما كان التوصل لاتفاق معقد على تمديد المفاوضات وشيكا قال كيري إن بلاده تقيم استمرار دورها في المحادثات. واتهم كيري الجانبين باتخاذ خطوات غير مفيدة.
ويجري الوسيط الأمريكي مارتن انديك المزيد من اللقاءات مع مفاوضين إسرائيليين وفلسطينيين منذ أن باءت أحدث مهام كيري بالفشل. وقال مسؤولون من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إن من المتوقع أن يجتمع انديك مع المفاوضين مجددا يوم الأحد.
وواجهت المحادثات صعوبات منذ أن بدأت وتعثرت بسبب رفض الفلسطينيين طلب إسرائيل الاعتراف بها كدولة يهودية وبسبب قضية الاستيطان.
وفي بيان بشأن توقيع عباس للاتفاقات الدولية دعت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك الولايات المتحدة إلى دعم مسعى الانضمام إلى معاهدات أساسية لحقوق الإنسان وقوانين الحرب بدلا من معارضته.
وقال جو ستورك نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في المنظمة “من المزعج أن تعارض إدارة الرئيس (الأمريكي باراك) أوباما التي يحفل سجلها بالتصدي للمحاسبة الدولية عن الانتهاكات الإسرائيلية للحقوق خطوات تبني معاهدات تلزم السلطات الفلسطينية باحترام حقوق الإنسان.”
وأضاف أن الولايات المتحدة يجب أن تشجع الفلسطينيين والإسرائيليين على مزيد من الاحترام لحقوق الإنسان.