وقال مسؤولو مستشفى إن ثلاثة فلسطينيين أصيبوا بأعيرة نارية في الاشتباكات التي جرت الليلة الماضية في جنين التي شهدت معارك دامية إبان الانتفاضة الفلسطينية قبل عشر سنوات.
ولم ترد تقارير عن وقوع خسائر بين الإسرائيليين.
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان إن نحو 300 فلسطيني بعضهم “ألقوا المتفجرات وفتحوا النار” واجهوا الجنود الذين دخلوا جنين بحثا عن الشبان الثلاثة المختفين.
وتتهم إسرائيل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بخطف الثلاثة يوم الخميس قرب مستوطنة يهودية.
وقال البيان “رد الجنود بالذخيرة الحية” مضيفا أن 30 شخصا “يشتبه بأنهم ارهابيون” اعتقلوا في الضفة الغربية ليرتفع بذلك عدد الفلسطينيين الذين ألقي القبض عليهم خلال الأسبوع المنصرم إلى 280.
وسمع مصورون من رويترز في جنين دوي اطلاق نار كثيف أثناء الليل لكن الجيش الاسرائيلي منعهم من الاقتراب من مكان الاشتباكات.
وقالت إسرائيل إن عمليتها في الضفة الغربية تتكون من شقين الأول هو العثور على المفقودين الثلاثة -جلعاد شاعر (16 عاما) ونفتالي فرانكيل (16 عاما) وهو إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية وايال يفراح (19 عاما)- والشق الثاني هو توجيه ضربة قوية لحماس.
واتهم بيان صادر عن مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل باستخدام اختفاء الشبان “ذريعة لإنزال أشد العقوبات بحق شعبنا وحصاره” فيما يمثل انتهاكا للقانون الدولي.
واتسعت العمليات الإسرائيلية التي بدأت بالتفتيش من منزل الى منزل في مدينة الخليل التي اختفى فيها الشبان الثلاثة لتشمل مداهمات في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية استهدفت مؤسسات يعتقد أنها تمول وتدعم حماس.
وأضاف بيان الرئاسة الفلسطينية “سياسة العقوبات الجماعية التي تنفذها حكومة الاحتلال ضد أرضنا وشعبنا تتطلب من العالم بأسره ومؤسساته وشعوبه ليس فقط الإدانة والتنديد بل الفعل والعمل والضغط بكل السبل على إسرائيل وحكومتها للكف عن هذه السياسة غير الأخلاقية وغير الشرعية.”
وفي حين استمرت عمليات الجيش داخل الخليل جرى تقليص الوجود الكثيف للقوات حول المدينة. وتركت بعض حواجز الطرق عند مدخل المدينة بلا جنود وهو ما يسمح للعربات بدخول المدينة والخروج منها بحرية. وانسحبت وحدات المظليين التي كانت تتمركز على طريق قريب.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقر للجيش بالضفة الغربية قرب الموقع الذي يعتقد أن الشبان الثلاثة خطفوا عنده “نعرف اليوم أكثر مما كنا نعرف قبل أيام قليلة لكن لا يزال أمامنا طريق علينا أن نسير فيه.”
وقالت إسرائيل يوم الخميس إنها منعت -في إطار حملتها الأمنية- جمعية خيرية مقرها بريطانيا من العمل في الضفة الغربية المحتلة متهمة منظمة “الاغاثة الإسلامية عبر العالم” بأنها مصدر تمويل لحركة حماس.
وقالت منظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم إنه لم يتم إبلاغها بشكل مباشر بأي عقوبات عليها. وأصدرت بيانا في موقعها الإلكتروني يقول إنها “مندهشة وتشعر بقلق بالغ” من الأنباء التي أوردتها وسائل الإعلام.
وقال البيان “لم تسمع منظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم شيئا عن هذا القرار من حكومة إسرائيل أو أي مصادر رسمية. وكل ما نعرفه أوردته وسائل الإعلام.” وقال مسؤولون في منظمة الإغاثة الدولية في فلسطين ومقرها في قطاع غزة وهي أحد أفرع منظمة الإغاثة الإسلامية إنهم ليست لديهم معلومات عن القرار الإسرائيلي. وفي جامعة بيرزيت القريبة من مدينة رام الله الفلسطينية صادر جنود إسرائيليون اليوم ملصقات وأعلاما لحماس كانت بحوزة جماعة طلابية مرتبطة بالحركة.
وقال الجيش إن الجنود فتشوا نحو 900 موقع حتى الآن. ولم ترد اي انباء عن الشبان المختفين ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها ولم تطلب أي فدى. ولم تؤكد حماس مسؤوليتها لكنها لم تنفها أيضا.
وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري في مؤتمر صحفي في غزة إنه بغض النظر عن الجهة المسؤولة عن خطف الشبان فإن “المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني بكل أشكالها وذلك من أجل تحرير الأرض والمقدسات والأسرى.”
وقال الجناح المسلح لحركة حماس في قطاع غزة إن ستة على الأقل من أعضائه قتلوا عندما انهار نفق حفرته الجماعة قرب الحدود مع إسرائيل للتسلل إلى الدولة اليهودية.
وندد الرئيس الفلسطيني عباس بالخاطفين يوم الأربعاء وتعهد بمحاسبة المسؤولين عن الخطف. وقوبلت تصريحاته بتنديد من جانب حماس وفصائل فلسطينية أخرى اتهمته بخيانة القضية الفلسطينية.
ودعا نتنياهو عباس وحركة فتح إلى أن يديروا ظهورهم لحركة حماس التي شكلوا معها حكومة توافق بهدف رأب الصدع بين الحركتين السياسيتين المتنتافستين.
وقال الزعيم الإسرائيلي “أتوقع أن يحل الرئيس عباس الوحدة مع هذه المنظمة الإرهابية الغادرة وأعتقد أن هذا ضروري لمستقبلنا المشترك.”
وأصدرت حماس وعشرة فصائل فلسطينية أخرى بيانا مشتركا يوم الثلاثاء قالت فيه إنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام العملية الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية فيما يمثل تهديدا بالمقاومة المسلحة.
وفي وقت لاحق يوم الخميس اطلق نشطاء صاروخين من قطاع غزة على اسرائيل أسقط أحدهما نظام القبة الحديدية الإسرائيلي لاعتراض الصواريخ. وقال الجيش إنه لم يقع أي ضرر من جراء الصاروخين.
ويتوقع خبراء أمنيون أن يزداد استياء الفلسطينيين من القيود الإسرائيلية في الضفة الغربية مع اقتراب شهر رمضان الذي يبدأ في 28 أو 29 من يونيو حزيران.