وفي القدس اندلعت احتجاجات عنيفة يوم الأربعاء بعد العثور على جثة فتى فلسطيني عمره 16 عاما في غابة على مشارف المدينة.
وتحقق الشرطة الإسرائيلية في احتمال أن يكون القتيل ضحية عمل انتقامي لمقتل ثلاثة مراهقين إسرائيليين تتهم إسرائيل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بخطفهم يوم 12 يونيو حزيران في الضفة الغربية المحتلة.
وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القوات تتخذ “مواقع دفاعية” في مناطق إسرائيلية سقطت فيها صواريخ من غزة. ولم يعلق على حجم الانتشار.
وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل عن تحركات لقواتها قرب قطاع غزة منذ تصاعد التوتر على الحدود في منتصف يونيو حزيران بالتزامن مع اجتياح عسكري اسرائيلي وعملية البحث عن المراهقين الثلاثة في الضفة الغربية.
وقال ليرنر في مؤتمر صحفي عبر الهاتف مع صحفيين أجانب “نتحرك وقمنا بتحريك قوات… كل ما نفعله يهدف إلى وقف تصعيد الموقف ولكنه من الناحية الأخرى يهدف إلى اتخاذ الاستعدادات في حالة عدم توقفهم عن التصعيد.”
وأضاف أن إسرائيل “ليس من مصلحتها تعميق الصراع مع غزة.. العكس تماما هو الصحيح.”
وساد الهدوء مدينة القدس اليوم الخميس لكن التوتر ظل محتدما انتظارا لجنازة الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير. ولم يتحدد موعد دفن الجثمان وهو حدث سيحرك المشاعر الفلسطينية بقوة وقد يثير مواجهات أخرى.
وقال الجيش الاسرائيلي إن 14 قذيفة انطلقت من قطاع غزة وسقطت على اسرائيل يوم الخميس وإن صاروخين سقطا على منزلين في بلدة سديروت بجنوب اسرائيل لكن ذلك لم يسفر عن اصابات.
وقال سكان إن إسرائيل شنت غارات جوية على ثلاثة على الأقل من منشآت التدريب التابعة لحماس في غزة وإن 15 شخصا أصيبوا.
وأدانت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي تصعيد الفلسطينيين والإسرائيليين للعنف عبر الحدود بين إسرائيل وغزة كما أدانت مقتل الفتى الفلسطيني.
وقالت بيلاي للصحفيين في فيينا يوم الخميس “من وجهة نظر حقوق الإنسان أدين تماما هذه الهجمات الصاروخية وأدين بشكل خاص أعمال إسرائيل الانتقامية المفرطة.”
وكانت آخر مرة شوهد فيها أبو خضير بينما كان أشخاص يجذبونه بالقوة إلى داخل سيارة فان يوم الأربعاء على مقربة من منزله في حي شعفاط العربي في القدس. وجاء ذلك بعد يوم من دفن اليهود الثلاثة.
وقالت عائلته إن الشرطة -التي كثفت دورياتها في المدينة- أبلغتهم أن جهات التحقيق ستسلمهم جثمانه قبل فجر الجمعة. ولم تفصح متحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية عن أي تفاصيل تتعلق بالتحقيق مشيرة إلى أن الجثة لا تزال تخضع لفحوص الطب الشرعي.
ورفضت المتحدثة الاعلان عن موعد تسليم جثمان أبو خضير إلى ذويه.
وتحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس -الذي اتهم المستوطنين اليهود بقتل الفتى الفلسطيني- مع والد ابو خضير عبر الهاتف. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) عن عباس قوله لوالد أبو خضير “الفتى محمد هو أحد شهداء هذا الشعب العظيم الذي لم ولن يستسلم ولن يتنازل عن حقوقه.”
من جهته وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان يوم الأربعاء قتل الفتى الفلسطيني بأنه “جريمة قتل شنعاء” ودعا الجميع “إلى عدم أخذ القانون بأيديهم”. وأثار مقتل أبو خضير إدانات دولية وحثت الولايات المتحدة “حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية على اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لمنع أجواء الانتقام والثأر.”