وقال ياتسينيوك إن الحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي هو السبيل الوحيد الذي سيمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها.
وتتهم كييف وحلفاؤها الغربيون موسكو بإرسال جنود ودبابات إلى شرق أوكرانيا لدعم الانفصاليين الموالين لروسيا الذين يحاربون القوات الاوكرانية في صراع أودى بحياة أكثر من ثلاثة آلاف شخص. وتنفي روسيا هذه الاتهامات
وبدأ سريان اتفاق هش لوقف إطلاق النار -تم التفاوض عليه بين أوكرانيا وروسيا والانفصاليين ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا- في شرق أوكرانيا منذ أكثر من أسبوع ولايزال صامدا إلى حد بعيد رغم انتهاكات متفرقة ولاسيما في بؤر توتر مثل دونيتسك.
وسمع مراسل رويترز ظهر يوم السبت دوي اطلاق قذائف المدفعية في الأحياء الشمالية في دونيتسك أكبر مدينة في شرق أوكرانيا والتي يسكنها نحو مليون شخص. وشاهد تصاعد دخان أسود كثيف فوق المطار الذي تسيطر عليه الحكومة. ويسيطر الانفصاليون على المدينة.
وخلال مؤتمر في كييف حضره أعضاء برلمان أوروبيون وأوكرانيون ورجال أعمال أوضح ياتسينيوك أنه لا يعتبر اتفاق وقف إطلاق النار بداية عملية سلام بسبب طموحات بوتين.
وقال ياتسينيوك وهو من أشد منتقدي موسكو ومؤيد لمساعي أوكرانيا للانضمام لحلف الأطلسي “ما زلنا في حالة حرب والمعتدي الرئيسي هو روسيا الاتحادية. بوتين يريد صراعا…آخر (في شرق أوكرانيا).”
وأضاف “هدفه هو السيطرة على أوكرانيا بأكملها… روسيا خطر على النظام العالمي وأمن أوروبا بأكملها.”
وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني أندريه ليسينكو خلال مؤتمر صحفي إن جنديا و12 انفصاليا قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية لكنه لم يذكر أين قتلوا. ويرتفع بذلك عدد القتلى بين صفوف القوات الأوكرانية منذ بداية وقف إطلاق النار إلى ستة.
ولم يحدد المتمردون عدد مقاتليهم الذين قتلوا في الفترة ذاتها.
ويقول بوتين إن من حق روسيا الدفاع عن الناطقين بالروسية خارج حدودها رغم أن موسكو تنفي تسليح المتمردين وساعدت في إبرام اتفاق وقف إطلاق النار الحالي مع كييف.
وعندما سئل بشأن مستقبل العضوية في حلف شمال الأطلسي – الأمر الذي تعتبره روسيا خطا أحمر – قال ياتسينيوك إنه يدرك أن الحلف ليس مستعدا الآن لضم كييف لكنه أضاف “في ظل هذه الظروف فان حلف شمال الأطلسي هو الوسيلة الوحيدة لحماية أوكرانيا.”
ولا يوجد احتمال أن يسمح الحلف بضم أوكرانيا التي يسكنها 45 مليون نسمة وتقع بين وسط أوروبا وروسيا. لكن كييف كثفت تعاونها مع الحلف في عدد من المجالات وضغطت على الدول الأعضاء للحصول على السلاح للمساعدة في التصدي للانفصاليين.
*مساعدات إنسانية
ووصلت نحو مئة شاحنة روسية يوم السبت إلى مدينة لوجانسك التي دمرتها الحرب ضمن قافلة لتسليم 1800 طن من المساعدات الإنسانية للسكان.
وهذه هي ثاني قافلة مساعدات روسية وعبرت الحدود دون صعوبات كبيرة. وفي أغسطس آب نددت كييف وحلفاؤها الغربيون بوصول القافلة الأولى التي عبرت الحدود دون إذن كييف.
وتسبب الصراع في أوكرانيا في فرض عدة جولات من العقوبات الغربية على روسيا كان أحدثها يوم الجمعة. وتستهدف العقوبات الجديدة – التي وصفها بوتين بأنها “غريبة بعض الشيء” نظرا لسريان وقف إطلاق النار – بنوكا وشركات نفط.
ولمحت روسيا التي حظرت بالفعل استيراد عدد من المواد الغذائية الأمريكية والاوربية إلى أنها سترد بفرض مزيد من العقوبات على المصالح الغربية.
وقال ياتسينيوك اليوم السبت إن العقوبات الأحدث تمثل خطرا كبيرا على الاقتصاد الروسي.
وقال “انها خدعة من روسيا أن تقول إنها لا تكترث بالعقوبات” مشيرا إلى أن روسيا تعتمد بشدة على قطاع الطاقة وأن بعض العقوبات تستهدف شركات للنفط.
ودافع ياتسينيوك عن جهود حكومته رغم الصراع لمحاربة الفساد المستشري وإصلاح الاقتصاد المتداعي مضيفا “جذب المستثمرين أمر صعب للغاية عندما يكون هناك دبابات ومدفعية روسية في بلدك.”