تنتشر في محافظتي طرطوس واللاذقية الساحليتين السوريتين، شائعة عن ولادة رضيع إيراني، ولد وقد كُتِب على خده كلمة: “ياعلي”.
وكانت مواقع موالية للنظام السوري نشرت صورة للرضيع لم تحدد هويته إلا بكونه رضيعا إيرانيا، وأظهرت الجانب الأيمن من وجهه. مبرزة وجود حروف كلمة “ياعلي” والتي تبدو أيضا بالخط الفارسي، نظرا إلى طبيعة الخط الذي ظهرت به، وتحديدا منها حرف الياء، الذي يلتف من الأعلى إلى الأسفل، ثم يرتفع صانعاً حرف الياء عبر نصف دائرة تميّز رسم الياء أو ما يشابهها من حروف عربية تُرسَم بالخط الفارسي، ككتابة النون.
ونشرت المواقع السالفة صورتين متجاورتين، واحدة للرضيع المشار إليه، وواحدة لمرشد الثورة الإيرانية خامنئي، حاملا طفلا بين يديه. في إشارة إلى أن الرضيع الذي تروّج له مواقع النظام السوري بصفته “معجزة إيرانية” هو نفسه الرضيع الذي يحتضنه خامنئي، احتفالا بتلك “السابقة” التي اهتزت لها البيئة الحاضنة للنظام السوري في محافظات الساحل.
إلا أن صورة الرضيع الذي يحتضنه خامنئي، لاتشبه الرضيع الذي تروّج له وسائل التواصل الاجتماعي الموالية للنظام. بل هما مختلفان كليا، لا في الملامح فقط، بل بلباس الرضيع الذي يفترض أن يكون هو نفسه في الحالين.
وعلى الفور سارعت التعليقات بإعلان “ذهولها” من سابقة كهذه، واتفق أغلبها على أنها ظاهرة “استثنائية” يجب قول “سبحان الله” معها. إلا أن قلة قليلة قالت: “ياجماعة حاولوا أن تتأكدوا من صحة الخبر قبل أن تعلنوا ذهولكم”.
وتترافق صورة “الرضيع الإيراني المعجزة” مع أسئلة تدور في الساحل السوري، منذ أسابيع، عن “ضمور الحضور الإيراني” بعد إعلان الرئيس الروسي بوتين دعمه العسكري لرئيس النظام السوري.
وألمحت بعض المصادر، إلى أن “تضخيم” هذه الظاهرة التي قال معلّق إنها “قد تكون حروف اسم موجودة على المخدة فأثرت على خد الرضيع” قد يكون القصد منه “إعادة التذكير بالدور الإيراني الذي يتساءل عنه أنصار النظام” وما إذا كان هذا الغياب “تكتيكا لإقناع الغرب بأن إيران تغيرت بعد الاتفاق النووي” أم أنه مجرد “توزيع أدوار ما بين روحاني وبوتين”؟
الى هذا فإن ظهور خامنئي في صورة تجمعه وطفل محتضنا له، بقصد القول إنه ذاته الرضيع “الإيراني المعجزة”، والذي لايظهر شبهاً مع صورة الرضيع الظاهر على خده الحروف المشار اليها سابقاً، أكدت مصادر من داخل محافظة طرطوس الساحلية، بصفة خاصة، أن القصد منها “الترويج مجددا للثورة الإيرانية” في تلك المحافظة التي سبق وشهدت في الثمانينيات من القرن الماضي، مظاهر شبيهة من خلال توزيع وترويج كتب و”تبشير” بالثورة الإيرانية، أدّت، كما هو موثّق، الى مقتل طبيب قيل إنه كان صلة الوصل ما بين “أطراف إيرانية وآخرين داخل طرطوس”.
وكان من جملة ما انتهت إليه هذه “النشاطات الإيرانية” في الثمانينيات، إقفال مكتبات ومخازن كتب ومصادرة محتوياتها في مدينة “جبلة” التابعة لمحافظة اللاذقية.
يذكر أن عرض “الرضيع الإيراني” لا يزال مستمرا على وسائل التواصل الاجتماعي التي يديرها أنصار رئيس النظام السوري. وعلى الرغم من عدم وجود تشابه ما بين طفل خامنئي وطفل الحروف، إلا أن الترويج لا يزال مستمرا لهما بصفتهما طفلا واحدا ولد في إيران وعلى خده كتبت حروف كلمة يا علي.