وصف معالي مدير جامعة الحدود الشمالية الدكتور سعيد بن عمر آل عمر, ذكرى اليوم الوطني السادس والثمانين للمملكة ، بأنها ذكرى لاكتمال وحدة هذا الوطن، و نقطة تحوّل في تاريخنا المعاصر، حيث قاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله – ملحمة توحيد هذا الكيان تحت نظام حكم يقوم على مبادئ القرآن الكريم وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، حيث أنهما الأساس الذي تقوم عليه حياة كل مسلم ، وهما الركيزتان الأساسيتان لتحقيق الوحدة الروحية والعقلية بين شتى الأجناس والشعوب التي تتألف منها الدولة الإسلامية أياً كان الوطن أو القومية التي ينتمي إليها الأفراد .
وقال معاليه في كلمة بهذه المناسبة : في هذا اليوم من كل عام نستعيد مسيرة كفاحنا الوطني بعد ملحمة التوحيد, ونستمد منها عزيمة متجددة على الطريق نحو بناء مستقبل أفضل لأبناء هذا الوطن، حيث كانت ملحمة التوحيد محصلة نضال وتضحيات رجالٍ أفذاذ بقيادة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله – .
وأضاف : أن ذكرى اليوم الوطني, تعيد للأذهان ذكرى يوم تاريخي في مسيرتنا الوطنية, ونقطة تحول جذري على مستوى الوطن، ونقلة نوعية نعيشها على جميع الصعد، وبالأخص على الصعيد البشري، حيث كان وما زال الاهتمام بالإنسان السعودي في قمة أولويات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – ففي هذا اليوم لا بد أن يستشعر جميع أبناء الوطن، صغاراً وكباراً، نساءً ورجالاً، عظمة الأمن والرخاء والاستقرار الاقتصادي والتقدم في شتى مناحي الحياة، ولابد أن يستشعر الجميع أنهم شركاء في الحفاظ على هذه المكتسبات والمنجزات، وأن الحفاظ على أمن الوطن، وعلى سلامة أبنائه ومقدراته، إنما يكمن في وحدة الصف والالتفاف حول قيادتنا الرشيدة – أيدها الله – .
وتابع معاليه يقول : لقد كانت جهود الملك المؤسس – رحمه الله- في بناء الدولة ووحدة الوطن مثالاً يحتذى به بين جميع الأقطار العربية, وها نحن اليوم إذ نحتفل بذكرى التوحيد المجيدة، فإننا ندعو أنفسنا إلى وقفة تأملية لمعرفة ما قمنا به تجاه هذا الوطن، وما الذي يجب علينا القيام به، وكيف نحافظ على وحدتنا ومكتسباتنا الوطنية والحضارية، مقتفين في ذلك أثر القيادة الرشيدة والآباء والأجداد الأوفياء، بالالتفاف حول مليكنا المفدى، لنحافظ جميعاً على ما تحقق وما أنجز، وليستمر التطلع والتقدم إلى تحقيق الأفضل .
وأضاف : لقد استمر نضال الملك المؤسس ورجاله – رحمهم الله – لأكثر من ثلاثة عقود حتى تم إعلانها دولة موحدة في 1351هـ / 1932م، ومنذ اكتمال وحدتها الوطنية، شهدت المملكة تحولات عديدة على أراضيها وتحولات مماثلة في محيطها الإقليمي والدولي، إلى أن أصبح لدينا واقع سعودي مغاير تماماً لما كانت عليه شبة الجزيرة العربية قبل دخول الملك المؤسس مدينة الرياض، واقع جديد يطرح أمام مجتمعنا ومسيرتنا معطيات وتحديات وتطلعات وأوليات جديدة، فلقد تضاعف سكان المملكة العربية السعودية، وصارت الأولوية هي تحقيق تطلعاتهم المشروعة لحاضر ومستقبل أفضل, ولقد تركزت خطط التنمية في ضمان الأمن لجميع أبناء هذا الوطن، وتوفير فرص التعليم المتكافئة وتأمين إمدادات المياه والطاقة لتحقيق مزيد من التطور لقطاعات الإنتاج والخدمات والمزيد من الاستثمارات والمشروعات وإتاحة فرص العمل .
وقال معالي مدير جامعة الحدود الشمالية : ” لقد سار أبناء الملك المؤسس على نهجه المبارك، لتستمر مسيرة العطاء والبناء والنماء حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – راعي نهضتنا الحديثة, الذي لا يدخر جهداً في الاهتمام ببناء هذا الوطن وإعداد المواطن الصالح المتسلح بالعلم والمعرفة, ومما لا يخفى على أحد أن المملكة العربية السعودية, شهدت العديد من المنجزات التنموية العملاقة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية وغيرها, التي سيسطرها التاريخ بأحرف من نور, ففي قطاع التعليم على سبيل المثال لا الحصر تضاعف عدد جامعات المملكة من سبع جامعات إلى أكثر من (32) جامعة حكومية وأهلية، وتم افتتاح العديد من الكليات والمعاهد التقنية والصحية، وتم إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وهي جامعة عالمية لخير الإنسانية, وها نحن نجني ثمار تلك الجهود على أرض الواقع، فلقد عم نور العلم جميع أرجاء الوطن، واستنارت عقول أفراده صغاراً وكباراً حتى غدت قادرة على التعامل الإيجابي مع ما يسمى بالانفجار المعرفي والثورة التكنولوجية العالمية الحديثة دون صعوبة أو تعقيد، منفتحة على العالم بخطى ثابتة، محافظة على هويتنا الثقافية الإسلامية المتميزة .
وأضاف آل عمر : ” لقد واجهت البلاد تحديات ومتغيرات عديدة منذ ملحمة التوحيد، إلا أن ثوابت مبادئنا ومواقفنا تظل ثابتةً كما هي، فإيماننا بعراقة هذا الوطن وثوابته الوطنية، وتمسكنا بالحفاظ على هويتنا الإسلامية المتميزة، واستقلال إرادتنا، ووقوفنا إلى جانب أمتنا العربية وقضاياها المصيرية، وراء قيادتنا الرشيدة لم تتغير ولن تتغير بحول الله، فها نحن نزداد، يوماً بعد يوم، تصميماً على بذل أقصى الجهد من أجل استقرار منطقتنا وعلى مواصلة دورنا وجهودنا من أجل السلام العادل والشامل، ونزداد تمسكاً بالمضي قدماً في طريقنا نحو المستقبل الأفضل، نحمي أمن مملكتنا وندافع عن مصالحها، نقي وطننا وشعبنا مخاطر الإرهاب والتطرف، نواجه تحديات البناء والتقدم في الداخل وتحديات منطقتنا والعالم من حولنا ” .
وأكد أن القيادة الرشيدة – أيدها الله – تدرك تماماً أن الاستثمار فـي رأس المال البشري، وبالذات في التعليم العالي والبحث العلمي، هو المحرك الرئيس لوتائر النمو في شتى المجالات، كما أن التقدم الاقتصادي والاجتماعي، الذي نطمح إليه دوماً، لا يمكن أن يتحقق دون توفر القوى العاملة المتخصصة المؤهلة والمدربة، التي تستطيع القيام بعمليات التخطيط والتنفيذ لبرامج التنمية، ومما لا شك فيه أن الأطباء والمعلمين والمهندسين والتقنيين والفنيين والإداريين الذين لديهم الإعداد اللازم المطلوب من التعليم والتدريب والخبرة في مختلف مجالات التنمية, هم العمود الفقري لقيادة عمليات التنمية ولنجاح جميع المشاريع التنموية، اقتصادية كانت أم اجتماعية، في هذه الفترة التي تشهد تحولاً كبيراً في درجة التنويع الاقتصادي والنمو المطرد السريع .
ونوّه معاليه بأن التعليم بشكل عام والتعليم العالي على وجه الخصوص، حظي بدعم ورعاية خاصة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله -، حيث يحتل التعليم بمؤسساته ومناهجه المكانة العليا والمنزلة السامية على مستوى الميزانيات التي ترصد له، وعلى مستوى التقدير والاهتمام الذي يناط به, وما نجاح موسم حج هذا العام 1437هـ ببعيد عن جملة الإنجازات والخدمات التي تقوم بها حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين – أيده الله – إذ لا يمكن لمتابع منصف أن ينكر النجاح الباهر المتميز، بشتى المقاييس، لموسم حج هذا العام، فلا أحد يستطيع أن ينكر حجم التسهيلات والخدمات والترتيبات والجهود المبذولة، على جميع الصعد، التي أسهمت بشكل كبير في راحة حجاج بيت الله الحرام في تأدية مناسك حجهم في أجواء روحانية ومطمئنة، ثم عودتهم سالمين غانمين لأوطانهم التي جاؤوا منها، ولا شك أن نجاح موسم الحج هذا العام بشكل متميز ، وفي ظل الرقم القياسي للحجيج هذا العام، إنما يعكس نجاح الداخل السعودي قيادة وحكومة وشعباً، وكما عبر عن ذلك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، أن سر نجاح موسم الحج هذا العام إنما يعود إلى التناغم الكبير بين مختلف الأجهزة المشاركة، ولاشك أن جملة المشروعات الجبارة والعملاقة التي تم تنفيذها ولازالت تنفذ، سواء كان في مكة المكرمة، أو في منطقة المشاعر المقدسة وفي مدينة الرسول – صلى الله عليه وسلم – والكم الهائل من الأموال الطائلة التي تم إنفاقها على تلك المشروعات، وتجنيد جميع الطاقات البشرية من أجل خدمة حجاج بيت الله الحرام، والسهر على راحتهم وأمنهم، من أبرز الأعمال التي يسجلها التاريخ بأحرف من نور للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – .
وختم معالي مدير جامعة الحدود الشمالية كلمته قائلاً : ” إنه لواجب علينا جميعاً، ونحن نحتفل بهذا اليوم الغالي على نفوسنا جميعاً، ذكرى اكتمال وحدة هذا الوطن، أن نزداد عزماً وتصميماً على بذل المزيد من الجهد، كلٌ في موقعه، من أجل استكمال مسيرة التقدم نحو المستقبل الأفضل، ونحو استقرار أمن منطقتنا، وحماية مملكتنا، وأبنائنا، ومصالحها، محافظين على وطننا وأبنائنا من أتون التطرف والإرهاب، مواجهين تحديات البناء والتقدم في الداخل، وتحديات منطقتنا والعالم من حولنا، مَاضين في طريقنا نَحْوَ مَرامِينَا، متسلحين بوحدتنا، وتلاحمنا والتفافنا حول قيادتنا الرشيدة” ،سائلا الله عز وجل أن يحفظ بلادنا ومليكنا، وولاة الأمر فيها من كل سوء ومكروه .