
مستشرقون بالعشرات تحركوا في فترات متباعدة، يحملون عدسات كاميراتهم ومحابرهم ليوثقوا الحياة في السعودية لم يدخلوها بتعالٍ، بل ذابوا في الحياة الاجتماعية، وعاش بعضهم حياة البدو، يلبسون كما يلبسون، ويأكل مما يأكلون.
رغم أن كثيراً من سكان الجزيرة العربية، ينظرون لهؤلاء المستشرقين الذين قدموا من دول مختلفة، نظرةً عدائية، إلا أنهم قدموا في الوقت الحاضر جزءاً من التاريخ موثقاً بالصورة، مما يمكن الباحثين من الاستعانة بالمعلومات المهمة التي خلفها هؤلاء وراءهم.
يعد وليم ثيسيغر آخر مستكشفي الجزيرة العربية، وقد عبر الربع الخالي أكثر من مرة، وقام برحلات في نجد وعسير خلال إقامته في السعودية بين عامي 1936 إلى 1950م.
“ثيسيغر”، أطلقت عليه قبيلة الصيعر اسم “مبارك بن لندن”، وقد خرج من الربع الخالي بكتاب وثَّق فيه بالصور المعلومات الهامة عن حياة القبائل، وهو كتاب الرمال العربية، الذي يعد مرجعاً مهماً حول الربع الخالي بكافة تفاصيله.
لم يكن “وليم ثيسيغر” الوحيد الذي سمي باسم عربي، فقد أطلقت قبيلة الرولة على المستشرق التشيكي “الويس موزيل” الذي بقي مع قبيلة الرولة طويلاً اسم الشيخ “موسى الرويلي”، وله مؤلفات كبيرة عن تراث الشرق، وما شاهده خلال إقامته.
وللمستشرق “الويس موزيل”، صور بالزي البدوي، ولا تكاد تميزه في شكله وهيئته عن أهل البادية العربية، حيث أجاد اللبس وكذلك الشكل.