[SIZE=5]دخلت ابنة عمر بن عبد العزيز عليه تبكي، وكانت طفلة صغيرة آنذاك، وكان يوم عيد للمسلمين
فـسألها: ماذا يبكيك؟
قالت: كل الأطفال يرتدون ثياباً جديدة وأنا ابنة أمير المؤمنين أرتدي ثوباً قديماً..فـتأثر عمر لبكائها وذهب إلى خازن بيت المال
وقال له: أتأذن لي أن أصرف راتبي عن الشهر القادم ؟
فقال له الخازن: ولم يا أمير المؤمنينْ؟
فحكى له عمر.
فقال الخازن: لا مانع، وَ لكن بشرط .
فقال عمر: وما هو هذا الشرط ؟؟
فقال الخازن: أن تضمن لي أن تبقى حياً حتى الشهر القادم لتعمل بالأجر الذي تريد صرفه مسبقا.
فتركة عمر وعاد.
فسأله أبنائه: ماذا فعلت يا أبانا...؟
قال: أتصبرون و ندخل جميعاً الجنة، أم لا تصبرون ويدخل أباكم النار؟
قالوا: نصبر يا أبانا!
سنتان وأربعة أشهر وعدة أيام.. هذه هي مدة حكم الخليفة عمر بن عبدا لعزيز .
تخيلوا!.. بأقل من ثلاثين شهراً استطاع أن يصنع لاسمه العظيم كل هذه المكانة والمجد في التاريخ العربي والإسلامي.
لم يمنحه الزمن فرصة لوضع خطة اقتصادية خمسيه أو عشرية..
استطاع بأقل من نصف الخمس سنوات أن يُطبق الخطة التي جعلت رجال الأعمال في زمانه يجوبون دولته المترامية الأطراف بحثاً عن من يقبل الزكاة ولا يجدونه!
روي أن الذئاب لم يسجل ضدها أي اعتداء على الغنم
في عهد عمر بن عبدا لعزيز رحمه الله تعالى ورضي عنه ،
بل كانت الذئاب تمشي إلى جنب الغنم وكأنهما قطيع واحد ،
وذلك في جميع ولايات المسلمين التي كان عمر بن عبدا لعزيز يحكمها .
وهذا من عدله رحمه الله .
وفي إحدى الليالي سجلت قضية اعتداء من إحدى الذئاب على بعض الغنم ،
فأرخ ذاك اليوم وكأنه أمر عجيب ومستغرب ، فلما بحثوا عن السبب وجدوا أن خليفة المسلمين في زمانه توفي في نفس ذاك اليوم .
كيف فعل هذا خلال سنتين وأربعة أشهر ؟
الإجابة كلمة واحدة: العدل.
ماذا لو امتلكنا الثلاثة: الخازن... و عمر ... وأبناء عمر !...............................
عريف حسيان الرويلي
[email]Areef997@hotmail.com[/email] [/SIZE]