سيدتي طريف .. اسمحي لي ايتها المدينة ان ادعوك بسيدتي.... لقب تستحقينه بإمتياز لأن الألقاب تطلق وفق معايير يستحقها صاحب اللقب.
سيدتي لم يكن من بين اعتباراتي ومعاييري انك تمتلكين ناطحات سحاب او شبكة طرق عملاقة او ميادين فسيحة وحدائق غناء.
فأنتِ مدينة صغيرة تعيشين حالمة في أعماق الصحراء.
ان معاييري فيكِ ليست معايير مادية بل هي منظومة متكاملة من القيم الانسانية الراقية التي جبلتي عليها كل سكانك رغم اختلافهم المناطقي والقبلي فجعلتي منهم قبيلة وأسرة طريف الواحدة متأسين بقوله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم: مثل الجسد, إذا اشتكى منه عضو: تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)).
نعم سيدتي ففي النوائب تبرز المواقف فبرز موقفك جلياً عندما انتقلت والدتي الى رحمة الله وفقدت ذلك الحنان وأسودة الدنيا بأعين اسرتي واقاربي وفي لحظة وقبل أن يوارى جثمانها الثرى احتضنتينا بحنانك وتدافع أهلك وابناؤك معزين وأدركت انني امام اسرة واحدة, مجتمع واحد, قبيله واحدة, هي طريف.
نعم سيدتي شعرت أني أتلقى التعازي من كل رجل وامرأة وطفل وشعرت انني انا الذي اعزيهم.
شعور نبيل بتلاحم أبنائك يحزنون لحزن أحدهم ويفرحون لفرحه.
سيدتي طريف بالأمس القريب احتفيتي بأبنائك وجمعتيهم على ارضك بعمل لم يسبقك عليه أحد فهم يبادلونك نفس الشعور, لقد تغنى بك الشاعر الأديب الدكتور عبدالله بن ثاني شعراً ونثراً وكتب لك العميد الركن الدكتور علي بن حسن التواتي متوجداً واستمد الدكتور محمد بن عوض سوقي روايته المحطاب من بيئتك وأنشد فيكِ الشاعر خالد منسي شعراً وأقاموا أبناء الصيخان لكِ المحافل يجتمع فيها أبنائك متحابين متلاحمين وقدمتي للوطن كوكبة من الرواد أمثال الفريق فياض حامد الرويلي وأبناء نجر اللواء عشق واللواء منصور واللواء عبدالله والأطباء الذين ذاع صيتهم على مستوى العالم الدكتور سالم الزهراني والدكتور سعد اليوسف, وهاهم أبناء جيلك الجديد يسطرون أروع التلاحم والتآخي ويحملون القيم ذاتها الذي حملها الرعيل الأول ولسان حالهم يقول نحن طريف وطريف نحن.
هنا نقول للفيلسوف اليوناني الذي دعى الى اقامة المدينة الفاضلة وكانت حينها ضرب من المستحيل في نظر ذلك الفيلسوف. نقول له ان مدينة طريف هي المدينة التي تخيلتها أيها الفيلسوف ولم تعد فكرتك ضرب من الخيال, انه المجتمع الذي استحق هذه الصفة الانسانية والذي وصل اليها من خلال منظومة راقية من القيم الاسلامية الانسانية جعلتهم في نعمته اخوانا, فهنيئاً لكِ يا درة الشمال بأبنائك وهنيئاً لهم بك.
اللواء/م الركن الدكتور
علي هلهول الرويلي
24 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓