[SIZE=5]
إذا كنا لا نؤمن بالتخطيط فهذه مشكلة , وإذا كنا نؤمن به ولا نجيده فالمشكلة أكبر , أما إذا كنا نؤمن به ونخطط ومانراه هو نتاج تخطيط وخطط فماعليك الا أن تصلي علينا أربع تكبيرات لأننا في حالة موت سريري .
وعندما نريد أن يكون الحديث ذا قيمة وندعمه بالأدلة فلن نحتاج جهدا لتقديم الأدلة على ذلك فالمشروع يقوم على أنقاض مشروع والمدير الجديد يهدم ما بناه سابقه والعامل المشترك بينهم هو نقل العهدة فلم نسمع عن تسليم خطة أو نقل خطة بل تسليم عهدة وهي الأهم وتفننا في اعداد استمارات نقل العهدة ولا يوجد من يذكر نقل خطة أو تسليم خطة .
حتى أن الأمر في كثير من الأحيان يصل الى التشكيل الوظيفي فمن يستلم زمام القيادة أو اللادارة يقوم بتشكل الموظفين دون مراعاة للتخصص أو التدريب السابق فلا بد أن يكون له بصمته الخاصة حتى لو كانت بطريقة لا تخدم العمل .
وهذا كله يدل على غياب التخطيط وبالتالي يسر العمل بشكل عشوائي ارتجالي يقوم على النظرة الذاتية وتنتهي أعماله بنهايته ليبدأ خلفه بنفس الطريقة ( وان كان قلة هم من يختلفون الا أن السائد والأكثر يسير بنفس الاتجاه العام )
لذلك تجدنا نسير على طريقة الدراجة الهوائية المعدة للتمرين سير في نفس المكان ونعد من أكثر دول العالم هدرا للمال والجهد , ولو كان ما صرفناه خلال الخمسين سنة الماضية في الاتجاه الصحيح لوجدتنا بالتأكيد من أكثر دول العالم خدمات وتنظيم .
ولو دخلنا بشيء من التفصيل لطال الحديث ولكن بشكل مجمل دلالة غياب التخطيط ( مشروعات متعثرة مشروعات في غير محلها تكلفة عالية لمشروعاتنا تخصصات لا يحتاجها سوق العمل تقليص القبول في تخصصات نحتاجها بطالة عالية مقابل عمالة عالية بطالة مقابل ازدواجية في التوظيف - تنقضات غريبة رتابة وروتين في المعاملات -
والحقيقة أن حديث مسؤولينا يتصدرها أفضل العبارات عن التخطيط والخطط وخصوصا المدروسة منها وما أن تجلس أمام احدى قنواتنا حتى تتخيل أن ما أن تخرج حتى تجد الخدمات التقنية تأتيك عبر مصادر الطاقة . في حين أن الواقع يصدمك بأن الحديث جميل والأفعال والمواعيد أوهن من مواعيد عرقوب .
ولكن تبقى الحقيقة المرة والأكيدة أننا نسير والتخطيط في خطين متوازيين لايمكن أن نلتقي
( ومن لا يجيد التخطيط فهو يسير الى الوراء )[/SIZE]
2 pings