[SIZE=5]
نادرا ما تخرج من مجلس سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود يحفظه الله إلا وتخرج بفائدة أما من سموه يحفظه الله أو من أحد الحضور .
سأتحدث هنا عن بعض المشاهد في مجلسه أو مكتبه الرسمي
نعلم جميعا أن صاحب السمو الأمير الوالد يجلس يوميا جلسة عامة بعد صلاة العشاء خمسة أيام في الأسبوع . ويستقبل في المكتب وفي المجلس الجميع مواطنا كان أم وافدا من جاء منهم لعرض حالة أو شكوى أو تشرفا بالسلام، وانعكس هذا الأسلوب (سياسة الباب المفتوح) على أغلب مديري الإدارات الحكومية في المنطقة.
***************
في صباح احد الأيام كنت بمكتب سموه فدخل الحاجب يقول إن مواطنا كبيرا في السن يرغب في الدخول عليه ويلحّ بذلك ، فأذن له ، وعندما دخل الرجل المسن لاحظ سمو الأمير أن الرجل يمشي بصعوبة وإن مرافقه ارتبك عند دخول المكتب فقام الأمير من مكتبه لمساعدته في المشي ممسكا بيده حتى أجلسه على احد المقاعد وجلس بجانبه يسأله في البداية عن صحته ثم حاجته وعندما انتهى الرجل من عرض موضوعه طلب منه سمو الأمير عرضا تحريريا بموضوعه فقدمه له ، وعده سمو الأمير خيرا ثم وجّه سموه احد الموظفين بمتابعة طلب الرجل وإبلاغه بما يتم وإيصال الرجل حتى سيارته .
*********
في صيف إحدى السنوات تعطلت بعض مكائن المياه وأصبح ما يصل إلى المنازل شحيحا لا يفي باحتياجات الحياة اليومية وأصبح الطلب ملحّا على المياه وارتفعت أسعار الصهاريج إلى 300 ريال وأكثر
وكنا جلوسا ذات ليلة في مجلس سمو الأمير ودار حديث حول شح المياه وتضجّر الناس من ذلك فقال الشيخ رشيد المجلاد بعفويته المعروفة : يا سمو الأمير الناس ودّها تشتكي بس هايبينك (خائفين منك فرد الأمير فورا مادام المشكلة صحيحة ولا بيدنا حل خلّهم يشتكون وأنا أؤيد شكواهم. انا أشره على اللي يشتكي وعندنا حل لمشكلته أو معلوماته غير صحيحة .
**************
في أحد الليالي وفي الجلسة المسائية العامة دخل مجموعة من الضباط بملابسهم الرسمية (وهذا نادرٌ جدا ) فسلموا على سمو الأمير وقبل أن ينصرفوا اقترب أعلاهم رتبة من سمو الأمير ويبدو أنه عرض سبب مجيئهم (همسا) ويطلب توجيه أو رأي سموه
فوجّهه سمو الأمير
قال الضابط سم طال عمرك
قال له سمو الأمير :لا تقل لي (سم ) إلا إذا كان رأيي صحيحا فإن لم يكن كذلك فعليك أن تبدي رأيك فقد يكون ما لديك أفضل مما وجهت به فأبده حتى لو كان مخالفا لرأيي فأنتم أصحاب الاختصاص ورأيكم نأخذ به ونعتمد عليه بعد الله
******************
قال سمو الأمير إن احد المواطنين رفع مجموعة من المطالب لخادم الحرمين الشريفين ،وأحيلت لي فوجدت أن أغلبها تمت دراسته ورفعه لجهات الاختصاص بعضها تم قبوله منذ فترة وبعضها قيد الدراسة وبعضها لم يقبل لسبب أو لآخر
ثم وجه سمو الأمير خطابه لنا جميعا أنتم تعلمون أن مكتبي مفتوح للجميع ومجلسي كذلك وحتى الهاتف وأنا الحقيقة أشكر المواطن على اجتهاده ولكن لو عرض هذه المطالب عليّ، لأوضحت له ما عندنا حيالها وإن لم يكن تم بحثها سأعزز وأدعم طلبه وأرفعه للجهات المختصة
*********************
كنت في مكتبه مع مجموعة من الزملاء من أعضاء مجلس إدارة النادي الأدبي وبعض المعلمين ومعنا مجموعة من طلاب ثانوية الصديق الفائزين بجائزة سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود للتشرف بالسلام عليه واستلام الجوائز والشهادات درع المسابقة من يده سموه الكريم .
هنأ سمو الأمير أبناءه الطلاب وشكر النادي والمعلمين على هذا النشاط الذي يشغل الطلاب بما هو مفيد لهم ولمستقبلهم ومستقبل أهلهم ومجتمعهم.
ثم تحدث سموه بعدة أحاديث من ضمنها أبدى ألمه الشديد من بعض الأخبار التي يتم بثها عن المنطقة وهي غير صحيحة بل تشوه صورة المجتمع الشمالي وتعطي صورة سيئة عن أخلاقيات أبناء المنطقة وهو مالا يرضاه عن سمعة أبنائه .
وأوضح أن الخبر المقصود هو إن بعض الشباب بث خبرا عن مشاجرة انتهت بمقتل 31 شابا ، وإنه قد اتصل به عدد من الأمراء مستفسرين ومعزّين
يقول سمو الأمير شكرتهم على تعاطفهم وأوضحت لهم أن الخبر غير صحيح هي مشاجرة بين مراهقين نتج عنها إصابات خفيفة ويحدث مثلها باستمرار وفي كل مجتمع
وأردف سموه أن الموضوع آلمه كثيرا بأن يسيء أحد أبنائه لمجتمعه الذي ينتمي إليه
كما قال يحفظه الله أنا استطيع أن أبحث عنه وأعرفه
ولكن لم أرغب بذلك لأنني لو عرفته لعاقبته بما يستحق شرعا ونظاما فهو من أبنائي وأنا أشفق عليه ، ولكن أقول الله يهديه وأن شاء الله ، و عساه يستفيد من هذا الدرس بما تسبب فيه من إزعاج وقلق للكثيرين من مسؤولين ومواطنين .
*********
في إحدى السنوات كان الشريط الحدودي مع العراق في قمة الربيع وكان الفقع موجودا بكثرة في أماكن قرب الحدود العراقية وهي منطقة ممنوع دخولها أو الاقتراب منها نظاما.
كنا في مجلس سموه ذات ليلة ورن الهاتف وتحدث سمو الأمير مع احدهم واتضح مما نسمعه أن الحديث كان بشأن احد جنود حرس الحدود الذي أكّد سمو الأمير في حديثه مع الآخر على حضور الجندي إلى مكتبه غدا صباحا .
والموضوع هو إن رجال الأمن لاحظوا أن هناك مواطنا يقوم بإنزال أكياس في أحد الأماكن بحزم الجلاميد ويعود في اليوم التالي ويأتي بغيرها تمت مراقبة المكان حتى أُلقي القبض على الرجل واتضح انه يعمل جنديا في حرس الحدود ويجمع الفقع في هذا المكان وعند انتهاء عمله يعود إلى عرعر ويقوم ببيع هذا الفقع
تمت أحالة أوراقه رسميا إلى جهات عمله التي اعتبرته مقصرا في أداء واجبه وأحيلت كميات الفقع التي جلبها إلى القاضي الذي حكم بمصادرتها وبيعها وإدخال قيمتها إلى بيت مال المسلمين
وبيع الفقع بمبلغ 12000 ريال .
وصل الأمر إلى سموه فأمر باستدعاء الجندي وعاتبه على تقصيره بعمله وأكد عليه عدم تكرار ذلك ثم قام سمو الأمير بدفع قيمة الفقع المصادر من جيبه الخاص للجندي .
*******************************************
هي مشاهد أنقلها لكم بكل أمانة للإستفادة من حكمة وتواضع سموه وبعد نظره وتسامحه وحسن إدارته يحفظه الله[/SIZE]
4 pings