الإشراف التربوي هو عملية فنيّة شوريّة قيادية إنسانية تعاونيّة منظمة لتطوير وتحسين العملية التعليمية تتم بين طرفين وهما المشرف والمعلم ولا يمكن أن تُثمر إلا بهذا التعاون والتظافر الذي هدفه تطوير المُعلم من خلال الأساليب الإشرافيّة التي يطرحُها المُشرف على المعلم لتحقيق أكبر قدر من الفائدة للعمليّة التربويّة.
كما يُعرفه العلماء التربويون بأنّه تحريك وتحديد لمسار المُعلمين باستخدام ذكاء الطلاب.
كما أصبح عمل المشرف التربويّ يفرض اتباع المقاييس الديموقراطيّة، واحترام مشاعر المعلمين، والحوار معهم، فقد تحول دور المشرف التربويّ من التفتيش إلى التوجيه القائم على أُسس علميّة مُهمة لتكريس الحوار والنقاش التعاونيّ كأساس للعمليّة الإشرافيّة.
ويمكن تحديد المفهوم الحديث للإشراف التربوي على أنه: "مجهود منظم، وعمل إيجابي، يهدف إلى تحسين عمليات التعلم والتعليم والتدريب وذلك لتنسيق وتوجيه النمو الذاتي للمعلمين ليزداد فهمهم التربوي وإيمانهم بأهداف التعليم وبذلك يؤدون دورهم بصورة أكثر فاعلية".
ولعملية الإشراف مميزات كثيرة منها :
١- استشاريّة تقوم على احترام رأي كل من المعلم والطالب وتهيئة فرص تعليميّة متكاملة.
٢- منظمة تعتمد على التخطيط.
٣-قياديّة أيّ القدرة على التأثير في المعلمين والطلاب لتنسيق جهودهم لتحسين العملية التعليميّة.
٤- تعاونيّة حيث يتعاون كل من المشرف ومدير المدرسة والمعلم لإنجاح العملية التربوية.
٥-مستمرة حيث أنها تتم على مدى العام الدراسي.
٦- إنسانيّة لأنها تهدف إلى الاعتراف بقيمة الفرد.
٦-شاملة لأنها تهتم بالعوامل المؤثرة في سير العمليّة التربويّة.
و لتطبيق كل ذلك يقع على عاتق المشرف التربوي مهام كثيرة وعبء كبير حيث يتطلب منه مجموعة من الأدوار الإشرافية والإدارية التي تسهم فى تحقيق أهداف المؤسسة التعليمية ومنها:
١-توجيه المعلمين وإرشادهم أثناء خدمتهم لمواجهة التغيرات العالمية المعاصرة و المتسارعة في المعرفة العلمية والتكنولوجية.
تصور مقتر
٢- عقد الدورات للمعلمين أثناء الخدمة.
٣- عقد وإدارة الاجتماعات مع المعلمين.
٤- العمل على تطوير المنهج.
٥- عرض نماذج للمحاكاة في إدارة الصفوف.
٦- المشاركة في اختيار المعلمين وتوزيعهم على المدارس.
٧- تدريب المعلمين على إدارة الوقت للوصول إلى أقصى أستفادة فى أقل وقت.
٨- الاتصال الفعال بين المشرف والمعلم والطالب.
٩- كتابة التقارير الفنية.
١٠- إدارة ضغوط العمل لتهيئة بيئة عمل مناسبة.
ومن أهم الأمثلة التى تجسد عملية الإشراف التربوي المتكامل الزيارة الصيفية التى يقوم بها المشرف للصفوف لذلك يجب على المشرف أن يراعي كل ما يدور حوله إثناء وجودة داخل غرفة الصف وينبغي أن يكون دقيق الملاحظة بحيث لا تفوته حركة أو كلمة أو إشارة أو حركة باليد أو الرأس والكلمة الطيبة وغيرها من الأمور الكثيرة الأخرى التي تفرض على المشرف التربوي أن يكون في كامل حضوره وانتباهه وألا فان زيارته لن تكون مجدية أو ذات قيمة وكذلك يجب عليه ملاحظة كل ما يدور ومتابعة أشياء كثيرة منها :
1 – مدى لياقة المعلم وقدرته على طرح موضوع الدرس الذي تناوله .
2 – مدى سيطرة المعلم على النظام وتوجيه أفكار التلاميذ إلى الأهداف المنشودة ومدى قدرته على مواجهة المشاكل الطارئه .
3 – مدى مراعاة الفروق الفردية بين طلابه إثناء توجيه الأسئلة الهادفة إذ أن التلاميذ متفاوتون دائما في قدراتهم العقلية .
4 – مدى استخدامه للأمثلة الهادفة إثناء توضيح السبل المؤدية إلى تحقيق الأهداف .
5 – مدى استعانته بالوسائل التعليمية , ومدى ملائمة هذه الوسائل لمضمون الدرس ومستوى التلاميذ .
6- مدى قدرة المعلم على بعث الحيوية والنشاط في نفوس طلابه.
7 – مدى ملاحظة المعلم للأبعاد السلوكية المتعلقة بالصحة العامة إثناء وجودة في غرفة الصف .
8 – مدى كفاءة المعلم في الانتقال بتلاميذه من الأهداف المعرفية , والأهداف المهاريه إلى الأهداف الوجدانية , وهل الاتجاهات والقيم التي يسعى لتحقيقها ملائمة لمستوى تلاميذه المعرفية ؟
لذلك يهدف الإشراف التربوي بشكل عام إلى تحسين العملية التربوية والتعليمية بكافة محورها حيث يُعد وجود المشرف التربوي أساسي بل ضرورة حتمية لمساعدة المعلمين في تحسين أدائهم ، وإثارة دافعيتهم نحو النمو المهني كي ينمو الطلاب نمواً سليماً من جميع الجوانب ومن الوصول إلى رفع مستوى التعليم فى مدارسنا والاستفادة القصوى من مهارات معلمينا للنهوض بالعلم والمعرفة ومن ثم يتحسن المجتمع.