الطيب موسى و الصادق آدم راعيان جمعتهما الصدفة في صالة مطار عرعر و هما ينتظران الطائرة التي ستقلهم إلى جده و منها إلى الخرطوم.
بعد حديث مستفيض عن الراتب و الإكراميات تحول الحديث بينهما إلى المراييع و الزهاب و الخلايا الشمسية والمقارنة مابين خدمات زين و موبايلي و بعد ذلك عرجوا بالحديث على موسم الربيع الفائت و كم باع كل واحد منهم من الفقع. الغريب أنهم لم يتطرقوا لأحداث السودان الأخيرة، شكل الثقة معدومة بينهم أو أنهم يحترمون المجلس العسكري احترام شديد ولأن الإنتظار ممل و السوالف خلصت تقمص الطيب موسى شخصية مهندس مدني و أخذ يحلل الخدمات الأرضية و موقع المدرج و البنية التحتية للمطار و افتقار الصالة لأماكن بيع المأكولات والمشروبات مما جعله يحمد ربه على خدمات التغذية المقدمة له في عزبة كفيله و رضي عن خدمات الإمداد والتموين بالمرعى.
طبعاً الصادق آدم ليس لديه فكرة عن الهندسة المدنية و لا يريد أن يظهر بمظهر الجاهل امام الزول الآخر ، فتقمص شخصية المخطط الاستراتيجي و بدء بطرح رؤى و أفكار رعيانية للتسلية و تمضية الوقت.
أول هذه الأفكار التي طرحها الصادق آدم كانت إلغاء مشروع تطوير مطاري عرعر و الجوف و إنشاء مطار جديد بالقرب من العمارية بمنتصف المسافة بين المدينتين فيستقبل مالا يقل عن ٦ رحلات من الرياض بمعدل رحلة كل اربع ساعات و ٤ رحلات من جدة بمعدل رحلة كل ٦ ساعات و رحلة يومياً من الدمام و مصر و الأردن و الإمارات و يكون هناك نقل تردي للباصات بين المطار و مركز المدينتين.
أعجبت الفكرة الطيب موسى و قال: عاين عليك الله يازول لا تنسى حبايبنا بالقريات و طريف.
فرد الصادق آدم:
بالهداوة يازول بالهداوة حرقت قلبي معاك كيف أنسى القريات و طريف و أنا عايش فيهم زمن طويل من أيام الأميرين عبدالله بن مساعد و الأمير عبدالرحمن السديري رحمهما الله.
أنا أحس أن المدينتين تؤام ديموغرافي و ارتباطهم بسكاكا و عرعر كان نتاج ظروف و اعتبارات سابقة لم تعد موجودة الآن و لا تناسب رؤية ٢٠٣٠.
فمثل ما فكرنا بمطار واحد يخدم سكاكا و عرعر يكون هناك مطار بالحماد بمنتصف المسافة بين القريات و طريف فيستقبل مالا يقل عن ٤ رحلات يومياً من الرياض بمعدل رحلة كل ٦ ساعات و رحلتين من جدة و رحلة يومياً من الدمام و مصر و دبي و يكون هناك نقل تردي للباصات بين المطار و مركز المدينتين.
رد الطيب موسى : و الله يازول هذا فيه توفير على ميزانية الدولة و خدمة لسكان المنطقة لكن اخاف تعجبهم فكرة المطارات و يبدوا يفكروا بإعادة توزيع المناطق حسب الدراسات الديموغرافية الجديدة و يدمجوا عرعر مع سكاكا و القريات مع طريف.
رد عليه الصادق آدم:
و انت خايف من شنوا يازول ؟
الي يخاف يكون زول عنده مصلحة يخاف تطير مع التغيير الإداري الجديد.
انا و انتا رعيان ما تفرق معانا اذا سرحنا بالحماد و الا العمارية اهم شيء في اخر الشهر ناخذ راتبنا و نبي رحلات طيران اكثر و للمعلومية، اغلبية سكان المنطقة يهمهم في المقام الاول مصلحتهم و الخدمات الي تقدم لهم و قرب المسافة بين العاصمة الإدارية و المحافظات التابعة لها.
ما راح يخاف من الدمج او الفصل الإداري الا أصحاب مصالح خاصة و حنا ناس دايرين المصلحة العامة يازول.
في هذه الاثناء اعلن موظف المطار عن البدء في الصعود للطائرة للرحلة المغادرة الى جدة على الرغم من ان التخطيط الاسترتيجي و التوزيع الديموغرافي للصادق ادم لم ينتهي الا إنه وعد الطيب موسى انه سيدرس خلال إجازته في السودان جغرافية التخطيط و عندما يعود سيتصل عليه و يعطيه مقترحات جديدة في إعادة صياغة توزيع المناطق الإدارية على نحو يكفل التسهيل و الانسجام في العلاقة بين المواطن والإدارات الحكومية المختلفة.
شايز عوض
2 pings